فى أحد اللقاءات التليفزيونية الجميلة جداً مع الفنان نور الشريف، رحمة الله عليه، حكى لنا موقفاً مع المخرج جلال الشرقاوى، وقت أن كان طالباً فى المعهد، يدل على أن الإصرار والثقة بالنفس هما مفتاح النجاح.
* فى يوم قال لك المخرج جلال الشرقاوى «أنت مقلب».. إيه سر الموقف ده؟
- فيه موقف كمان مع الأستاذ نور الدمرداش, وأنا فى المعهد كان أهلى مانعين عنى المصروف، فعشان أبقى كومبارس متكلم، وده كان عرف أيامها إن طالب المعهد يتقبل على طول فى التليفزيون، وياخد ٨ جنيه فى النص ساعة، روحت ومثلت المشاهد اللى أنا قبلت بيها، فأستاذ نور الدمرداش قال لى: «أنت متأكد إنك طالب فى المعهد»، قولت له: «آه».. قال لى: «طب مع السلامة»، وسقطنى.
وأضاف: بعد سنة أولى بقيت أطلع الأول على الدفعة، جيت فى آخر سنة فى المعهد الأستاذ جلال الشرقاوى كان أول مرة يدرس لى، وطلب منى بحث بعد ٣ أيام، وبعد ٣ أيام جبت البحث وقرأت له، فأوقفنى، قال لى: «يا حبيبى أنت ناقل من كتب».. قولت له: «أيوه ناقل»، قال لى: «لا أنا عايز وجهة نظرك أنت»، قولت له: «مينفعش فى ٣ أيام، ده ينفع فى ٢١ يوم»، فسأل: «مين الأول بتاع الدفعة دى ؟»، مردتش.. زمايلى شاوروا عليا، قال: «طب مين الأول تمثيل ؟»، زمايلى شاوروا عليا.. بص لى كده وقال لى: «حبيبى تعرف إنك مقلب».
وأكمل: أنا معرفتش أرد، وأنا صعيدى وبرج الثور، مرضيتش أبكى قدامه، أما خرجت لوحدى برا بكيت بالدموع بجد، لما اتنشرت مذكراتى، الأستاذ نور والأستاذ جلال الشرقاوى زعلوا وقالوا لى: «ليه يعنى تكتب ده»، قولتله: «أنا
نور الدمرداش
بكتب ده لأن ده درس لأى طالب جديد، يمكن يكون أكثر رهافة منى».
وأوضح: «أنا أجزم، وبلا تواضع، أن هناك زملاء لى أفضل منى وأكثر موهبة، لكنهم كانوا أكثر رقة، فلا يستطيعون تحمل رأياً مثل ما قيل من الأستاذ نور أو الأستاذ جلال، فمنهم اللى ساب المعهد واللى انتحر واللى جالوا اكتئاب، أنا بذكر ده علشان أى هاوى فى أى مجال، مش بس فى التمثيل، إذا كنت أنت مؤمن وواثق من نفسك ومختار الدراسة الصح وتملك الموهبة ممكن ما تنجحش أوى فى الأول، لكن بما إنك تملك الموهبة هتنجح فى يوم من الأيام.. أوعى كلمة من دى تأثر فيك».
واختتم: «ألف رحمة للأستاذ نور الدمرداش، أنا اشتغلت معاه مسلسل اسمه (مارد الجبل)، المسلسل ده كسر الدنيا، وشوارع القاهرة كانت بتبقى فاضية بسببه، ولأول وآخر مرة فى تاريخ المسلسلات فى العالم العربى فى تتر النهاية (إلى اللقاء مع نور الشريف ونور الدمرداش).. ودى كانت بالنسبة لى رد شرف».