الأحد 28 ابريل 2024

احتل صدارة اهتمام الجمهور... «الحشاشين» .. ملحمة فنية تاريخية فى رمضان

الحشاشين

17-3-2024 | 14:51

عمرو والى
من بين العشرات من المسلسلات الدرامية الرمضانية، ومنذ الإعلان عنه، وعرض حلقته الأولى، نال مسلسل «الحشاشين» اهتمام الكثير، لاسيما المتعطشين لمشاهدة الدراما التاريخية، حيث احتل المسلسل صدارة محركات البحث، ومنصات التواصل الاجتماعى المتنوعة، بعدما نجح فى الاستحواذ على اهتمام المشاهد، ووضعه أمام حالة من الترقب منذ الوهلة الأولى، نظرا لطبيعة قصته الفريدة، والفترة الزمنية التى يدور فيها، ومجموعة العمل القائمة عليه.. «الكواكب» تستعرض أبرز ردود الفعل بشأن المسلسل، مع استمرار عرضه فى شهر رمضان الكريم 2024، وذلك من خلال السطور القادمة. «قصة مثيرة» تدور أحداث المسلسل حول طائفة «الحشاشين» ومؤسسها حسن الصباح أو حسن بن على بن محمد الصباح الحِميرى المعروف بلقب السيد أو شيخ الجبل، والذى يعتبر مؤسس ما يعرف بـالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية أوالباطنية أو طائفة الحشاشين حسب التسمية الأوروبية، والذى ولد فى مدينة قم معقل الشيعة الاثنى عشرية ببلاد فارس العام 1037، ثم انتقلت عائلته إلى مدينة الرى فى إيران مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية وعمره 17 عاما. وعرف عنه أنه كان ذكيا ماهرا فى الهندسة والفلك وكان مغرما بالقراءة والترجمة، وفى الخامسة والثلاثين من عمره اعتنق المذهب الإسماعيلى بعد دراسة مستفيضة على يد داعية فاطمى يدعى أمير ضراب، ثم كان على اتصال مع الداعية الفاطمى الآخر عبدالملك بن عطاش في أصفهان، والذى كان له دور هام فى مسيرة حياة الصباح بعد أن أدرك عبقريته واقتنع بمواهبه واختاره أن يكون نائبا له فى جماعته الدعوية بالعراق قبل أن يرسله إلى مصر ويدعوه إلى ملاقاة الخليفة المستنصر. ليتم في النهاية تأسيس فرقة" الحشاشين" أخطر الفرق دموية فى التاريخ الإسلامى، والتى أثارت الفزع والخوف وقتها، فى العديد من المناطق، واغتالت عددا من الشخصيات الهامة والأمراء، والحكام بقيادة مؤسس الفرقة حسن الصباح، والتى تكونت من مجموعة من الأفراد المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها بـ«الفدائيين»، وذلك من أجل تحقيق أهدافهم الخبيثة. «الانطلاق والتحضيرات» وكانت البداية فى يوليو عام 2022، حين كشف المخرج بيتر ميمى،عن المسلسل لأول مرة، حيث نشر صورة للفنان كريم عبدالعزيز عبر حسابه الرسمى على إنستجرام، وعلق عليها قائلًا: «مسلسل الحشاشين، أبطال وأباطيل من وحى التاريخ، حقيقة حسن الصباح وفرقة الحشاشين الذين أرعبوا العالم كله فى القرن الحادى عشر، من تأليف عبد الرحيم كمال». فيما تم الإعلان عن بعض الفنانين المشاركين تباعا، ليتم الاستقرار على مجموعة من النجوم أبرزهم:" كريم عبد العزيز، وفتحى عبد الوهاب، وأحمد عيد، ونيقولا معوض، ميرنا نور الدين، إسلام جمال، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر على ماهر، بسنت أبو باشا، أحمد غزى، سارة الشامى، وعدد كبير من الفنانين، وضيوف الشرف"، ومع اقتراب الموسم الرمضانى