الإثنين 25 نوفمبر 2024

شباب الفنانين: الدراما والمنصات سر تواجدنا

نور النبوي و محمد ابراهيم يسري و عمر محمد رياض

5-8-2023 | 13:39

أميمة أحمد

«فتى الشاشة»، «النجم الأول»، «نجم الشباك»، مسميات عديدة للفنانين الذين يعتمد عليهم المنتج قبل الإقبال على أى عمل سينمائى أو درامى، وهو ما كان الجمهور يقابله بنوع من التحمس لدخول الفيلم أو متابعة المسلسل اعتماداً على اسم النجم، لكن فى الآونة الأخيرة تغير الوضع وصار هناك عدد كبير من الشباب الذين ظهروا على الشاشات وأثبتوا تفوقهم وكفاءتهم، وأن مستقبلهم الفنى يوحى بالتألق والازدهار.

تحدثت «الكواكب» مع كوكبة من نجوم الشباب الذين تركوا بصمة خاصة لهم من خلال أعمالهم التى أحبها الجمهور وتعلق بهم من خلالها، لنتعرف منهم على رأيهم.. هل تغير واقعهم للأفضل، وهل يعتمد الفن عليهم الآن، وأصبحت هناك فرص كثيرة لهم تجعلهم متواجدين على الشاشة دائماً، أم أن الفرصة أمامهم ما زالت عزيزة لتحقيق ذاتهم وإثبات موهبتهم.

 

 

فى البداية يقول الممثل الشاب محمود عمرو محمود ياسين: أرى أن السينما تعتمد بشكل كبير على النجوم الكبار أصحاب الصف الأول، القادرين على جذب المشاهد والقدرة على تغذية شباك التذاكر، وإغراء المنتجين بتقديم أعمال تحمل أسماء هؤلاء النجوم، إلى أن يأتى منتج يتسم بالجرأة فى اختيار أعماله، فينتج فيلماً يعتمد على الشباب بشكل كلى، ومن هنا تكون الإشارة الأولى لظهور جيل جديد.. وقد رأينا ذلك فى النصف الثانى من التسعينيات من خلال فيلم (إسماعيلية رايح جاى)، وكذلك فيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية)، وهذا يحدث دائماً ولكنه على فترات من جيل إلى جيل.

ويستطرد قائلاً: أما فى المسلسلات والأعمال الدرامية، فالوضع أسهل بكثير من السينما؛ بسبب أن التليفزيون فى كل بيت، فنحن مَن نذهب للمشاهد فى بيته، على عكس السينما التى يأتى جمهورها إلينا، ولذلك فإن فرص الشباب أكثر فى الأعمال الدرامية، والدليل على ذلك فى الفترة الأخيرة كان هناك أكثر من عمل درامى أبطاله جميعهاً من الشباب.

ويتحدث الفنان الشاب، عمر محمد رياض فى هذا الإطار، موضحاً بالقول: كانت فرص ظهور الشباب قديماً مقتصرة على التليفزيون والسينما فقط، أما فى الوقت الحالى فيعتبر ظهور الشباب وتعرف الجمهور عليهم أسهل من ذى قبل كثيراً، نتيجة تعدد القنوات الفضائية وانتشار المنصات الإلكترونية التى تنتج لهم، والتوسع فى الوسائط التى يمكن أن يظهروا من خلالها، وبسبب ذلك رأينا كثيراً من الأعمال الشبابية المميزة جداً مؤخراً مثل مسلسل (ريڤو) ومسلسل (بالطو).

ويكمل: أيضاً تجربتى فى فيلم (حجر إيجابي)، وهى تجربة شبابية بحتة يسيطر عليها الشباب فى كل تفاصيلها، فطاقم العمل بالكامل من ممثلين لإنتاج وتأليف ومساعدين ومصورين بالكامل من الشباب، لذلك فأنا أرى أن فكرة إتاحة الفرصة للشباب وظهورهم أصبحت أسهل؛ لأن هناك مَن يؤمن بجيل الشباب، ولكن فكرة أن يصبح الشاب نجماً كبيراً فهذا هو الجزء الصعب جداً؛ بسبب كثرة عدد النجوم الشباب وقلة الأعمال التى تعرض عليهم.

