في واحد من أجمل و أهم العروض السينمائية التي قدمها المركز الكاثوليكي المصري للسينما في اطار اقامة فعاليات مهرجانه السنوي هذا الأسبوع في دورته ال 71 ..عرض المركز فيلم" كاملة" الذي قامت ببطولته الفنانة انجي المقدم في دور" كاملة" الطبيبة النفسية والتي قدمتها انجي بامتياز تفوقت فيه على نفسها في بطولة مطلقة لها عكست خبرتها ونضجها الفني بشكل كبير ، تشاركها البطولة الفنانة الشابة مي الغيطي في دور شديد التميز ذو أبعاد نفسية مركبة جدا ، ايضا الفنان فراس سعيد، الفنانة القديرة سلوى عثمان والفنان الكبير لطفي لبيب وأخرين . " كاملة" فيلم يسلط الضوء على عدة مشكلات اجتماعية وأزمات نفسية تمر بها الفتاة والمرأة المصرية من خلال النماذج التي تستقبلها الطبيبة النفسية" كاملة" في عيادتها وعلى رأسهن "أسماء" او مي الغيطي التي تعاني من اجراء عملية الختان لها في طفولتها بشكل وحشي أثر على حياتها حتى انتهت بشكل ماساوي جدا ،فيما تعاني انجي المقدم او كاملة.. الطبيبة النفسية والتي تنتمي الى أسرة ثرية.. رحلت والدتها وهي في مرحلة الثانوي وتعيش مع والدها الذي يعاني من الزهايمر وقد قدم الدوى الفنان الكبير لطفي لبيب باقتدار شديد أبهر الحاضرين ، ثم يرحل هذا الأب عن عالمنا ليترك كاملة الطبيبة الناجحة والمتحققة والثرية، لكنها تصل الى سن الاربعين دون زواج.. فكيف تلاقي نظرات المجتمع لها حتى من أقرب المقربات لها "عمتها" التي لعبت دورها الفنانة الكبيرة سلوى عثمان صاحبة الاداء المتميز و البارع جدا ، و في اطار النماذج التي تستقبلها كاملة في العيادة نجد حشد للمشكلات التي تعاني منها المرأة المصرية .. فهناك من تخاف من تأثيرات علاج" الكانسر" على شكلها وشعرها ومظهرها واخرى اقتربت من سن المعاش دون زواج فترعبها فكرة الوحدة . تلتقي كاملة بالكاتب الروائي الكبير الذي يلعبه فراس سعيد وتقوم بينهما قصه حب ما كانت كاملة لتتوقعها وبعد رحيل والدها تعاني من حالة ضعف نفسي شديدة .. فإلى ما تصل هذه العلاقة ؟ هذا ما تعرض له الفيلم في نهاية جاءت مفاجأة للحضور وربما صادمة .. أثارت الجدل الكبير أثناء اقامة الندوة التي عقبت عرض الفيلم وأدرتها الكاتبة الصحفية والناقدة الفنية الكبيرة ماجدة موريس ..التي عبرت عن رأيها بالفيلم كونه يقدم فكرا مختلفا عن السائد في تناول وطرح قضايا المرأة ؛ حضر من أسرة العمل الفنانة انجي المقدم والفنانة مي الغيطي و الفنانة الكبيرة سلوى عثمان و مؤلف الفيلم محمد عبد القادر والمخرج جون إكرام والمنتج الذي وصف بالجريء حيث تصدى الى هذا الحشد من المشكلات التي تعد حساسة الى حد كبير في مجتمعنا وهو رافت توماس في تجربة أثنى عليها الحضور . وقالت الفنانة سلوى عثمان: تحمست للفيلم الذي يضم مجموعة من الأفكار المتطورة والتي من شأنها ان تطور المجتمع ذاته اذا تم التصدي لها بإيجابية، وهذا ما نؤمن به وبقيمة تأثير الفن على المجتمع . اما انجي المقدم فقالت : تحمست جدا للعمل منذ قرأته ، لأنه يكشف عن العديد من المناطق المسكوت منها وأنا أحب هذه النوعية من الأعمال التي تجعل المشاهد ( يشعر ويفكر ويتكلم) واعشق تقديم هذه النوعية من الأدوار التي تستفزني انا شخصيا وانا أقراها . فيما قالت مي الغيطي: اعجبت بشخصية "أسماء" لأنه قليلا ما يقدم دور فتاة الليل في اطار قضية ، بعيدا عن كونها نموذجا ساقطا او منحرفا ولكن ربما انها تعاني من ضغوط ادت بها لهذا الشكل من الحياة والفيلم هنا يقدمها بشكل بعيدا عن النمطية السلبية التي تقدم بها هذه الشخصيات .