تشهد مصر عرساً ديمقراطياً لم تشهده على مدار سنوات، حيث انطلقت جلسات «الحوار الوطنى» وسط لفيف متنوع من كل طوائف المجتمع، السياسية والاجتماعية والثقافية، وكذلك الإعلاميين والفنانين فالكل حريص على المشاركة لإعلاء راية الوطن.
حاورنا المخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية حتى نتعرف من خلاله على دور الفن والثقافة فى الحفاظ على «الهوية الوطنية» والتى كانت محور نقاش أولى جلسات لجنة «الثقافة والهوية الوطنية» فى الحوار الوطنى.
كيف يسهم وجود مجموعة من الفنانين والمفكرين فى إثراء الحوار الوطنى؟
الفنانون يلعبون دورًا كبيرًا فى تشكيل الوعى ولغة الخطاب وتشكيل وجدان المجتمعات بالوطن العربى كله، خاصة فى ظل التطور الذى يحدث، ووجود الفنانين لا شك يمثل إضافة إلى الحوار الذى يجمع مختلف التوجهات والأفكار، حيث يساهم ذلك فى طرح جميع الرؤى، داخل البيت الكبير وهو الوطن، دون أن يغفل فئة من فئاته.
ويضيف: الفن والثقافة قوة مؤثرة فى المجتمع والمحيط العربى ودولياً، كما أنهما جزء أساسى من هوية الوطن ويمثلان الحرية والإبداع.
من وجهة نظرك.. ما أهمية للفن والثقافة على كافة الأصعدة؟
لا مجال للشك أن هناك دورًا قويًا ومؤثرًا تلعبه القوة الناعمة فى مصر، وأن الفنانين هم خير سلاح للتوعية من خلال الأعمال الدرامية التى يقدمونها، كما أن من ثرواتنا الأساسية التراث والفنون.
أول المحاور التى طرحتها لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطني للنقاش هى الهوية الوطنية.. ما تعليقك؟
إن ربط الثقافة بالهوية الوطنية فى تسمية هذه اللجنة ليس مصادفة، فالهوية الوطنية قضية مهمة يجب مناقشة أبعادها المتنوعة على نطاق واسع، من بينها طرق تطوير وسائل وأدوات التثقيف فى مجالات الإعلام المتنوعة، وكيفية الحفاظ على الهوية الثقافية، وبث القيم الثقافية الإيجابية، وتنقية المجتمع من بقايا أفكار العنف والتطرف والتخلف، كما أن «القوة الناعمة» لها دور فعال فى تعزيز الهوية الوطنية طوال الوقت، خاصة القوة الناعمة المصرية التى يعد تأثيرها مهم جداً على جميع البلدان، فلابد من الاهتمام بها بكل أشكالها، وأتمنى أن تستمر «القوة الناعمة» المصرية بقوتها الحالية، خاصة على المستوى السينمائى؛ لأننا فى حاجة إلى أفلام أكثر تشارك فى المهرجانات، كما أتمنى أن يعود للفنان دوره المجتمعى المؤثر مرة أخرى.
ألا تتفق معى أن هناك أعمالاً وطنية كثيرة مؤخراً تسهم فى زيادة الوعى الوطنى؟
بالطبع، هناك كثير من الأعمال الفنية التى تسهم بشكل أو بآخر فى زيادة الوعى الوطنى، والانتماء، وهو ما ظهر فى مسلسل مثل «الاختيار»، الذى أكد على الانتماء لدى الشباب، وأتمنى زيادة إنتاج مثل هذه الأعمال، التى تسهم فى وعى المشاهد وكشف الكثير من الحقائق له، والإكثار من إنتاج أعمال دينية وأعمال مخصصة للأطفال كى يمارس الفن دوره على أكمل وجه، وحتى تتم توعية كل فئات المجتمع ضد أى حملات ممنهجة للتأثير السلبى على مجتمعنا.
وفى الختام ماذا تقول بعد أن شاهدت مجريات الحوار الوطنى؟
أريد أن أوجه الشكر أولاً لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاهتمامه بالفن والثقافة وتناول الموضوعات الخاصة بهما بل وإشراك الفنانين والمبدعين والمثقفين فى الحوار الوطني؛ لأنهم جزء أساسى من صياغة مشروع جديد للوطن كله، وأشكر مجلس أمناء الحوار الوطنى الذى صنع حالة من التلاحم والتوافق بين جميع فئات الشعب المصرى، ليضع الجميع أمامه هدفاً سامياً وهو تحقيق أهداف وغايات الحوار الوطنى وصولاً للجمهورية الجديدة، التى يتطلع إليها الشعب المصرى بمختلف أطيافه.