الجمعة 26 ابريل 2024

رانيا فريد شوقى: كل قصص «المداح» من أرض الواقع.. وليست خرافات

رانيا فريد شوقي

1-4-2023 | 13:57

أميمة أحمد

فنانة موهوبة، ورثت جينات الفن عن والدها، أحد عمالقة التمثيل فى عصره الذهبى، بدأت مشوار الفن مبكراً منذ بداية التسعينيات، وصعدت سلم النجومية عبر محطات فنية مهمة، برزت من خلالها بشخصيات وأدوار مختلفة، كان للدراما التليفزيونية نصيب الأسد منها، حيث قدمت عشرات المسلسلات التى تركت من خلالها بصمات واضحة لدى المشاهدين، حتى استطاعت أن ترسم لنفسها شخصيتها الفنية المستقلة.

إنها الفنانة المحبوبة رانيا فريد شوقى التى التقتها «الكواكب» فى حوار من القلب لتحدثنا عن مشاركتها الرمضانية من خلال مسلسل «المداح 3»، وسر تحمسها للمشاركة به، وكيف كانت استعداداتها للدور، ورأيها فى فكرة تقديم أجزاء جديدة للمسلسلات الناجحة، كما تتحدث معنا عن علاقتها بالمسرح وسبب ابتعادها عنه فترة طويلة، وعودتها إليه من خلال مسرحية «صاحب الوردة»، وأحب أعمالها إلى قلبها، وكيف تستقبل شهر رمضان وطقوسها به، كل هذا وأكثر فى الحوار التالى...

 تشاركين فى السباق الرمضانى بمسلسل «المداح».. فما الذى حمسك له؟

أكثر ما حمسنى له هو دورى، فهو دور مختلف لم أقدمه من قبل، إلى جانب أن مسلسل «المداح» حقق نجاحاً على مدار عامين متتاليين من خلال الجزأين الأول والثانى، وهو ما كان سبباً فى المشاركة ضمن فريق هذا العمل الناجح، كذلك وجود اسم النجم حمادة هلال الذى أتعاون معه للمرة الأولى، واسم كل من المخرج الأستاذ أحمد سمير فرج والكاتب أمين جمال والشركة المنتجة، فكل هذه العوامل مجتمعة حمستنى للعمل، ولكن فى النهاية الدور الجيد المختلف هو ما دفعنى له.

 

تقدمين بالمسلسل دوراً مختلفاً تماماً عما قدمتِه من قبل.. هل كانت له استعدادات خاصة؟

ليست استعدادات بالمعنى الحرفى، ولكنى ذاكرت الدور جيداً، فهو عبارة عن امرأة مصرية عاشت طوال عمرها فى إحدى دول الخليج، ثم عادت إلى مصر لتبدأ عملها الخاص بها، فكان لابد أن تكون لها صفات مختلفة ومظهر مختلف، وهذا ما عملت عليه. «المداح» فى جزأيه السابقين استطاع تحقيق نجاح كبير..

هل تتوقعين لهذا الجزء أن يحقق نجاحاً مثل سابقيه؟ بالطبع توقعت له النجاح؛ لأن هذا الجزء دخل به كثير من العناصر الجديدة، وأيضاً السيناريو كُتب بطريقة جديدة ومختلفة، إلى جانب الأحداث الشيقة والمثيرة به.

هل تتفقين مع الرأى القائل إن وجود أجزاء لعمل ناجح هو مجرد استغلال لهذا النجاح؟

أرى أن ذلك طبيعى جداً، خصوصاً إذا كان العمل يمنحك مساحة كبيرة لعمل أكثر من جزء، وهناك الكثير من المسلسلات التى حققت نجاحاً كبيراً بكل أجزائها مثل مسلسل «أبو العروسة»، الذى حقق نجاحاً كبيراً بكل أجزائه، وأيضاً مسلسلات «سلسال الدم» «وليالى الحلمية» و«الشهد والدموع»، وهناك الكثير من الأمثلة.. فما المانع إذا كان العمل ناجحاً أن نشاهد له أكثر من جزء، بالعكس فأحياناً ينجح عمل من خلال الجزء الثانى منه، ولكن بشرط أن تكون كتابة المسلسل جيدة وبها أحداث كثيرة.

 

مسلسل «المداح» يحاكى أحداثاً خارقة للطبيعة.. فهل تؤمنين بهذه الأشياء؟

بالطبع أؤمن بها؛ لأن الله خلق الإنس والجن وكلها أشياء موجودة حولنا، وأعتقد أن سر نجاح مسلسل «المداح» أنه حقيقى، فكل صناع العمل درسوا هذه الأمور بشكل كبير، وقدموها بطريقة صحيحة، فكل قصص «المداح» من أرض الواقع وليست خرافات أو أشياء غير طبيعية. من وجهة نظرك..

