يتوقف نجاح أي عرض مسرحي على اكتمال عناصره الفنية المتعددة من تأليف وتمثيل وديكور وموسيقى واشعار واستعراضات وإخراج .
لكن النجاح الكبير الذى حققه العرض المسرحى باب عشق كان سببه 3 عناصر أساسية مهمة  هما المؤلف ابراهيم الحسينى الذى كتب النص باقتدار كبير أعادنا من خلاله  الى المسرح الجاد والمهم  والمخرج حسن الوزير الذى اختار عناصره الفنية بحرفية شديدة وصنع لنا عرضا رائعا بمواهب جميلة  والعنصر الثالث المخرج عادل حسان مدير مسرح الطليعة المؤمن بأهمية رسالة المسرح ويعمل دائما على تقديم الأعمال الجيدة فى مسرحه موفرا لها كل الامكانيات التى تعمل على نجاح العرض .
فالعرض منذ لحظاته الأولى يشدنا  الى منطقة الادب والشعر فى التاريخ العربى رغم أنه لا يستند على أحداث تاريخية كما يقول المؤلف إلا أنه عبر عن حقبة تاريخية مهمة فى تاريخ الأدب العربي الذي ازدهر فيه الشعر وابدع أصحابه بسبب اهتمام الحكام به وهو ما افتقدناه كثيرا فى مثل هذه العروض واغانيها الرائعة التى تمس القلب والعقل بفصاحة كلماتها وروعة موسيقاها .
يدور العرض عن أميرة جميلة تهوى الشعر والغناء و تضع شروطا للزواج من أفضل شاعر فى المملكة.. لكن الأحداث تتداعى  وتنقل لنا  أحداث القصيدة التى أدت إلى قتل صاحبها، من خلال شاعر يكتب إحدى قصائده حبًا فى هذه الأميرة، ابنة حاكم مدينة نجد ، التى يتقدم اليها الطامعون فى الحكم ؛ لكنها ترفضهم جميعا، حتى يظهر من يستطيع كتابة أجمل الكلمات  لكن الشاعر يقتل بواسطة راعى غنم قرر أن يأخذ القصيدة ليفوز بالاميرة وحكم المملكة ويتقدم إليها قاتل الشاعر الذي كتب القصيدة ويستطيع أن يتزوج الاميرة التى سرعان ما تكتشف الحقيقة وتقرر معاقبته لأنه قتل من يستحق زواجها .
المسرحية تضم مجموعة من الفنانين ذوى المواهب الرائعة وهم ماهر محمود  ، فكرى سليم، إسلام بشبيشى، هالة ياسر , احمد حسن , عمرو على , محمد صلاح ,  مى زويد , دنيا عونى , خالد العيسوى , محمد دياب , محمود جمال , محمد جاد, محمد أمين, شيماء يسرى التى امتعتنا بصوتها الجميل فى تكامل واضح مع باقى عناصر العمل خاصة ازياء مها عبد الرحمن التى تجانست مع الديكور الذى عبر فيه فادى فوكية عن الفترة التاريخية مستخدما ديكورا بسيطا متحركا معبرا عن الأحداث كذلك أشعار درويش الاسيوطى وموسيقى ألحان محمد حسنى  واستعراضات محمد بحيرى .
كل هذه العناصر صنع منها المخرج حسن الوزير لوحة فنية رائعة وعرض مسرحى مهم رغم أنه اختزل كثيرا من النص الاصلى لكنه لم يؤثر على سير أحداث  العمل المسرحي ليقدم لنا المخرج حسن الوزير عرضا مهما يؤكد على اهمية وجود المسرح الجاد جنبا إلى جنب مع الأعمال الترفيهية التى أصبحت تسيطر على معظم دور العرض المسرحى .. يتبقى أن نقدم الشكر للمخرج عادل حسان الذى ينتقى العروض المسرحية ويجعلنا نستمتع بكل العروض المسرحية التى يقدمها مسرح الطليعة وكذلك التنظيم الجيد للفنان محمد لبيب مدير دار العرض .