فى ضوء حرص سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى على تخريج جيل واعٍ مثقف، يحب بلده وينتمى إليها، تم تدشين مشروع محتوى إعلامى كامل للطفل المصرى يتضمن تقديم عدة برامج وأعمال كرتونية موجهة للصغار والمراهقين بمختلف أعمارهم وبرامج هادفة، ولذلك كان هذا التحقيق المهم لنتعرف معاً على أبرز هذه البرامج، ودور الدولة فى طرحها حفاظاً على الطفل المصرى، وتنمية لروح الولاء والانتماء للوطن لديه.
ما جذبنى وأثار حماستى جداً للكتابة عن البرنامج الكرتونى «يحيى وكنوز» هو تعلق أطفالى به، وانبهارهم الكبير بالحضارة المصرية القديمة وبنائها، وأيضاً وما يقدمه من رسائل مميزة استوعبتها عقول وقلوب أطفالى وعملوا بها، حتى إنه أول برنامج أطفال يقدم بلغة الإشارة، فوصل إلى الكثيرين من الأطفال أصحاب الهمم.
«يحيى وكنوز» هو أول مسلسل كرتونى فى مصر والوطن العربى كله يحكى عن الحضارة المصرية القديمة فى شكل خيالى، عن مجموعة من الأبطال يسافرون بالزمن إلى حقبات تاريخية مختلفة فى مصر القديمة، وتحدث معهم الكثير من المغامرات الشيقة الممتعة التى تظهر عظمة التاريخ والحضارة المصرية حتى الآن، حتى إنه قدم الحدث العظيم الذى نظمته الدولة مؤخراً، وهو «موكب المومياوات الملكية»، الذى جعل العالم كله يتحدث عن الحضارة المصرية.
تدور أحداث المسلسل عن «يحيى» الفضولى، وشقيقته «كنوز» اللذين تشوقا جداً للذهاب للرحلة التى نظمتها مدرستهما إلى حفل نقل «المومياوات الملكية»، وبالفعل ذهبا معاً، ولكن فضول يحيى جعله يذهب إلى تابوت الملك رمسيس، وقرأ بعض الكلمات الفرعونية التى كانت مكتوبة عليه والتى ذهبت به إلى زمن آخر، وأنه فى رحلة زمينة غريبة، ومن هنا تبدأ الأحداث المبهرة والشيقة، فيتعلم يحيى وشقيقته كنوز الكثير والكثير عن أسرار الحياة القديمة، حيث تعلم الفرق بين مدينتى «كيمت» و«طيبة» وما حدث فى الحملات العسكرية على الجنوب.
وشاهد يحيى بناء أول هرم فى منطقة سقارة، وكيف كان قصر الملك زوسر من الداخل، وكانت رحلته الممتعة أكثر تلك التى كانت فى الذهاب إلى عصر الملك «سنقنن رع»، وهو أول مَن دافع عن مصر ضد خطر الهكسوس، والكثير الكثير من المغامرات الشيقة.
حقق مسلسل «يحيى وكنوز» تفاعلاً كبيراً مع الجمهور على جميع المستويات، فلم يتابعه الأطفال فقط، بل تابعته مختلف المراحل العمرية، ولذلك قُدم منه جزء ثانٍ فى شهر رمضان المنقضى، لنستكمل مع يحيى وشقيقته كنوز المغامرات الشيقة التى تعرّف فيها يحيى على سير وحياة الملوك مثل مينا، سنفرو، رمسيس الثانى، وحاكم الإقليم ببى نخت.
على الرغم من المتعة الكبيرة التى عشناها مع حلقات يحيى وكنوز وكم المعلومات التى استفاد منها أطفالى، إلا أن المسلسل كان مليئاً بالرسائل المهمة جداً إلى جانب أنه مكّن الأطفال من اكتشاف ذاتهم وهوايتهم وثقتهم بنفسهم، ففى أحداث المسلسل كتب يحيى كتاب «مغامرات يحيى وكنوز» حكى فيه قصته مع الحضارة المصرية، ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فأخذه الكثير من الأطفال قدوة حسنة وعبروا عن رأيهم من خلال كتابة أفكارهم وتدوينها.
لعل هذا الحدث يخرج لنا جيلاً عظيماً من الكتاب، وأيضاً تعليم الأطفال المسئولية والخوف على العائلة، فيحيى رفض اصطحاب أخته كنوز فى مغامرات الجزء الثانى خوفاً عليها من المخاطر التى واجهتهما سابقاً، وأيضاً تعليم الأطفال كيفية اكتساب المعلومات من مصادر متعددة عن طريق البحث واكتشاف الحقائق بأنفسهم.
المحمية
لعل مسلسل المحمية كان من أبرز الأعمال التى قُدمت للأطفال فى الفترة الأخيرة، فهو أول مسلسل كرتونى عربى يقدم توعية بيئية للأطفال فى شكل مبسط مقدم بتقنية الـ«3D»، فتم تصويره كاملاً تحت الماء، وكان هناك حرص كبير جداً من جانب صناع العمل على أن يخرج هذا المسلسل بأفضل شكل ممكن بهدف توعية الأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة، وأيضاً معرفتهم بالنظام البيئى والمحميات والكائنات الحية بها والحفاظ عليها.
