15-4-2023 | 14:30
موسى صبرى
عاماً بعد عام، تتقلص مساحة المسلسلات الدينية على الشاشة الرمضانية، على الرغم من أحقيتها فى هذا الشهر الكريم، فبعد أن كانت تحجز مكانها كل عام على خريطة القنوات، أضحت اليوم تظهر على استحياء، ليطل علينا هذا العام مسلسل دينى واحد فقط، هو «رسالة الإمام»، الذى يقدمه النجم خالد النبوى عن حياة الإمام الشافعى والذي استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً ما دعا الكثيرون للمطالبة بإنتاج المزيد من الأعمال النظيرة.. «الكواكب» حاولت الاستماع إلى هذه المطالبات.
فى البداية تحدث الفنان حسن يوسف صاحب الأعمال الدينية العظيمة، ومنها، «محمد رسول الله»، «ابن ماجه»، «إمام الدعاة»، «الإمام النسائى»، «الإمام المراغى»، «العارف بالله»، ليقول: ترجع قلة الأعمال الدينية والتاريخية فى المقام الأول إلى تكلفتها العالية والضخمة، وتوقف المنتجين عن هذا النوع من الدراما، خاصة أن المنتج يبحث عن المكسب المادى الذى يعود عليه، فمنذ أن قدمت مسلسل (إمام الدعاة) ونجاحه انهالت على العروض لتقديم أعمال على شاكلته، لكن هذه المشرعات كانت تتعطل بسبب التحضيرات الكبيرة التى تستغرق سنوات، ولكنى لم أمانع فى تقديمها أبداً.
ويضيف الفنان القدير حسن يوسف: كما أن هناك أسباباً أخرى فى قلة هذه النوعية من الأعمال على رأسها، ندرة المؤلفين فى هذا النوع من الدراما، فالمؤلف لا يريد بذل مجهود، نظراً لعدم إلقاء اللوم عليه عند إغفاله نقطة مهمة أو إثارته حادثة معينة، لذلك بعض المؤلفين والمنتجين يبتعدون عن تقديم العمل الدينى خشية خسارة أموالهم عكس الموضوعات الاجتماعية المعاصرة.
وتحدث إلينا الفنان أشرف عبدالغفور، الذى اشتهر بأدواره التاريخية والدينية من خلال الدراما التليفزيونية، ومنها أدواره فى مسلسلات «محمد رسول الله»، «الإمام مالك»، «عظماء فى التاريخ»، «هارون الرشيد»، «أئمة الهدى»، وغيرها من الأعمال الدينية.. وقال عبدالغفور: تحتاج الأعمال الدينية والتاريخية إلى إنتاج سخى، كما أن الممثل يحتاج إلى مجهود يضاعف المجهود الذى يقدمه فى الأعمال العادية، للتحضير للشخصية من مصادر دينية وأحاديث وقرآن ولغة عربية سليمة ومخارج ألفاظ دقيقة، كل ذلك يصعب الأمور.
ويقول المؤلف وليد يوسف: تعود قلة الأعمال الدينية والتاريخية إلى ضخامة التحضيرات اللازمة لها من ميزانيات وديكور، وكذلك على مستوى الكتابة أيضاً، فعندما أقدم عملاً دينياً أحتاج إلى مئات المراجع والمصادر الدينية والتاريخية الموثوق بها، والعودة إلى الأزهر لمعرفة الصحيح منها لأهمية العمل الدينى ومدى تأثيره على الجمهور العربى.
ويضيف يوسف: كانت الدولة ومازالت تعنى بإنتاج هذه النوعية لتعريف الجمهور والشعب العربى بالقيم الدينية، وكانت هذه الأعمال توزع فى كل بقاع العالم الإسلامى، وكان لها صدى طيب.
كما أن العمل الدينى مسئولية كبيرة تقع على عاتق المؤلف وبطل العمل أيضاً فى إيصال كل المفاهيم الدينية بشكل صحيح كما فعل النجم الراحل نور الشريف فى مسلسلى (هارون الرشيد) و(عمر بن عبدالعزيز).
ويوضح الكاتب أيمن سلامة: للأسف الشديد ارتبطت الأعمال الدينية والتاريخية بالمعلن الذى يريد استقطاب فئة معينة من الجمهور، فهو يريد دراما فيها تشويق وإثارة وصراعات فى المجتمع وليس عملاً يتحدث عن القيم والمبادئ الدينية الخطابية التى يميل لها الكبار، لذلك نجد أن مساحة الأعمال الدينية ضئيلة وتقلصت أهميتها منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الآن لاعتبارات إعلانية وتجارية بحتة.
ويكمل: الأعمال الدينية والتاريخية لم تتوقف على مستوى العالم العربى كله، فهى ما زالت موجودة ويتم إنتاجها على الشاشات العربية، كما نجحنا هذا العام فى تقديم مسلسل «رسالة الإمام» ونفس الأمر مازالت تقوم به بعض الدول العربية، وأتمنى بعد نجاح رسالة الإمام أن يتم التوسع فى إنتاج هذه النوعيات ويتم تكرار التجربة.
أما المخرج محمد فاضل فيقول: للأسف أصبحت الأعمال الدينية والتاريخية التى تقدم حالياً قليلة مقارنة بالماضى، ففى الألفية الجديدة كان يقدم 6 مسلسلات على الأقل فى العام الواحد، وتواجدت مسلسلات عديدة مثل (هارون الرشيد)، (عمر بن عبدالعزيز)، (إمام الدعاة)، (محمد رسول الله)، وغيرها من الأعمال القيمة التى أثرت فى ثقافة المجتمع العربى وحققت رواجاً فى جميع البلاد الإسلامية.
ويضيف فاضل: الجميع يعلم أن تنفيذ الأعمال الدينية وإخراجها أمر صعب ومرهق للغاية.
وتحدث الناقد طارق الشناوى، قائلاً: فى الحقيقة إن الأعمال الدينية ارتبطت بشهر رمضان الكريم، وهناك بعض الأعمال التى حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها مثل مسلسل رسالة الإمام هذا العام، وسلسلة مسلسل (محمد رسول الله)، الذى احتوى على عدة أجزاء ناجحة، وغيرها من الأعمال الدينية الناجحة، ولكن مع الوقت أصبحت الميزانيات التى ترصد لهذه الأعمال ضئيلة مقارنة بالماضى، وفى نفس الوقت دخلت بلد كبير مثل سوريا لتنافس السوق المصرية فى هذه الأعمال، وقدمت أعمالاً دينية نظيرة.
ويضيف الشناوى: العمل الدينى مكلف فى ميزانيته وتحضيره والديكور الذى يحتوى على ملابس باهظة الثمن، ومعدات أكبر من الأعمال الأخرى، لذلك أصبح إنتاجها محدوداً وربما يقتصر على عمل واحد كما حدث هذا العام ولكنى أتمنى أن نستغل نجاح «رسالة الإمام» لتعود مرة أخرى.