للعام الماضي 2023، تم الإعلان عن تأجيل المسلسل، لموسم رمضان 2024، وأَرجع صُناع العمل الأمر إلى ضخامة الإنتاج، والمجهود الكبير فى التحضيرات والتنفيذ. «ضربة البداية» ومع مطلع العام الجارى 2024، شوّق المخرج بيتر ميمي الجمهور للمسلسل، معلنا جاهزيته، حيث كشف بعض التفاصيل عن العمل أبرزها أنه مأخوذ من وقائع حقيقية من القرن الحادى عشر، ويدور حول قصة حسن الصباح مؤسس جماعة" الحشاشين"، وتم تصوير المسلسل فى 3 قارات مختلفة، تشمل عددًا من الدول منها:" كازاخستان، ومالطا، ومصر، لبنان، المغرب، وسوريا"، واستُخدمت فيه الآلاف من قطع الملابس وآلاف من قطع السلاح، كما تم الاستعانة بفريق متخصص فى المعارك والحروب. واستطاع الإعلان التشويقى للمسلسل أن يجذب قطاعًا عريضًا من المشاهدين، لاسيما فئة الشباب والتى تحب مشاهدة هذه النوعية من الأعمال الدرامية التى تجمع بين التاريخ والصراعات فى أزمنة قديمة، ممزوجة بمشاهد حرب مشوقة، مع إبهار بصرى. «عناصر التميز» وخلال أحداث المسلسل، ومنذ الحلقات الأولى ظهر العديد من اللمحات الفنية المميزة على مستوى الصورة، تمثلت فى مشاهد الحروب والاشتباكات بين الجيوش ببعضها البعض، وأيضًا الكادرات الواسعة التى تم تصويرها فى مناطق مفتوحة كالجبال والصحراء الواسعة. ولأن المسلسل أحداثه تاريخية فكان لابد من استخدام الإضاءة بشكل حذر، خاصة فى المشاهد الليلية، والاعتماد على مصادر الضوء الحقيقية الموجودة فى تلك العصور، لذلك كان هناك حضور بارز وواضح للشموع ومشاعل النيران، التى جاءت فى الكثير من المشاهد كمصدر للإضاءة الليلية، والتى أضفت أجواءً من الغموض على المسلسل. ومنذ عرض الحلقة الأولى من المسلسل لفتت أنظارَ الجمهور جودةُ الصورة و بناء الديكورات وتنفيذ المعارك واستخدام أحدث الطرق فى تنفيذها بالإضافة إلى الأزياء التى تم تصنيعها فى مصر مع الاستعانة بخامات من كازاخستان وإيطاليا وتركيا، مع مراعاة أن تناسب الفترة الزمنية للعمل، بحسب ما أعلن القائمون عليه. وكشف محمد وديع وإسلام العزب، مُصمما ومُدربا المعارك، عن كواليس تصوير هذه المشاهد وتدريباتهما للمجاميع. ونشرا صوراً عبر حسابهما فى موقع «فيسبوك» من كواليس التدريبات، منها لمشاهد لم تعرض بعد، وظهرا فى الصور مع المخرج بيتر ميمى والمجاميع التى قاما بتدريبهما. كما أكد سيف شعراوى مصمم المشاهد وتصميمات المعارك فى المسلسل أن العمل استمر لمدة عامين كاملين، من خلال إعداد «ستورى بورد» مع فريق العمل بشكل يومى وإعداد اسكتشات وزوايا وتكوينات لمشاهد المسلسل ومناقشتها معًا. وأضاف شعراوى، عبر تصريحات إعلامية له: «من الصعوبات إللى واجهت فريق العمل هى الدقة فى شرح الخرائط لأن لكل معركة خريطة، والدقة فى ملابس الشخصيات والجيوش والتمييز بين أسلحتهم، وكان لابد من تقديم شرح تفصيلى لحركة الممثلين وتكوين الكادرات مع الحفاظ على زوايا الكاميرا وده عن طريق القراءة مرة وأكثر مع المخرج بيتر ميمى الذى كان مهتما بكل تفصيلة فى المسلسل». وبدوره نشر مهندس المناظر أحمد فايز عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» ، صورًا من التجهيز لديكور مشهد