د. أيمن الشيوى واحد من الفنانين المجتهدين طوال مشواره الفنى والإدارى، تخرج بداية فى كلية الإعلام جامعة القاهرة فى الوقت الذى تخرج فيه أيضا من المعهد العالى للفنون المسرحية، والذى أصبح أستاذا به إلى أن أصبح عميدا للمعهد حاليا ، ومن قبله عميدا لكلية السينما والمسرح ، كما أنه يشغل حاليا مديرا للمسرح القومى أعرق المسارح المصرية قاطبة ، قدم خلال مشواره كممثل أكثر من 100 مسلسل وعشرات المسرحيات، كان آخرها «شارلى شابلن».. فضلا عن بعض الأفلام السينمائية المتميزة ، فنان يملك طموحا كبيرا على المستوى الشخصى والإدارى، رافعا راية التطوير ومواكبة الأحداث والتطور التكنولوجى فى نظم التدريس والإدارة والعمل، حوار شامل ومثير ملىء بالمعلومات المهمة التى تضع النقاط فوق الحروف لكثير من الأمور الهامة فى حياته كممثل ومدير للمسرح القومى وعميد للمعهد العالى للفنون المسرحية .. وإلى التفاصيل ..
بداية كيف تقيّم مرحلة كونك عميدا للمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون ؟
قال الفنان أيمن الشيوى بعد عودتى للمعهد مرة أخرى وأصبحت عميدا له، أشعر أننى أعيش فى مرحلة تحمل المسئولية ، لأننى كنت طوال السنوات الخمس الماضية عميدا لكلية السينما والمسرح، وبها نظام مختلف عن المعهد الذى اعتبره بيتى الذى درست فيه وعملت من خلاله أستاذا حتى أصبحت عميدا له، تعلمت من خلال المعهد الكثير من الخبرات والتجارب، لأننى أعرف كل جدار من جدرانه ، وكل شيء بداخله له ذكرى ومكانة لدىّ، فعندما توليت عمادة المعهد منذ أغسطس الماضى كانت مهمتى العمل على أكثر من مستوى، من بينها المبانى والعلاقات الإنسانية والطلبة وتطوير التعليم وجودته والمناخ العام والأنشطة ، فأنا حين عدت للمعهد كانت لدىّ الطموحات ووجهة النظر التى أريد أن أطبقها، ووجدت هناك حالة من الإحباط لدى بعض الطلبة وبعض المشكلات، فكانت البداية تصفية كل المشكلات الموجودة بالمعهد، وذلك من خلال تطبيق القانون أولا وعلى الجميع، وكذلك تطبيق روح القانون شرط أن يكون هناك التزام بحب المكان من خلال إقناع الجميع بذلك، لأننى أتواجد بالمعهد من التاسعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة مساء، فأنسى نفسى من أجل عملى ، ولست أنا بمفردى من يفعل ذلك ، لكن كل الأساتذة على هذا النحو، وكذلك الطلبة الذين يطالبون بفتح القاعات للاستمرار فى العمل كشغل إضافى للتدريب على التمثيل والرسم أضعاف عدد الساعات الرسمية المقررة.
ترميم المعهد
وتابع الشيوى حواره، الحمد لله أننى نجحت فى أشياء كثيرة خلال الفترة الماضية ، فعندما قمت بإجراء عملية ترميم للمعهد وتحديث مبانيه وحل مشكلات عديدة وساعدتنى فى ذلك رئيسة الأكاديمية، وذلك من أجل تشجيع الطلبة على التواجد فى قاعات لائقة بالعمل الفنى، فأصبحت هناك مسئولية من خلال مكان نظيف راقٍ يساعد على النجاح والإبداع.
