وُلد الفنان الراحل هيثم أحمد زكى فى مدينة القاهرة، عاش وحيداً ومات وحيداً هكذا كانت قصة حياته. رحلت والدته فتولى جده وجدته رعايته، إلا أنهما رحلا واحداً تلو الآخر، وكان وقتها يبلغ من العمر 14 عاماً، لتنتقل مسؤوليته إلى خاله هشام فؤاد. غير أن الأمر لم يدم سوى عامين بعدما رحل خاله، حيث كان هيثم فى السادسة عشرة من عمره لينتقل للعيش مع والده، وظل مع والده لـ5 سنوات ثم رحل وترك هيثم وهو فى الـ21 من عمره ومنذ ذلك الوقت، ظل وحيداً، ولم يترك أى مناسبة تليفزيونية يتحدث فيها دون أن يشير إلى هذا الأمر ومدى الألم الذى يسببه له، وكونه القاسم المشترك بينه وبين والده الراحل الذى كان يشعر بالوحدة أيضاً. ومثلما بدأت رحلته الفنية مع المخرج شريف عرفة فى فيلم «حليم»، انتهت أيضاً مع نفس المخرج الذى استعان به فى فيلم «الكنز». انطلاقة فنية بدأ هيثم مشواره الفنى عام 2006 عندما استكمل ما تبقى من مشاهد فيلم «حليم» بعد رحيل والده بطل الفيلم أحمد زكى، ليقوم بالعام التالى ببطولة فيلم «البلياتشو»، لكنه توقف عن العمل الفنى لثلاث سنوات قبل أن يعود عام 2010 من خلال مسلسل «الجماعة»، ليشارك بعدها فى العديد من الأعمال ما بين السينما والتليفزيون مثل مسلسل «دوران شبرا»، الذى حصد بعده جائزة أفضل ممثل شاب فى مصر، وفى 2018 كان أحد أبطال مسلسل «كلبش 2» ثم فيلم «الكنز ٢» وترك بصمة فنية رائدة بشهادة الجمهور والنقاد الذين تنبأوا بانطلاقة فنية قوية له ولكنها لم تكتمل، فلم يمر سوى عام واحد حتى توفى هيثم وذلك فى الساعات الأولى من صباح الخميس 7 نوفمبر 2019 إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، وعثر على جثته فى منزله الكائن فى ضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة فى مصر بعد تلقى بلاغ من خطيبته بأنه متغيب ولا يرد على الهاتف. أعماله قدم هيثم للسينما ٧ أفلام، هى «حليم»، «البلياتشو»، «كف قمر»، «نقطة دم»، «سكر مر»، «الكنز1»، «الكنز 2». كما شارك فى الدراما التليفزيونية بمسلسلات، «الجماعة»، «دوران شبرا»، «الصفعة»، «امبراطورية مين»، «السبع وصايا»، «أستاذ ورئيس قسم»، «مصاعب الغربة»، «تحت الإعداد»، «كلبش 2»، «علامة استفهام». وصيته كشفت الفنانة ناهد السباعى فى تصريحات لها عن الوصية الأخيرة التى أوصى بها الفنان الراحل هيثم أحمد زكى، مؤكدة أنه كان يرفض إقامة حفل تأبين له عقب رحيله، وهو الأمر الذى دفعها لعدم حضور حفل تأبينه الذى أُقيم فى «قصر السينما». وقالت السباعي: «هيثم أحمد زكى قال لأحد أصدقائه المقربين إنه لا يحب إقامة حفل تأبين لرحيله، وإن من الأفضل أن يكون هناك نوع من الصدقات الجارية على روحه، والدعوات الدائمة التى لا تنقطع بالمغفرة والرحمة». وأضافت: «لم أكن على علم بإقامة حفل التأبين للفنان الراحل هيثم أحمد زكى، وحتى بعد معرفتى فإننى لم أحضر الحفل، لأننا كمسلمين هناك ثلاثة أيام عزاء ونجرى له بعض الصدقات والدعاء، وهذا حق المتوفى على المقربين منه وليس إقامة حفل تأبين له». وأضافت: «أنا على استعداد لأن نقيم بعض الأعمال التى تكون فى صالحه يوم القيامة، منها الصدقة الجارية والدعاء».