فنان عظيم وفيلسوف موسيقى، سابق عصره، مبدع، صاحب لون متميز لن يتكرر، نشأت أجيال على أنامله الذهبية وشموخه الموسيقى، تسمع موسيقاه كأنك تراه، حصل على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها حب الناس واحترامهم له، وأحدثهم جائزة الدولة التقديرية.
إنه الموسيقار الكبير هانى شنودة الذى تم اختياره لإحياء حفل افتتاح الدورة الـ16 للمهرجان القومي للمسرح الذى يطلق دورته باسم الفنان الكبير عادل إمام، وذلك تكريماً لما قدمه خلال مسيرته الفنية من أعمال مسرحية متنوعة ومتميزة، فى حين جمع الزعيم والموسيقار هانى شنودة تاريخ طويل ناجح ومتميز، حيث قدم له الأخير موسيقى تصويرية 12 عملاً سينمائياً، تمثل بصمة خاصة لأفلامه، ومن المنتظر أن يقدم الموسيقار الكبير فى الحفل حوالى 6 أعمال منها، هى «المشبوه»، «شمس الزناتى»، «مسجل خطر»، «المولد»، «عصابة حمادة وتوتو»، «احترس من الخط».. وبمناسبة هذا الحدث الجليل كان لـ«الكواكب» حوار خاص مع الموسيقار الكبير هانى شنودة، وذلك فى السطور التالية...
تم اختيارك للمشاركة فى حفل افتتاح الدورة الـ«16» لمهرجان المسرح القومي.. ماذا تقول عن ذلك؟
بالطبع دعوتى للمشاركة فى حفل افتتاح المهرجان شرف كبير لى لأنى أكن له كل الاحترام والتقدير، وبالمناسبة فأنا أعشق وأقدر كل ما يقدم على المسرح القومى من فن راقٍ، ولذلك أشارك فى حفل افتتاحه متبرعاً بأجرى بالكامل، ولكن المسرح سيدفع أجر الأوركسترا فقط، سأقدم فى حفل الافتتاح 7 مقطوعات موسيقية بالطبع أغلبها لأفلام وأيضاً سأقدم أيقونة موسيقية تخص هانى شنودة.
لك تاريخ طويل مع الفنان عادل إمام من خلال الموسيقى التصويرية لأعماله السينمائية واليوم تنطلق الدورة باسمه.. ما تعليقك؟
أقول إنه من الجسارة أنه يوجد جزء معين فى وجدان كل ناطق باللغة العربية يخص عادل إمام؛ لأنه هو من وضعه فى وجدان الشعب المصرى والعربى، عادل إمام حالة كوميدية خاصة محفورة فى وجدان كل مصرى وعربى، أسعدنى الحظ وشرف كبير لى أن أعمل مع فنان كبير بقدر عادل إمام، حيث قدمت معه سلسلة أفلام من 12 فيلماً محفورين فى تاريخ السينما المصرية لعادل إمام، وكانت البداية معه فيلم «المشبوه» وكان نقلة فى حياة عادل إمام الفنية من الكوميدى للأكشن، وهذا كان محطة مهمة فى مشوارى؛ لأننى من خلال هذا الفيلم أصبح لى صيت فى «المزيكا الأكشن» وأصبحت مشهوراً بتميزى فى موسيقى الأفلام الأكشن، ويعتبر فيلم «المشبوه» ثانى فيلم لى بعد «لا عزاء للسيدات» بطولة السيدة فاتن حمامة؛ لأن المخرج سمير سيف قال لى أريد أن أسند إليك هذا الفيلم ولكن هناك مشكلة لأن عادل إمام سينتقل من الكوميدى للأكشن، ولو انت لست على قدر المسئولية قول لا، قولت له هنعمل التتر ولو ماعجبكش نلغى الاتفاق، والحمدلله أُعجب به جداً وبعدها شاركت فى 11 فيلماً لعادل إمام، ومن الأفلام الجميلة التى كنت أضحك كثيراً أثناء مشاهدتها لعمل الموسيقى فيلم «احترس من الخط» فعلاً عادل إمام جبار ومدرسة فى الكوميديا.