مهرجان المسرح العربى
وبدأنا نساهم فى كل المهرجانات الخاصة بإبداع الطلبة والعروض المتميزة يعاد عرضها أسبوعيا، كما تغيرت الروح الإبداعية لدى الطلبة أنفسهم، ودائما أقول إننى أُخرّج فنانًا والعنصر البشرى هو الأساس للتغيير فى أى شيء، فعروض المعهد لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة لأننا نملك الكثير من الإمكانيات، فخشبة المسرح موجودة والفنانون المبدعون الجدد هم الطلبة .. فكيف نبدع؟ ومن هنا كانت النتيجة أننى فى مهرجان المسرح العربى نقدم 86 عرضا وكل العروض كانت على درجة عالية من الجودة ، وتم تقليصها إلى 20 عرضا ثم تم تصفيتها إلى 8 عروض فى إطار المسابقة الرسمية، أما العروض ال 12 الأخرى حصلت على فرصة للعرض خارج المسابقة بعد انتهاء المهرجان نفسه، العروض الجيدة التى فازت فى المهرجان يعاد عرضها، ومن هنا بدأت التواصل مع العالم الخارجى، ومن خلال عروض الدراسات العليا أيضا اتفق مع مسرح الطليعة لاستضافتها.
آفاق جديدة للعمل
تابع الشيوى.. عملنا على فتح آفاق جديدة لسوق العمل مع المنتجين والمخرجين فى التليفزيون وفى مجال السينما والمسرح ، ومعنا فى المعهد الأستاذ الكبير د. أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، وهو طاقة عظيمة وداعم لأبنائه من طلبة المعهد، ونحن الآن فى مرحلة امتحانات نصف العام، وقد وصلنا لنتائج عظيمة ومبشرة، ودخلنا للمشاركة فى مهرجانات مسرحية مثل مهرجان «إبداع» الذي يقام تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، والمهرجان القومى للمسرح والمهرجان التجريبى ومهرجانات عديدة خارج مصر لرفع اسم مصر عاليا من خلال الجوائز التى يحصلون عليها فى تلك المحافل العربية والدولية سواء فى أوروبا أو الوطن العربى.
أيضا عملنا على محور الجودة فى التعليم، والأكاديمية تعمل على أنها معامل الجودة للفنون كلها فى مصر وهذا إنجاز كبير جدا ، لأنه لدينا خطة واستراتيجية طموحة للتغيير ،ونتمنى التوفيق .
شرف عظيم وعملة نادرة
أما عن منصب العميد ، وماذا يضيف إلى الفنان أيمن الشيوى، فقال: إن كل الاعتزاز للمكان الذى أنتمى إليه، والذى شهد أساتذتى العظام وأساطين الفكر والفن المصرى مثل د. نبيل الألفى وجلال الشرقاوى ود. فوزى فهمى ود. سناء شافع ود. أشرف زكى ود.مدحت الكاشف ود.مصطفى سلطان ود. صبرى عبد العزيز ود. أحمد سخسوخ وعبد المنعم مبارك وعبد الناصر الجميل وجلال عطية.. أسماء كلها عظيمة ولها بصمة فى تاريخ الفن والمسرح، وشرف كبير لى أن أكون عميدا للمعهد العالى للفنون المسرحية إحدى قلاع الفنون فى مصر ، وكونى أسعى إلى التطوير فهذا من أجل خدمة هذا المكان، وأنا أتعامل -كما رأيت- مع الطلبة كأنهم أبنائى، لأننا لا نقوم بالتدريس كدراسة عادية بل نقوم بتدريس الفنون، ودارس الفن لابد من معاملته معاملة خاصة لما لديه من تمرد وخيال وطموح وأحيانا مشكلات مختلفة عن الآخرين، فلابد من أن يشعر بقيمته ويحس بشيء ويكون متفرغا لعمله وإبداعه حتى يحقق النتائج التى يتمناها، لذا فأنا سعيد جدا أن أدير هذه المؤسسة العظيمة بتاريخها العظيم ، وأشرُف أن تكون معى مجموعة من الأساتذة العظام لأنهم قيمة وعملة نادرة غير موجودة فى أى مكان آخر لا فى العالم العربى ولا فى العالم كله، فعندما نتحدث عن أساتذة فن الإلقاء لا تجد إلا عددا قليلا فى مصر موجودين فى المعهد، وأساتذة أكاديميين ودارسين وممارسين للمهنة فهم أيضا فى المعهد، وأيضا كم الدراسات والكتب والأبحاث المنشورة عندنا، فنحن ريادتنا مؤكدة وتطويرنا شغال على قدم وساق ومواكبون لأحدث التطورات العالمية.
