الجمعة 3 مايو 2024

" أنف و ٣ عيون" في نسخته الجديدة .. قضايا شائكة برؤية معاصرة ..ناقشتها ندوة الكاثوليكى وسط تفاعل جماهيرى كبير

ندوة فيلم أنف وثلاث عيون بالكاثوليكي

1-3-2024 | 14:57

هبة عادل
في ختام أسبوع حافل بالفعاليات والعروض السينمائية المتميزة بمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال .. في دورته ال 72 ..قام المركز مساء الخميس بعرض فيلم " أنف و ٣ عيون " في معالجة سينمائية معاصرة لرواية الكاتب و الأديب الراحل الكبير احسان عبد القدوس ، والتي سبق وأن قدمت في فيلم سينمائي عام ١٩٧٢ للمخرج حسين كمال بطولة محمود ياسين ، ماجدة ، نجلاء فتحي، ميرفت أمين ،صلاح منصور وحمدي أحمد ، اما الفيلم الجديد في نسخة ٢٠٢٣ فهو من بطولة ظافر العابدين ، صبا مبارك، سلمى ابو ضيف ، أمينة خليل، جيهان الشماشرجي ،نور شعيش ، نور محمود، سلوى محمد علي ، نبيل علي ماهر، صدقي صخر و سليم مصطفى . و في العمل الجديد تدور الأحداث حول شخصية البطل الدكتور هاشم.. جراح التجميل المشهور والذي يمر بمجموعة من التجارب العاطفية لعل أبرزها الثلاثة محل الحديث في الفيلم الذي نحن بصدده ، و تأتي على رأسهم تجربته الأخيرة مع الفتاة " رحاب" التي قدمتها الفنانة الشابة سلمى ابو ضيف بنضج شديد ، و هي التي تصغره بربع قرن حيث هو في نهاية الأربعينات وهي في مقتبل العشرينات.. يتعرف عليها لتدير له السوشيال ميديا الخاصة به فيقع في حبها بتمسك وتعلق رهيب، يقاومه عقله ويرفضه ولكن قلبه يستسلم له تماما، فيجد صعوبة شديدة في الانفصال عنها ، بينما كان يجد الأمر سهلا في العلاقات السابقة ربما لأبسط الأسباب ، ومن هنا تأتي اشكالية عجزه عن المقاومة بمفرده ، فيذهب لعيادة طبيبة نفسية قدمتها ببراعة الفنانة " صبا مبارك" في دور الدكتورة عالية ، والتي تعد الخط الموازي لشخصية هاشم ، فتمسك معه الأحداث من الألف الى الياء في العمل ، تستمع الى قصصه الثلاث وتساعده في حل شفرة العلاقة الأخيرة ولماذا هو ضعيف امامها بهذا الشكل، فتعود به الى الوراء حيث تؤكد له ان تمسكه بها يأتي من علاقته بأمه التي فقدها وهو طفلا بموتها . وتتوالى الأحداث في قالب درامي مبهر حيث حداثة المعالجة بلغة سرد سينمائي مميزة جدا وكتابة تفوق فيها عنصر الحوار بجانب السيناريو بالطبع للمبدع الكاتب وائل حمدي وكأنه في تحدي مع الزمن لتقديم نسخة من الفيلم تتوافق مع معطيات عصرنا الحالي، في محاولة مشروعة للتفوق ربما على النسخة القديمة ، وقد نجح تكامل العناصر في الفيلم الجديد الى ابعد حد في ابهار الجمهور والنقاد ايضا . عقب عرض الفيلم اقيمت ندوة أدارتها الكاتبة الصحفية الكبيرة والناقدة الفنية د. أمال عثمان بحضور مخرج الفيلم أمير رمسيس و المؤلف وائل حمدي ، وقد أشادت دكتورة أمال عثمان بجوده وتميز العمل الذي سبق وان قدم سينمائيا وتلفزيونيا واذاعيا ايضا في مسلسل ، ناقشت الندوة تفاصيل العمل الجديد مع صناعه وجمهور الحضور والصحفيين فيما اشارت ايضا الى جودة العمل الذي اهتم بتقديم انسانيات شديدة الخصوصية عن رواية من اهم الروايات التي كتبها الكاتب الكبير الراحل احسان عبد القدوس وما زالت قابلة للتقديم برؤى متجددة ، وبسؤال المؤلف كيف جاءت فكرة تحويل الرواية الى فيلم سينمائي جديد قال وائل حمدي : أن فكرة الفيلم الجديد جاءت من قبل المنتجة شاهيناز العقاد لشعورها انها رواية تصلح لاعادة قراءتها بشكل مختلف واعادة تقديمها سينمائيا بشكل ومعالجة جديدة ، و يضيف حمدي: قرأت الرواية قبل أن أصل للعشرينات من عمري ،و قررت ان أقدم معالجة درامية مختلفة تضيف قيمة جديدة للعمل الذي قدم غير مرة بنجاح كبير . من جانبه تحدث المخرج أمير رمسيس قائلا : اسعدني جدا اخراج هذه التجربة كوني عاشق لأعمال احسان عبد القدوس التي تقدم علاقات انسانية معقدة ومرتبكة و أنا أحب تقديم هذا النوع وأن أحاكيه سينمائيا بأدواتي التي أصنع من خلالها عملا على الشاشة بمذاق مختلف، فتحمست للتجربة و أعتبرتها نوعا من التحدي لتقديم فيلم ناعم ورومانسي يشبه أفلام زمان ولكن بلغة سينمائية معاصرة . يشار الى أن الفيلم تكاملت فيه العناصر السينمائية المختلفة لصنع منتج سينمائي على أروع ما يكون سواء على مستوى الاضاءة ايضا والموسيقى التصويرية لتامر كروان و اللتان أسهمتا في صنع أجواء خاصة ومذاق مميز جدا للفيلم اضفا عليه العديد من عوامل النجاح . يذكر أن الندوة حفلت بتفاعل جماهيري كبير وكانت ساخنة الى ابعد حد ، حيث أثيرت فيها العديد من مواطن الجدل حول الشخصيات في الفيلم ولا سيما شخصية الدكتورة عالية ذات الأبعاد النفسية الشائكة والشخصية المركبة جدا .