منذ خمسة أعوام من الآن تحديدا فى يوم 19 يونيو  عام 2018 ودعت عالمنا النجمة الجميلة أمال فريد
التى تعد كما وصفها النقاد واحدة من أرق الوجوه ليس فى حقبة الخمسينيات التى ظهرت فيها وزمن الفن الجميل كما يطلقون عليه فحسب، بل فى تاريخ السينما منذ نشأتها .
فهى بالفعل كانت تمتلك وجها بريئًا وملامح هادئة ومريحة فتخترق القلوب بجمالها الربانى الطبيعى فى زمن لم يظهر فيه مانشاهده اليوم من عمليات تجميل ومكياجات وأدوات مصنعة تساهم فى إظهار غالبية الفنانات على خلاف الحقيقة، لدرجة أننا لم نعد نستطيع تمييز هذه الفنانة من تلك .

فتاة أحلام الشباب 
وكان من أجمل ماقيل رقتها وأسلوبها المهذب فى التعامل مع الجميع ماقاله عنها الفنان الكبير كمال الشناوى: “إنها مهذبة لدرجة أنها يمكن أن تطرق باب درج المكتب قبل أن تفتحه”.
ومن هنا كنا نجدها فتاة أحلام آلاف الشباب الذين تعلقوا بها واعتبروها عنوانا للرقة والرومانسية.
منذ أن غنى لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ “كفاية نورك عليَّ” فى الفيلم الرومانسى الجميل “ليالى الحب” وأصبحت بعده واحدة من أهم نجمات السينما.
فبخلاف رقتها وجمالها الهادئ الطبيعى انفردت فنانتنا الراحلة التى ودعت عالمنا عن عمر يناهز الثمانين عاما بقدرات فنية جعلتها تتميز أيضا عن كل فنانات جيلها وهو مادفع كبار النقاد لتلقيبها مع بداية ظهورها بصاحبة الموهبة المتفردة.

مسابقة مجلة الجيل 
وبالعودة لطفولتها والمناخ الذى نشأت فيه فقد ولدت آمال فريد فى أحد أعرق مناطق القاهرة ألا وهو حى العباسية الشهير فى يوم 12 فبراير سنة 1938 م وحصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع وعشقت الفن منذ نعومة أظفارها ومارسته بداخل الفرق المدرسية .
 وجاء دخولها لمجال الفن بعد اشتراكها فى مسابقة تم نشرها بمجلة “الجيل”  ليكتشفها صانع النجوم المنتج العملاق رمسيس نجيب .
حيث اجتازت المسابقة متفوقة على كل الجميلات والحسناوات، والطريف أن ترشيحها للعمل بالسينما جاء عن طريق الصحفى الكبير مصطفى أمين والصحفى الصاعد بقوة فى هذا الوقت أنيس منصور .
وكان أول ظهور لها على شاشة السينما فى فيلم “موعد مع السعادة” بطولة النجمة فاتن حمامة .
لتخطف الأنظار بسرعة البرق حيث تم ترشيحها على الفور لتقوم بدور البطولة أمام عبد الحليم حافظ فى ”، وهى فى السابعة عشرة من عمرها .
لتتوالى أعمالها بعده حيث شاركت كبار النجوم بطولة أفلامهم حيث وصل رصيدها السينمائى لنحو 31 فيلما قدمتها خلال مشوارها الفنى القصير الذى لم يتجاوز الخمسة عشر عاما .
حيث اتخذت قرار الابتعاد عن الشاشة برغبتها الكاملة عام 1969  لتحافظ على صورتها الجميلة فى عيون الجماهير .

أفلام خالدة وجميلة
ولعل من أهم الأفلام التى شاركت ببطولتها ومازلنا نستمتع بها حتى اليوم كلما شاهدناها.
 “إحنا التلامذة” و”بداية ونهاية” و”موعد مع السعادة” و”ليالى الحب” و”بنات اليوم” و” الشيطانة الصغيرة” و”صراع فى الحياة” و”امسك حرامى” و”امرأة فى الطريق” و”إسماعيل يس فى الطيران” و”من أجل امرأة” و” شياطين الجو” و “حماتى ملاك” و”أم رتيبة” و” ماليش غيرك” و”نساء محرمات” و”بنات بحرى” و”أنا وبناتى”..، وغيرها من الأفلام الجميلة والمميزة الأخرى، بخلاف الأفلام الكثيرة التى اعتذرت عن بطولتها ومن أبرزها الفيلم الشهير «أبى فوق الشجرة» لعبدالحليم حافظ فقد كانت المرشحة الأولى لبطولته ونظرا لارتباطها بالسفر للخارج اعتذرت للمخرج حسين كمال  فتم ترشيح ميرفت أمين بدلا منها لتنطلق بعده لمصاف نجمات الصف الأول . 

زواج وابتعاد وعودة
وقد تزوجت الفنانة الراحلة فى حياتها مرتين، إحداهما من موسيقار مصرى وتزوجت بعده من مهندس مصرى انتقلت معه للعيش فى موسكو وابتعدت تماما عن الساحة الفنية نحو 6 سنوات.
 ثم عادت إلى مصر وشاركت فى بطولة فيلمين هما: “6 بنات وعريس، وجزيرة العشاق”.
وفضلت بعدهما الابتعاد نهائيا عن التمثيل بعد شعورها بالغربة فى الوسط الفنى، وعدم عثورها على أدوار تستطيع من خلالها الحفاظ على رصيدها وماقدمته .
فقررت العيش فى هدوء تام بعيدا عن الأضواء .
وبالفعل عاشت سنوات طويلة بعيدا عن دائرة الشهرة ولم يعد يعرف أحد عنها ثمة شئ ،ووصل الأمر لشائعات عن وفاتها ولم يقم أحد بالرد أو الحديث عن حقيقة مايقال أو نفيه.

ظهور مفاجئ ورحيل مؤلم
 حتى فوجئنا جميعا  فى عام 2017 أى قبل رحيلها بنحو العام بانتشار صورة لها وهى تجلس فى أحد المقاهى وحيدة لتصبح حديث كل مواقع التواصل الاجتماعى.
 وراحت نقابة الممثلين تبحث عنها وقرر بعض الجهات الفنية تكريمها ومن بينها المركز الكاثوليكى للسينما.
وبدأت تظهر ببعض القنوات التى تسابقت علي استضافتها وراحت تتحدث عن زمن الفن الجميل وعلاقتها بكبار الفنانين فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى وفى مقدمتهم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذى قدمت معه فيلمين من أجمل أفلامها وطاردتهما شائعات الحب والزواج .
لنفاجأ بها بعد هذا تعانى من الأمراض وتنتقل من مستشفى لآخر حتى ودعت عالمنا فى يوم 19 يونيو عام 2018 لتسقط ورقة جميلة من أوراق زمن الفن الجميل .