10-2-2024 | 12:58
موسى صبرى
اختلفت صورة الحب فى الأعمال الفنية فى الحاضر عن الماضى، وأصبح عيد الحب مرتبطًا بتقديم بعض القصص الرومانسية بعضها حزين وبعضها سعيد للشريكين، وقدم الفن صورة واقعية لتغير صورة الحب، وأصبحت بعض الأعمال يغلب عليها تزاحم فى الأفكار عن صورة الحب الذى يقدم بصورة ارتبطت بالمصالح والماديات.
«الكواكب» حاولت التعرف على التغير الذى حدث فى شكل ومضمون الحب، وتقديمه فى الأعمال الفنية بهذه الصورة، وما الأسباب التى دفعت صناع الفن لتقديم هذا النمط من الأعمال.
يقول الفنان أحمد حاتم: أصبحت صورة الحب فى الأعمال الفنية حديثاً نمطية، ولكنى تمردت على ذلك فى بعض أعمالى السينمائية التى حققت نجاحات مع الجمهور مثل فيلم (قصة حب)، الذى قدم صورة الحب فى شكله العصرى مع الحفاظ على المشاعر النبيلة والهادئة التى كانت تقدم فى السينما فى الماضى، وكانت المشاعر والأحاسيس هى الغالبة، لذلك استطعت أن أجذب فئة كبيرة من الجمهور، خاصة لأننا افتقدنا صورة الحب الحقيقية، وأصبح ما يقدم من صورة نمطية عن الحب الذى ارتبط بالتزاحم والمصالح والماديات، بما انعكس بالسلب على بعض المرتبطين وصورة الحب الحقيقية، وعاد الجمهور بالزمن للوراء؛ لأن الحب الحقيقى هو الذى يخلو من تلك الشوائب والمصالح والماديات التى غلبت على ذهن الجمهور.
ويضيف: كل ما هو حقيقى فى الحب ومألوف بين الشريكين يستمر، لكن الحب المزيف يظهر مع اختلاف وجهات النظر حول بعض الأمور التى تظهر معدن وقوة وتماسك الشريكين ببعضهما البعض، ورغم ذلك أصبح قليلاً ما يقدمه الفن، ولكنى حريص على أن أظهر هذه الصورة فى أعمالى الفنية وأن الحب دائماً يُبنى على الاحترام المتبادل والتقدير والمشاعر النبيلة.
ويقول السيناريست تامر حبيب: قدمت سلسلة من الأعمال الفنية التى تتناول الحب فى شكله ومضمونه العصرى والحديث بما يتناسب مع هذا الجيل، كان أشهرها فى فيلم (حب البنات)، الذى قدمت فيه مشكلات الحب والتعقيدات التى تتعرض لها كل شخصية، فكل شخصية لها قصة وحكاية مختلفة فى التعبير عن الحب والمشاعر، فهناك الشخصية المعقدة التى تخشى الحب، والشخصية المتزنة فى تصرفاتها، والشخصية المتهورة التى تنساق وراء أهوائها ومشاعرها دون النظر إلى الناس.
ويضيف: ولكن فى الحقيقة منظور الحب فى الدراما التليفزيونية والسينمائية اختلف كلياً عن الماضى؛ بسبب العوامل الضاغطة والمنافسة فى إظهار الحب بشكل مغلف بمظاهر كاذبة وأحياناً خادعة، فبعض الفتيات يظهرن بشكل لا يتناسب مع أوضاعهن على السوشيال ميديا، ويحدث تنافس بينهن فى محاولة من كل منهن لإثبات أنها الأفضل، والفن قدم صورة واقعية لمثل هذه الظواهر الاجتماعية بصورة حقيقية.
وتقول السيناريست أمانى السويسى: قد تختلف الرؤى فى تقديم صورة الحب إذا كان عملاً تليفزيونياً أو سينمائياً، فالحب فى التليفزيون حالياً يقدم مشكلات بصورة واقعية، والدراما تلعب دوراً مهماً فى تغيير المفاهيم المغلوطة لصورة الحب، وقد تنعكس هذه الصورة بالإيجاب أو السلب على المتلقى، لذلك يتهم النقاد كُتاب الدراما بأنهم يقدمون صورة غير حقيقية عن الحب أو الأعمال الرومانسية، ولكن هذه حقيقة الأوضاع.. والمجتمع تغير بتغير الظروف، وأصبح الحب مرتبطاً بوضع معين قد يخلو من الشوائب ولكن يتغير مع الوقت، لذلك قد يحدث انفصال أو طلاق بسبب تغير الصورة النمطية التى كونها الحبيب عن حبيبه فى البداية.
وتضيف: أحرص دائماً عند تقديم عمل رومانسى على أن أقدم الحب فى صورته الحقيقية مع إظهار المشاكل التى تنتج عنه، ومدى صبر وتمسك الشريكين حول هذه الصورة، ومعالجة الموضوع من عدة زوايا؛ لتفيد الشريكين، بدليل أن هذه الأعمال نجحت مع الجمهور سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية.
ويقول الناقد طارق الشناوى: فى الحقيقة أن صورة الحب فى الأعمال الفنية التى قدمت فى الماضى تختلف عن الحاضر سواء فى الأعمال السينمائية أو التليفزيونية، ففى الماضى كانت الأمور أهدأ فى أفلام ليلى مراد وأنور وجدى و(حبيبى دائماً) وغيرها من الأعمال التى قدمت الحب فى صورة هادئة ونمطية مليئة بالمشاعر الجياشة التى تحمل اسمى معانى الحب وأدق تفاصيله.. أما الآن فالفن يقدم صورة مستعصية على الحب فى شكله ومضمونه، وأصبح مرتبطاً بالماديات، بعيداً عن الصورة الخالدة فى أذهان القدامى.. وتعبيرات الحب فى حد ذاتها اختلفت كلياً فى الفن الذى ارتبط بالشكليات والمظاهر الخادعة والمتكلفة، وكان فى الماضى أبسط من ذلك، لذلك أصبحت المشاكل وصور الطلاق التى نتجت عن مشاكل الحب هى النتيجة لكل هذه الأمور المعقدة فى تقديم صورة الحب على الشاشة حالياً.