تتوالى الأيام و الليالي الناجحة في تقديم العروض المميزة لأفلام شديدة الأهمية من خلال مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال في دورته 72 ، في هذا الاطار قام المركز مساء الأربعاء بعرض فيلم " فوي فوي فوي "بطولة .. محمد فراج ، نيللي كريم، بيومي فؤاد ،طه دسوقي، بسنت شوقي ،حنان يوسف، لبنى ونس، حجاج عبد العظيم، محمد عبد العظيم، أمجد الحجار و جهاد عصام ، تأليف واخراج عمرو هلال والفيلم يتحدث عن البطل حسن أو محمد فراج وهو شاب فقير يعاني الفقر والعمل في غير تخصصه الدراسي بجانب عجزه عن اتمام زواجه بالفتاة التي يحبها ومن ثم يطوق للهجرة خارج مصر ولو بسبل غير شرعية ، و يجد انه حتى في هذا الاتجاه يحتاج الى الكثير من الأموال لدفعها لأحد السماسرة العاملين بهذا المجال فضلا عن تعريض حياته للخطر ، فيتردد في هذا الأسلوب ولكن تقوده الصدفة لقرأءة اعلان في احدى الصحف عن فريق كرة للمكفوفين يسافر لتمثيل مصر بالخارج واللعب في أوروبا ، يحتال فراج على هذا الفريق ويتقدم اليه متصنعا انه كفيف وحين يسافر لدور نصف النهائي في كينيا ولانه مبصر .. فطبعا يكسب الفريق بفضله ويسافر بالفعل الى اوروبا . على جانب اخر نجد ان بيومي فؤاد مدرب الفريق يكشفه ويصارحه ، فضلا عن الصحفية التي تقدم دورها نيللي كريم والتي تذهب لتغطية اخبار الفريق فتنشأ بينها وبين فراج قصة حب ولكنها ايضا تكتشف انه مبصر فتنتهره وتهرب منه كونه شخص مخادع ، و حتى رئيس النادي نفسه يكتشف هذه الخدعة ولكنه في مقابل المكسب وحصوله على اموال في شبه رشوة يوافق على هذه " النصابية " اذا جاز التعبير ..وتتوالى الأحداث بين مصر وكينيا وأوروبا في اطار مسلي ومثير ومهم في الوقت نفسه من خلال فكرة جديدة ومهمة قدمها صناع العمل . ونشير في هذا السياق الى أن " فوي "هي كلمة أسبانية تعني " أنا قادم " ..يستخدمها أعضاء الفريق من المكفوفين لتنبيه بعضهم البعض حتى لا يكون اصطدامهم ببعض قويا ومؤذيا . هذا و عقب عرض الفيلم أقام المركز ندوة لمناقشة تفاصيله .. أدارها الكاتب الصحفي والناقد الفني طارق مرسي الذي اثنى على جودة العمل وحداثة الفكرة وجودة التناول لقضية باتت مهمة وتشغل العديد من الجهات في المجتمع المصري حيث الهجرة غير الشرعية وخطورتها على الشباب و التي تصل بهم الى فقدان حياتهم في بعض الأحيان ، فنحن أمام فكرة انسانية تعكس طموح الشباب في السفر والهجرة والبحث عن المال والاستقرار ولكنها كالسلاح ذى الحدين ، هذا فضلا عن خروج الفيلم بمستوى فني فريد ومتألق اكتملت فيه العناصر الفنية و أجاد الأبطال جميعهم كل في اداء دوره . من جانبه تحدث ضيف الندوة المؤلف و المخرج عمر هلال والذي أوضح أهمية رسالة العمل التي تناقش قضية الهجرة غير الشرعية ، مشيرا الى انه انجذب لقصة الفيلم من خلال قراءته لتحقيق صحفي شاهده بمحض الصدفة و أن أحداث الفيلم بالكامل مستوحاه بالفعل من قصص حقيقية وهذا ما اشار اليه تتر البداية بهذه العبارة التي وضعت عليه ، كما أكد هلال استمتاعه بتصوير وأجواء العمل مع أبطاله اللذين كان لهم ذات الطابع الكوميدي الموازي للأحداث داخل الفيلم الذي امتاز بالأكشن والكوميديا في تنفيذ الخدع خاصة في مشاهد هروب الأبطال من أجل النجاة بحياتهم طوال الوقت ، قال هلال ايضا : أنا سعيد بترشيح الفيلم للأوسكار الى جانب تسلمه جائزة جمعية نقاد السينما لأحسن فيلم مصري عام ٢٠٢٣ . حضر الندوة ايضا الموسيقار ساري هاني والذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم بشكل متميز جدا وبايقاعات مسايرة تماما للأحداث ومتوافقة مع أجواء العمل سواء الكوميدي منها أو الرومانسي أو الأكشن .