الأحد 24 نوفمبر 2024

في ندوته بالمركز الكاثوليكي عقب عرضه.. ليلة قمر ١٤ .. فيلم جرئ .. لاقى استحسان الجمهور

الأب بطرس دانيال مع صناع فيلم ليلة قمر ١٤ عقب الندوة

7-5-2023 | 15:42

هبة عادل
الحب أولا وقبل كل شيء.. دافع عن حبك مهما كانت العوائق والعقبات.. بإختصار هذه هي الفكرة التي يتناولها فيلم" ليلة قمر 14" وهو من نوعية الأفلام التي تحمل فكرة مثيرة للجدل و العصف الذهني اذا جاز التعبير .. أكثر من مجرد السرد العادي للأحداث، حتى أن بناء السيناريو فيه جاء مختلفا حيث يضم الفيلم خمس قصص حب تنتقل بينها وبين بعضها انتقالا ناعما رشيقا وكأننا نعيش داخل كل قصة حالة مستقلة.. قد عاشها بعضنا بشكل او بأخر .. فيما تربط هذه القصص الخمسة فكرة الفوارق التي قد تؤدي الى تدمير العلاقة العاطفية مهما كانت قوتها.. أمام عادات وتقاليد المجتمع ويبدو الفيلم وكأنه يطرح تساؤلا في اذهان المتلقيين.. هل تعدد هذه النوعية من الأفلام قد يؤدي على المدى البعيد بالفعل الى تغير رؤية المجتمع ونمطه حيال هذه القضية وينتصر الحب رغم اي فروق من اي نوع ؟ وحتى نفسر اكثر نجد الفيلم يبدأ بصورة للقمر المكتمل في السماء ليله 14 مع صوت المذيع الذي يملأ أرجاء الأثير والذي قام بدوره الفنان الكبير خالد النبوي واصفا تأثير القمر واكتماله على الأرض والبشر ملقيا الضوء ان بعض الاساطير تقول ان القمر في ليلة 14 يؤدي الى انفصال عاطفي بين الكثير من المرتبطين ومن هنا ندخل الى القصص المتعددة التي يشملها الفيلم ونبدا مع قصة أستاذة الجامعة غادة عادل التي تمر بقصة حب مع احد طلابها فيما يفصل بينهما فارق عمري 20 عاما مما ادى الى ان العميد لهذه الكلية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يلقي باللوم عليهما معرضا اياهما وعلاقتهما الى فضيحة اذا جاز التعبير ، مما يجعل شقيقيها يتدخلان في الامر بنصحها بضرورة الابتعاد عن هذه العلاقة وهي رغم حبها الشديد للشاب الذي لعب دوره خالد أنور وتمسكه بها ..الا انها تقنعه بأن بعد 20 عاما الأمور ستختلف ولن يكون الحب هو الأهم وتضطر وهي باكية في حضنه ان تنفصل عنه حيث لن يتقبل المجتمع هذا الفارق العمري بينهما . ثم ننتقل للقصة الثانية في المجتمع الصعيدي حيث يجمع الحب بين الشاب أحمد حاتم والفتاة أسماء ابو اليزيد رغم اختلاف الدين بينهما ما يجعل أسرة الفتاة المكونة من شقيقها العنيف محمد جمعة ووالدها أحمد بدير يقرران قتلها حيث تهرب وتذهب لحبيبها في المخزن الذى يعمل به لتسافر معه ويعيشان حياتهما ، يذهب الشقيق محاولا اخراجها امام اهل البلد وهي ترفض وتخاف ان تخرج من المخزن فيقتلها ؛ يظل يحاول هو واهل البلد اقناعها وترتعد الفتاة بالداخل خوفا منه، يتصل حبيبها بالشرطة لتأتي لتحريرهما ولكن تتصاعد الأحداث ليلقي الشقيق بعود من الثقاب وكان المخزن لأدوات قابلة للاشتعال قد انسكبت، فيحترق بالكامل وتتفحم جثة الحبيبين وتنتهي قصتهما بنهاية بشعة . ونجد في القصة الثالثة الفتاة ميار الغيطي ووالدها بيومي فؤاد الذي يرفض تزويجها من الشاب أحمد