غنت أم كلثوم " وانت خمري وكأسي ومنى خاطري وبهجة انسي..وفيك نطقي وهمسي.  فيك صمتي.. وغدي في هواك يسبق امسي" في قصيدة هذه ليلتي من كلمات العملاق جورج جرداق اللبناني ولحن العملاق  محمد عبد الوهاب وفي رأي أن مع أم كلثوم جاءت الكلمة في سياق شعري منمق وكانت استعارة مكنيةفي مناجاة الحبيب "يا حبيبي وانت خمري وكأسي" أي أنه تعبير عن شدة الحب لقلب مرهف جعله يدور في فلكه منتشيا وكأنه ثمل خمرا فجاءات العبارة والكلمة تدعوا إلى التشبيه في سياق البلاغة الشعرية والتي كانت تستخدم الكناية والاستعارة أو كلاهما معا لتسوق معنى وتجسده على أرض الواقع فيكون أقرب إلى التصديق ويستحسنه العقل ونظرا لأن القصيدة تعج بالمعاني والكلمات التي تنم عن حصيلة لغوية لرجل استطاع استصفاء الماضي وسبر أغوار الحاضر واستشراف المستقبل وعاشت الكلمات والأغنية واللحن والعمالقة الثلاثة ..فكم مرة جلست في خلوتك على شاطئ الحياة أو في شرفة منزلك في دجي الليل تسترق السمع لهذه الكلمات بالصوت الشجي  واللحن الغني والفتي أيضا سارحا وسابحا في بحر الذكريات تجتر أيام الشباب الخوالي في زمن لم يكن فيه سوى حديث العيون وحبر الورق ولم يعرف باقات الورود المزيفة المرسلة عبر الكيبورد او حتى الرسائل المعدة سلفا... والتي تشبه كتب رسائل الحب والغرام التي كانت تبيعه المكتبات في ذلك الزمان لمن لايجيد صياغة الكلمات فتذكرنا بفيلم اللمبي"الحب..الحب...الشوق ..الشوق"..فالكلمات تخرج بنفس عمق الزمن...ففي شعر الجاهلية كانت الفصاحة والبلاغة في أوج عظمتها فكان الشعر الذي لم يستطع البعض فهم طلاسمه...وكلما أصبح إيقاع الحياة أكثر سرعة كلما أصبحت الوجبات السريعة والكلمات الخفيفة بل والأفكار السطحية الأكثر رواجا.