 

هل من المهم للفنان التواجد فى السباق الرمضانى؟

بالطبع مهم جداً لكل فنان أن ينافس فى السباق الرمضانى، فهو يعتبر موسماً مهماً جداً وبه نوع من المنافسة بين مجموعة من المسلسلات وأيضاً نسبة المشاهدة تكون أعلى، ولكن أيضاً المسلسل الجيد وحده هو الذى يحدد نجاحه سواء فى السباق الرمضانى أو غيره، فهو من يفرض وجوده، ولكن السباق الرمضانى مهم جداً والجمهور أعتاد عليه ويكون أكثر تأهيلاً لمشاهدة المسلسلات به، فهى بمثابة عادة منذ كنا صغاراً، ولكن بالنسبة لى فما يمهنى هو التواجد بشكل جيد وعمل محترم.

حدثينا عن عودتك للمسرح بعد غياب طويل من خلال مسرحية «صاحب الوردة»؟

المسرح القومى له حب خاص فى قلبى، فأولى تجاربى المسرحية كانت على خشبته مع دكتور يحيى الفخرانى، لذلك فأنا أحمل له حباً لا يوصف وذكريات خاصة جداً، ولكنى بعدت فترة عنه ولم أقدم عروضاً مسرحية، حتى تلقيت عرضاً بمسرحية «صاحب الوردة»، وهى عمل مميز جداً من تأليف الأستاذ عبدالرحيم كمال، وهذا أكثر ما شجعنى على العودة بعد غياب سنوات عن المسرح القومى.

المسرح القومى يمر حالياً بحالة من التطور..كيف ترين ذلك؟

المسرح فى مصر مرّ بعدة فترات تأرجحت فيها حالته بين القوة والضعف، فقد كان منارة ثقافية كبيرة، وكنا نتابع أخبار المسرحيات فى الجرائد لنختار من بينها ما يمكن أن نشاهده، بل ونحتار فى هذا الاختيار من قوة العروض المسرحية، لكنه ضعف بعض الشىء وتأثر كثيراً فى فترة من الفترات، خصوصاً مسرح القطاع العام، وحتى القطاع الخاص لم يعد مثلما كان فى الماضى، فصارت العروض المسرحية تعد على أصابع اليد، لكنى أرى مؤخراً صحوة لمسرح القطاع العام، وهو أمر طبيعى أن يعود كل الفنانين إلى المسرح، وأتمنى أن يعود المسرح مرة أخرى إلى رونقه، فهو متعة لكل فنان ومشاهد.

كل أعمالك بها رسائل وقضايا مهمة.. هل كان ذلك عن قصد؟

فكرة أن يكون العمل به قضية ورسالة هى فكرة مهمة جداً، وبالنسبة لى فأنا أكثر ما يمهنى هو العمل الجيد الذى يشعر به الجمهور ويصدقه، فالفن كله رسالة، فالعمل الكوميدى فى حد ذاته رسالة بأن أقدم عملاً يسعد الجمهور ويجعله يضحك من قلبه، فهذه رسالة من وجهة نظرى، فالعمل الجيد الذى يطرح من خلاله فكرة ما أياً كان نوعه فهو ما يهمنى. قدمتِ أعمالاً كثيرة ذات بصمات مع الجمهور..

 

فأى من تلك الأعمال ترك بصمة خاصة فى قلبك؟

هناك الكثير من الأعمال المهمة التى أحمد الله أنى شاركت بها، فأنا أعتبر نفسى من الشخصيات المحظوظة جداً فى أعمالى، فعندما أجلس مع نفسى وأتذكرها أحمد الله أننى قدمت على مدار سنين عمرى أعمالاً محفورة فى قلبى وقلوب الجمهور، ومن تلك الأعمال مثلاً مسلسل «الضوء الشارد» الذى مر عليه ربع قرن من الزمن، وما زال إلى الآن يحتفظ بمكانته لدى الجمهور، وعلى الرغم من أن هناك أجيالاً لم تكن موجودة وقت عرضه، إلا أنهم بالبحث عنه ومشاهدته حقق لديهم نجاحاً كبيراً، وأيضاً من المسلسلات المحببة جداً إلى قلبى مسلسل «عائلة مجنونة جداً»، ومسلسل «يتربى فى عزو»، وهناك الكثير من الأعمال المهمة الأخرى التى أحمد الله أنى شاركت بها. نحمل جميعاً فى شهر رمضان ذكريات جميلة..

فما ألطف ذكرياتك وطقوسك مع هذا الشهر؟

رمضان ذكرياته كثيرة جداً، بما يحمله من روحانيات، كما أنه شهر اللمة والتجمع العائلى، وبه الكثير من الترابط الأسرى، لا أنسى ذكرياتى به مع والدى رحمة الله عليه، خاصة فى أول يوم، فقد كان حريصاً على ترك كل أعماله فى هذا اليوم، ليجمعنا حوله جميعاً وأخواتى وأزواجهن وأولادهن، ونفطر معاً جميعاً، ثم نجلس فى السهرة نشاهد المسلسلات، وكنت أحب جداً «بوجى وطمطم» و«بكار»، وأكثر ما كنت أحبه هو تجمع العائلة والدفء الذى كنا نشعر به، ونشعر بروحانيات الشهر، فكلما يكبر الإنسان يشعر أكثر بافتقاد تلك الحالة أكثر والحنين إليها، فرمضان ذكرياته كثيرة جداً والحمد لله على نعمة العائلة واللمة، والحمد لله على نعمة أن الله جعل لنا بصيرة وعقلاً لنستوعب أهمية شهر رمضان.