تطوير شامل لمناهج التدريس
أما عن البصمة التى يود أن يتركها الشيوى داخل المعهد العالى للفنون المسرحية، فأكد أنه يريد أن تخدم هذه المؤسسة المجتمع المصرى والدولة المصرية ومحيطها العربى بشكل أساسى، وقال: أريد الربط بين سوق العمل والفنان الذى يدرس بالمعهد دراسة متخصصة ، وأريد الطالب أن يدخل مجال العمل الاحترافى فى العامين الأخيرين من الدراسة، وأتمنى من الجهات الإنتاجية كلها أن تستعين وتطلب طلبة المعهد وليس الخريج الذى ينتظر الفرصة بعد التخرج، وأريد أن يكون هناك تطوير شامل لمناهج التدريس، ولا أقول تغييرا ، ولكن التطوير ضرورى خاصة فى الجزء التكنولوجى والدراسات الإنسانية بشكل عام .
الممارسة والدراسة الأكاديمية
وتابع الشيوى بقوله: يهمنى أن يتخرج جيل جديد من أعضاء هيئة التدريس ، لأننا فى تناقص فى العدد، ونحن عملة نادرة والذى يذهب لا يمكن تعويضه من الأساتذة، لأنهم مطلوبون كلهم فى العالم العربى خاصة مع النهضة الفنية فى بعض الدول.. فكل الاساتذة مطلوبون فيها للتدريس وتتسابق عليهم لذلك لابد أن يكون لدينا جيل ثان وثالث ورابع لكى يكونوا امتدادا من خلال الدراسة الأكاديمية والممارسة، وهذا ما أركز عليه أن يكون أستاذا أكاديميا وممارسا فى ذات الوقت، لأن هذه التجربة لا تتحقق إلا فى عدد قليل من الأساتذة على مستوى العالم.
التمثيل والتحكيم
وحول ما إذا كان العمل الأكاديمى ظلم الممثل داخل الفنان أيمن الشيوى ، قال فى حواره الخاص مع «الكواكب» : الممثل عندى لم يظلم ولن يحجم أحيانا .. بمعنى أننى لست متفرغا بشكل تام للتمثيل، ولكن أمارس هوايتى وأقوم بالتمثيل، ولكن هذا يأتى على حساب المجهود الذى أبذله من حيث تنظيم وقتى بشكل جيد وفكرة الترفيه نادرة فى حياتى.. لأننى مرتبط دائما بالشغل وفكرة العمل.
ومن خلال مشاركته فى لجان التحكيم العديدة فهل يختلف تقييمه كأكاديمى وممثل عن الممثل فقط؟
قال: بالطبع لأن الخبرات المتراكمة فى المجالين كممثل وأكاديمى خاصة أننى شاركت فى مئات من لجان التحكيم على مستوى المهرجانات المحلية والعربية والأنشطة المسرحية بالجامعات المصرية المختلفة في سوهاج والمنوفية والفيوم وكفر الشيخ والإسماعيلية والمنصورة والسويس وبورسعيد وبالإضافة إلى «إبداع» التى كنت مؤسسا لهذا المسابقة على مستوى المسارح الجامعية، وأنا يهمني مهرجانات الشباب التى بدأت من خلالها فى مسرح المدرسة ثم مسرح جامعة القاهرة، وأشعر أننى ألعب دورا مهما عندما أكتشف الموهوبين فى أى جامعة، وفى أى مكان حتى فى الثقافة الجماهيرية والهيئة العامة لقصور الثقافة ومراكز الشباب وكثيرا ما أقوم بتشجيع هذه المواهب وأطالبهم بالتقديم فى المعهد للحصول على دراسات متخصصة.