كيف تتوحد مسيقاك التصويرية مع موضوع الفيلم؟
بالطبع لابد أن أقرأ الاسكريبت وأشاهد الفيلم وأتفاعل مع الأحداث، قبل عمل الموسيقى التصويرية، ومن خلال مشاهدتى له أستطيع أن أعبر عن الأحداث موسيقياً، بعد أن أتفهم الموضوع والحالة المزاجية ومشاعر الممثلين وأحاسيسهم.
قله قليلة من يحصلون على «جائزة الدولة التقديرية».. ما معنى ذلك عندك؟
الترشيح لها يأخذ فترة طويلة جداً، وبالطبع أنا فخور وسعيد بها جداً، لأنها تعنى تقديراً لمشوارى الموسيقى ومن وطنى الذى يعدّ عشقى الأول والأخير وجزءاً لا يتجزأ منى.. وفى النهاية أنا صناعة مصرية، ولو ركزنا فى معنى «الدولة» سنجد أن الدولة تعنى الشعب والحكومة والمؤسسات وكل ما هو موجود بمصر، مثل أبو الهول والأهرامات والنيل والبحر الأحمر والبحر الأبيض وقناة السويس، ولذلك اعتبرهم جميعاً منحونى الجائزة، ثانياً «التقديرية» بمعنى نحن نقدر مشوارك الفنى الذى بدأ من السبعينيات إلى الآن.
.. وما أهم الجوائز فى حياة هانى شنودة؟
الجائزة عندما تمنح من جهة ما تعنى الاهتمام والتقدير للفنان، ولذلك أعتبر كل الجوائز التى حصلت عليها مهمة؛ لأنها تعبر عن اهتمام وحفاوة من الجهة المانحة، وأنا دائماً أنظر للمستقبل ولا أنظر للماضى.
كانت لك الريادة فى تكوين أول فرقة موسيقية بمصر.. لماذا لم تستمر؟
لا توجد فرقة فى العالم استمرت، كل فرقة لابد أن يأتى عليها وقت وتنحل؛ لأن لكل فرد بالفرقة ظروفاً متغيرية تجبره على الخضوع لها وعلى رأسها الوفاة، فمثلا هناك اثنان بفرقتى توفا مثل ممدوح قاسم وتحسين ألمظ، هذا غير اهتمامات أخرى مثل زواج إيمان يونس، وبالمناسبة لو ربنا كان أمد فى عمر عبد الحليم حافظ كانت ستصبح له الريادة فى تكوين أول فرقة موسيقية؛ لأنه جاء لى وطلب منى تكوين فرقة له وفعلاً أقمنا البروفات، التى اختتمت بحفل فى نادى الجزيرة، وكان معنا الموسيقار هانى مهنا ومختار السيد وحسن أنور، وتم تصويرها وموجودة على «الإنترنت».
ما أصعب التحديات التى واجهت الموسيقار هانى شنودة؟
أصعب تحدٍ واجهته كان مع الفنانة العظيمة فاتن حمامة عندما أستيقظت يوماً على مكالمة من المخرج الكبير هنرى بركات يخبرنى بأن السيدة فاتن تريد منى أن أقوم بالموسيقى التصويرية لفيلمها الجديد «لا عزاء للسيدات»؛ لأنها سمعت شريطك «بحبك لأ» لفرقة «المصريين»، ووجدت فيك موسيقار دراما. الحقيقة فرحت كثيراً بهذه المكالمة وبالفعل ذهبت لمقابلتها ولكن فوجئت بها تضع لى 16 شرطاً أهمها لاتضع «تشللو» لأن الفيلم كئيب ومش عايزين نزود كآبته ولابد أن تضع جملاً موسيقية طويلة لأنها تحقق نجاحاً أكثر والحقيقة غادرت من عندها مقرراً أنى عندما أعود للمنزل سأعتذر عن الفيلم لأن شروطها صعبه جداً، ولكن ما حدث العكس تماماً أخذت أفكر وأقول لنفسى لن أستسلم، وإن هذا باب جديد لابد أن أدخل منه، وبالفعل قد كان، وعجبها جداً ولذلك أعتبر فيلم «لا عزاء للسيدات» الباب الملكى لعبور الموسيقى التصويرية، وبعده توالت الأعمال.
ماذا تعنى الموسيقى بالنسبة لك؟
هى محرابى وعالمى الخاص للإبداع.
هل مازال الموسيقارهانى شنودة يحلم أم لا؟
لو بطلنا نحلم نموت، ولكن للأسف تنكسر الأحلام على صخرة المرض والتقدم فى العمر.