تدور أحداث المسلسل حول فرح وحمزة اللذين ذهبا مع جدهما إلى المحمية لينظفوها، وهناك يشاهد حمزة هذه الكائنات ويستعجب أنه يستمع إلى حديثهم ويفهم كلامهم، فيكتشف أنهم يتحدثون مثل البشر، ولكن لسوء الحظ تتعرض هذه المحمية إلى خطر كبير وهجوم من أسماك القرش، فيقرر حمزة حماية المحمية برفقة شقيقته فرح، وينجح فى ذلك، ولكن المحمية تعرضت للكثير من المخاطر مثل هجوم سمكة البيرانا عليها، والتلوث بسبب إلقاء المخلفات والبلاستيك فى المياه، وتسرب البترول من إحدى السفن، وخطر صيد الأسماك داخل المحمية، وإلى جانب المتعة الكبيرة التى عاشها الأطفال من خلال مشاهدة مسلسل «المحمية» إلا أن المعرفة واكتساب المعلومات كان أكبر، فقدم المسلسل الكثير من الرسائل المهمة مثل استخدام التكنولوجيا فى خدمة الإنسان عن طريق تحلية مياه البحر، وأيضاً ضرورة الحفاظ على البيئة من خطر التلوث.
رحلة سعيدة
هو برنامج شيق موجه للأطفال، يتضمن العديد من الفقرات، منها مسابقات وألعاب مع الآباء لزيادة الترابط الأسرى بينهم، وأيضاً سرد لهم الكثير من القصص والحكايات التى بها عِبر ومواعظ، وطرح البرنامج الكثير من الأسئلة عليهم التى تنمى فكرهم، إلى جانب حرص البرنامج على معرفة قدرات ومواهب الأطفال وتنميتها وحل مشاكلهم بهدف تجنب المشاكل التى مر بها الجيل السابق.
أطفال الحياة
وهو برنامج موجه للأطفال من سن السادسة إلى الثانية عشرة، عن طريق مقدمة البرنامج «ماما سلمى» والدمية الشقية «بنتخ»، فيشمل البرنامج حواراً بينهما فى بداية كل حلقة يهدف إلى تنمية سلوك الأطفال.
يشمل البرنامج عدة فقرات، منها «اتكلم عربى»، التى تهدف إلى تعزيز اللغة العربية لدى الأطفال، وأيضاً فقرة عن أهمية التكنولوجيا بهدف مخاطبة الأطفال بشكل يحاكى تطور حياتهم فى ظل وجود التكنولوجيا، وكان هذا البرنامج من أعظم البرامج التى قدمت للأطفال بسبب اهتماماته الكبيرة بضم الأطفال من ذوى القدرات الخاصة ودمجهم مع الأطفال والمجتمع.
تجمّل بالأخلاق
وهى مبادرة من «الشركة المتحدة»، عبارة عن تقديم مجموعة من الفواصل الإعلانية هدفها بث القيم الأخلاقية فى المجتمع، خاصة الأطفال، وتذكيرهم بالصفات الطبية التى حثت عليها الأديان السماوية، وتعلمهم فعل الخير وتقديمه للناس وأثره على المجتمع.
وإلى جانب كل هذه البرامج والأعمال التى تهتم بالأطفا ل هناك اهتمام بتقديم الأغانى التعليمية لهم، حيث قدمت أكثر من 25 أغنية تعليمية ووطنية تسهم فى تنمية روح الوطنية وحب العائلة داخلهم.
يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: منذ فترة كبيرة ولم يكن هناك اهتمام بالأطفال أو بتقديم الأعمال التى تخاطبهم بشكل راق، وأعتقد أن ذلك منذ انتهاء مسلسل (بكار)، ولكن فى الآونة الأخيرة يبدو أن هناك أملاً فى تقدم برامج وأغانٍ تهتم بالطفل المصرى، مثل (يحيى وكنوز) على سبيل المثال، ولكنى أعتقد أننا فى حاجة إلى تكثيف هذه البرامج، لكنها كبداية لعودة برامج الأطفال تعد بداية جيدة، ولكننا نحتاج إلى أكثر من ذلك فى الأيام المقبلة.
ومن جانبها توضح الناقدة ماجدة موريس، قائلة: شاهدت مؤخراً أحد البرامج المهتمة بالأطفال، وهو برنامج أسرى عبارة عن فقرات مع مجموعة من الأطفال، وتقص عليهم القصص وعمل مسابقات بين الأبناء والآباء، وهو برنامج جيد، وأيضاً مسلسل (يحيى وكنوز)، ولكن للأسف أنا أرى أن الاهتمام ببرامج الأطفال قليل جداً، فهل مسلسل (يحيى وكنوز) متوفر يومياً، فقد كان يعرض فى شهر رمضان، ولذلك أتمنى تقديم عمل للأطفال يكون ثابتاً على خريطة القنوات ويقدم بشكل يومى ينتظره الأطفال كل يوم أو حتى فى يوم معين من الأسبوع، وعلينا أيضاً وضع خطة مناسبة لتقديم هذه البرامج بأن يكون مقدم البرنامج لديه جاذبية من قبل الأطفال فيستطيع أن يتحاور معهم ويحاكيهم، وأن تكون البرامج مناسبة لحالة التطور التى يعيشها الطفل هذه الفترة، وأن تكون شيقة وبها أحداث جديدة تجعله ينجذب إليها حتى يترك الأعمال الغربية التى تعلمه أشياء على عكس عاداتنا وتقاليدنا المصرية.