الإدارة فى المعهد والمسرح
وما بين الإدارة فى المعهد العالى للفنون المسرحية والمسرح القومى .. فهل تختلف إدارة د. أيمن الشيوى للمؤسستين ؟
قال بالتأكيد ، مضيفا .. أن المسرح القومى أتعامل من خلاله مع فنانين محترفين وموظفين لهم مواصفات خاصة ، وأتعامل كإنتاج أو جهة إنتاجية، لكن فى الأكاديمية ومن خلال المعهد العالى للفنون المسرحية نحن جهة تعليم، وفى هذه الحالة هناك قواعد وأسس مختلفة عن المسرح القومى ، لكن المسرح القومى له تقاليده العريقة التى يجب أن تحافظ عليها مع فكرة التطوير والتغيير من خلال عودة جمهور المسرح القومى كسابق عهده العريق ولابد من اختيار موضوعات ونجوم ، ولابد من ان يكون هناك تطوير وتسويق للمكان نفسه من خلال خطة للمستقبل .
شارلى شابلن
وعن تجربته المسرحية الأخيرة “شارلى شابلن” التى حققت نجاحا فنيا وجماهيريا ونقديا كبيرا فى الفترة الأخيرة ، والتى مازالت تعرض بين الحين والآخر.. قال: إنه عرض موسيقى ، وهى من أصعب العروض التى يمكن تنفيذها ، وهى مثل التى تنتج فى المسارح العالمية مثل برودواى وويست إند ، فالعروض الكبيرة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة ، وأعداد كبيرة من الفنانين والفنيين ، وتعتمد على الإبهار بكل المقاييس، ولكى تحقق الإبهار لابد من ديكور عظيم وفخم ويتم تغييره بانسيابية، وتُقدم من خلاله ألحان كثيرة وممتعة لفريق التمثيل بالعرض من خلال ممثل له مواصفات خاصة قادر على الغناء والرقص والتمثيل ، وأنا استمتعت جدا بمسرحية “شارلى شابلن” وكان لى الشرف أن أشارك فيها من خلال نص جيد جدا كتبه د. مدحت العدل يحكى قصة حياة شارلى شابلن من خلال رؤية إخراجية لعلاقة تشارلى شابلن بمن حوله وآرائه وتحولاته ويناقش قضايا العالم والإنسانية من خلال هذه الشخصية وفى إطار محبب جدا غنائى استعراضى.
دواعى سفر
وعلى مستوى الأعمال الدرامية المرتبط بها الشيوى حاليا، أكد أنه مشغول بتصوير مسلسل «دواعى سفر» حاليا، كما أنه يستعد لعرض مسرحى آخر من إخراج سامح بسيونى عن نص لدورينمات وهو فى مرحلة البروفات وهو نص قوى من إنتاج المسرح الخاص.
أبرز أعماله كممثل
أما عن أبرز أعمال الشيوى كممثل من خلال السينما والمسرح والتليفزيون، وتلك الأعمال التى حققت له البصمة والنجاح الفنى والجماهيرى .. أوضح قائلا: إنه قدم فى السينما عددا من الأفلام الجيدة كان آخرها “ 30 مارس “مع أحمد الفيشاوى و” العميل صفر “ ومن أفلام البدايات: “ همام فى امستردام “مع محمد هنيدى، و” شورت وفانلة وكاب “مع أحمد السقا ، و” لحظة ضعف “ مع مصطفى قمر.
أما من خلال التليفزيون فقال : قدمت أكثر من 100 مسلسل ومن أبرزها :” الجزء الثانى من مسلسل “الدالى” و” شيخ العرب همام” و”الخواجة عبد القادر” و”صوت وصورة” و” عودة نابليون “ و”الأصلى” و” الهاربة” و”العودة” و”مذكرات زوج “.. والحمد لله عملت كثيرا ومن خلال المسرح أيضا حيث قدمت مسرحيات جيدة مثل: “ أرض لا تنبت الزهور” ، و” هاملت بالمقلوب” ، و” شارلى شابلن” ،و” نفس المكان” ،و” المنحنى” .. وغالبا معظم أعمالى كانت لمسرح الدولة باستثناء “شابلن” .