الثلاثاء 30 ابريل 2024

كان يا ما كان


د.صلاح سلام

23-9-2023 | 11:55

د.صلاح سلام

 كلما مر بنا الزمن نستدعي ذكريات الماضي وعندما كانت تحكي لنا خالتي خديجة حكاية من حكايات الف ليلة وليلة التي كانت تحفظ بعضها او مايشبهها كانت تبدأ الحديث بكان ياماكان في سالف العصر والزمان...فكانت أما حكاية مسلية فننام بهدوء او حكاية مرعبة فننام نحلم بالاشباح والغول والعنقاء والبئر المسحور والجن ...وهكذا الدنيا بين حلو ومر...وتحلو الحكايات في ليالي الشتاء حيث يطول الليل وتنتظر زخات المطر في الطرقات وانت تجلس خلف الزجاج ترتدي معطفك وتحتسي قهوتك اي كان مكانك في لندن او حواري  القاهرة الفاطمية او في جادة الشانزلزيه فمذاق القهوة يختلف حيث الزمان والمكان والصحبة والخلان...وفي ليلة حكى احداثها المخرج جميل المغازي حيث كان بصحبة بليغ حمدي في دبي حيث رن تليفونه بدقات حبيبة العمر السيدة وردة الجزائرية  تطلب الطلاق بعد أن نشب بينهما خلاف...ولم تكد تنتهي المكالمة وخرج إلى الشاطئ بجلبابه هائما وتتبعه المغازي ومعه الشاعر عبد الرحيم منصور ومحمد رشدي  خوفا عليه.. ولكنه الليلة اخذ يهزي بكلمات الحب اللي كان  والتي غنتها ميادة الحناوي فيما بعد من كلماته والحانه...وكان المغازي يلتقط الكلمات ويسجلها بقلمه واوعز إلى محمد رشدي  بحفظ المقامات وفي صباح اليوم التالي جلس المغازي معه ليقول انك بالامس أبدعت لحنا فريدا فقال" فين دة" فعرض عليه الكلمات فسأله انا غنتها ازاي فجاء رشدي  لتذكيره بالمقامات ودخل غرفته اربع ساعات وخرج ليبهر الجميع بلحن لم يترك قلوبهم و عيونهم تنظر فقط ولكن تقطر دمعا ..وكانت الكلمات فيها بعض الاختلاف عما غنته ميادة الحناوي فيما بعد..وهي مسجلة بصوته فاستبدل"زارنا الزمان سرق منا فرحتنا والراحة والامان" الى زارنا الزمان خطف منا فرحتنا قبل الأوان...حبيبي فداك انا فداك نور عينيا..حبيبي يا انا يا اغلى من عينيا يا احلى دندنه...اتهنى ١٠٠ سنة ياكل الدنيا وعيش واموت انا...انا الحب اللي كان انا أصدق انسان...وكان ياما كان..ادي نهاية قصتنا مليانة بالاحزان....هكذا لخص بليغ حكايته مع وردة واكاد أجزم انها هي الحب الوحيد في حياته حتى قبل أن تعود إلى الجزائر ..  إلى أن عادت إلى مصر مرة أخرى فعاد الحب اللي كان.. ولكن الزمان خطف فرحتهم والراحة والامان.