أما الفنان الشاب نور النبوى، فأوضح بالقول : بالفعل هناك فرص للشباب وأعمال كثيرة يقدمونها، لكن هذه التجارب لا يمكن الحكم عليها إلا بعد فترة، حتى يتسنى لنا معرفة، مدى استمرارية المنتجين فى تقديم هذه الوجوه والمغامرة بهم فى تقديم أعمال فنية بأسمائهم، وهل سيستمر المنتجون فى دعم هؤلاء الشباب حتى يصبحوا نجوماً فى المستقبل، أم أن هذه الأعمال الشبابية ستكون متوفرة لفترة معينة وستنتهى.

واستطرد الفنان الشاب محمد إبراهيم يسرى قائلاً: لا أعتقد أن فرص الشباب أصبحت أكثر بالمعنى الحرفى، ففى فترة الثمانينيات والتسعينيات مثلاً كانت الأعمال سواء فى السينما أو التليفزيون قائمة على أكثر من نجم، أما الآن فبسبب طبيعة العصر اختلف شكل الدراما والأعمال السينمائية، فلكل عصر شكل الأعمال التى تقدم به، ولذلك أصبحت أعمال الشباب متواجدة بسبب أن هذه هى طبيعة العصر الذى نعيش به، فالموضوع ليست له علاقة بأن فرص الشباب على الشاشة أصبحت أكبر وأكثر أم لا.. ولكنها طبيعة العصر وتغير فى شكل الدراما بسبب انتشار التكنولوجيا والسوشيال ميديا، وبالتالى لابد أن تكون الدراما شبابية أكثر.

ومن جانبه، يوضح الفنان الشاب أسامة الهادى، قائلاً: أعتقد أن الاعتماد على الشباب أمر موجود منذ بداية السينما والتليفزيون، وكان لهم الكثير من الفرص، لكن تلك الفرص أصبحت فى هذه الأيام أكثر، فمؤخراً كانت النسبة الأكبر فى التواجد لأعمال الشباب سواء فى السباق الرمضانى أم فى الدراما بشكل عام، مثلما حدث فى مسلسل (وبينا ميعاد)، فقد كنا مجموعة كبيرة من الشباب، واستطاع المسلسل أن يحقق نجاحاً كبيراً بفضل الله.. وأظن من هنا بدأ الجمهور يحب أعمال الشباب ويتابعهم كلما كانت الفرصة متاحة، وأتمنى أن يكون نجاحنا سبباً فى أن يتجرأ المنتجون فى المستقبل لإنتاج أعمال شبابية بشكل أكبر، وأن يكون نجاحنا دليلاً على أننا نستطيع أن نقدم الكثير أيضاً.

وتقول الفنانة الشابة هالة مرزوق: أعتقد أن فرص الشباب قديماً لم تكن بالقدر نفسه الموجود حالياً، خاصة بعد ظهور وانتشار المنصات الرقمية، التى أصبحت وسيلة عرض جديدة لم تكن موجودة سابقاً، وهو الأمر الذى أتاح للشباب فرصاً لم تكن موجودة من قبل، منها مسلسل (بالطو)، وهو من النماذج التى حققت نجاحاً كبيراً، وكان من بطولة فنان شاب، وهو عصام عمر، كما أن معظم طاقم العمل كان من الشباب.

من جانبها، توضح الناقدة الفنية ماجدة موريس، بالقول: الموضوع هنا يعتمد على نوعية الكتابة والقصة التى تقدم داخل العمل سواء أكان درامياً أم سينمائياً، ونحن نعانى من أزمة فى الكتابة، والدليل على ذلك أن البعض لازال يتابع المسلسلات القديمة مثل (ليالى الحلمية)، و(لن أعيش فى جلباب أبي) بسبب جودة كتابتهما والقصة المقدمة بهما، وفى هذه الأيام واضح أن هناك محاولة لتمكين شباب الممثلين فى الكثير من الأعمال، ولكن هذا وحده لا يكفى، فيجب أن يقدموا فى أعمال جيدة بشكل به احترام للفن وقواعده.

أما الناقد الفنى أحمد سعد الدين فيوضح بالقول: إن انتشار المنصات الإلكترونية منح فرصة كبيرة جداً للنجوم الشباب ونجوم الصف الثانى أكثر من أى وقت قد مضى، فالمنصات تعتمد فى إنتاجها على أهمية الموضوع الذى يطرحه العمل، ومن هنا فتحت المنصات مجالات جديدة وفرصاً أكثر للنجوم الشباب الموهوبين، وظهر الكثير من النجوم الشباب الذين كانت لهم أعمال من بطولتهم، وهذا شىء جيد جداً أتمنى أن يستمر.