مالك متعللا في كل مرة بحجة انه طالب ، و بعد التخرج بأنه لا يعمل ثم عندما يعمل يتحجج بأن المظهر الخارجي له غير لائق، ويحاول الشاب والفتاة اقناع الوالد او التعرف على أسباب رفضه المتعنت؛ ليضطر الى الافصاح لهما أمام الحاحهما انه يرفض لأن والدة العريس تعمل ممثلة وقد رأها أكثر من مرة عبر أعمالها ب "قميص نوم".. فيرفض الوالد ان يعاير احفاده في يوم بعمل جدتهما وسمعتها، وعندما تحتد المناقشة معه يصاب بجلطة وينتقل على اثرها للمستشفى في نهاية مفتوحه لا نعلم ما الذي سيجري وراءها، الا ان الفتاة تقرر في لحظة انها لن تفعل ما يغضب والدها او يقف ضد ارادته . ثم ننتقل الى القصة الرابعة التي يعاني فيها الشاب بطلها احمد الفيشاوي من ضيق الحال المادي وهو يعشق الفتاة ياسمين رئيس التي تأتي من أسرة ارستقراطية حيث والدتها سلمى محمد علي وابن خالتها الفنان أحمد علاء .. اللذين يلجأن الى تلفيق قضية للشاب لابعاده عن ابنتهما . وفي القصة الأخيرة يظهر خالد النبوي المذيع وهو يحدث جمهوره ان من يترك حبه ولا يدافع عنه فهو يرتكب خطأ كبيرا سيندم عنه طيلة حياته، كما مر هو بتجربة انفصال عن حبيبته التي تمثلها شيرين رضا لمده 18 عاما.. فيقرر ان يذهب اليها ويستعيد العلاقة ، يذهب اليها بالفعل.. يقف على باب شقتها يحدثها و يقول لها" انا منتظرك في المكان الذي كنا نلتقى فيه " وهو شاطئ البحر.. فتذهب اليه الحبيبة وتنتهي الأحداث بنهاية سعيده حيث بعد هذه الأعوام يقرران ان يستكملا الحياه معا . على جانب أخر وبعد انتهاء احداث الفيلم.. أقام المركز الكاثوليكي المصري للسينما ندوة عقب عرض الفيلم الذي عرض ضمن فعالياته في يومها الأول بعد حفل الافتتاح.. ليناقش صناع العمل مع الجمهور الحضور فكرة الفيلم التي بدت رائعة ولاقت استحسانا جماهيريا كبيرا ؛ أدار الندوة الناقد الفني الكبير إمام عمر ..الذي وصف الفيلم بالجريء؛ وكان من حضور ابطال الفيلم الفنان أحمد الفيشاوي والفنانة عارفة عبد الرسول مع مخرج العمل هادي الباجوري . و قد بدت الفنانة عارفة عبد الرسول متحمسة لفكرة ان المجتمع يتغير على المدى البعيد ربما دون ان نشعر لتؤتي الاعمال بثمارها على الجمهور والبشر بشكل عام دون ان يقصد الفيلم التوجيه بشكل مباشر. فيما قال المخرج هادي الباجوري: لم اقصد انا والمؤلف ان نجد حلولا لهؤلاء الابطال او للمشاكل بشكل عام التي يعكسها الفيلم من أرض الواقع ولكننا فقط كنا نريد ان نقول :ان كل واحد حر في اختياره ..على ان يتحمل نتائجه ،فنحن لا نوجه رسائل مباشرة ولكن ندق ناقوس حيث تدور حولنا هذه القصص وكثير منا قد عاشها بالفعل . فيما أشار الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان في كلمته الختامية في نهاية الندوة انه تحمس لاختيار هذا الفيلم ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان حيث وجده فيلما يمس القلوب والعقول ايضا، يتخاطب مع عادتنا الشرقية التي تفرض ظلال كثيفة على خيارات البشر في المجتمع ولكن يقول الأل بطرس: علينا دائما ان نعود الى ما يقول به القلب .