الحلم، والذى عُرض فى الحلقة الرابعة من مسلسل «الحشاشين»، ولعب دورا مؤثرا فى الأحداث، وظهر فيه الكثير من المراحل والتحضيرات حتى تم تقديم المشهد بصورته النهائية على الشاشة، بالإضافة إلى قيامه مع فريق العمل ببناء عدة قصور وقلاع ومدن ضخمة تلائم الفترة الزمنية التى يتناولها العمل. «الموسيقى التصويرية» وحرص صناع المسلسل استكمالا لدقة التفاصيل التى تم رسمها على أن تخرج الموسيقى التصويرية له بالشكل الأنسب، لذا تمت الاستعانة بالموسيقى التونسى أمين بوحافة، الذى وضع ألحان العديد من الأعمال الرمضانية الناجحة خلال الأعوام السابقة، كما قام المطرب وائل الفشنى بغناء تتر المسلسل، فيما حظت كلمات أغنية تتر على إعجاب عدد كبير من جمهور الدراما فى مصر والوطن العربى، وذلك بعد ساعات قليلة من عرض الحلقة الأولى من المسلسل. الأغنية حملت عنوان «سمعت صوتا»، من رباعيات عمر الخيام الذى يتطرق له أيضًا المسلسل، ويكشف طبيعة العلاقة التى جمعت عالمًا وشاعرًا مثل عمر الخيام برجل دموى مثل حسن الصباح، وتقول كلمات أغنية التتر «سمعت صوتا هاتفا فى السحر، سمعت صوتا هاتفا فى السحر، نادى من الغيب غفاة البشر، هبوا املأوا كأس المنى، قبل أنّ تملأ كأس العمر كف القدر». «صدارة التريند» واستطاع المسلسل منذ عرض الحلقة الأولى أن يتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بعدما أثار حالة من النقاش والتساؤلات بالإضافة إلى الإعجاب والإشادات، وعبّر الجمهور عن سعادتهم بالعودة القوية للدراما التاريخية، وتقديمها بشكل سهل وسلس دون تعقيدات. وأشاد آخرون بمستوى الإخراج وتصوير المشاهد التى اتسمت بقدر عالٍ من الجودة والدقة، ما يتناسب مع طبيعة الحقبة الزمنية. وفى سياق متصل هاجم الجمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعى انتقادات جماعة الإخوان للمسلسل، وأرجعوا ذلك الهجوم إلى ما يكشفه العمل الدرامى من تشابه بين الجماعتين. وكتب حساب باسم «نادر الشريف» على منصة «إكس»، أن «حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس الإخوان، وجهان لعملة واحدة، وكل الانتقاد للمسلسل، لأنه يفضح أصل وممارسات الحشاشين التى لا تختلف عن ممارسات الإخوان». بينما استخدم مدونون آخرون أسلوب «الكوميكس» للسخرية من غضب «الإخوان» ضد العمل الدرامى. «بيتر ميمى يرد» وفى منشور طويل، على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك قام المخرج بيتر ميمى، بالرد على تساؤلات الجمهور، حول كل ما يخص مسلسل «الحشاشين»، والذى يشارك ضمن خريطة دراما رمضان هذا العام، وأثار حالة من الجدل كبيرة منذ عرض الحلقة الأولى منه. وكتب بيتر عبر حسابه الرسمى على فيسبوك: «طيب كل سنة وأنتم طيبون، مع إنى مكنتش حابب اتكلم علشان دول كلهم ٤ حلقات! مبدئيا المسلسل من وحى التاريخ، وده مكتوب نصا فى التترات يعنى مش وثيقة تاريخية لكنه دراما تاريخية». وأضاف.. «هو المخرج العالمى تارنتينو لما قتل هتلر فى السينما كان حقيقة؟ أو نابليون فى فيلم ريدلى سكوت الأخير، هل ده نابليون إللى فى كتب التاريخ؟ ديه دراما تاريخية، حاولنا نعمل خيال لفترة من الفترات فى شكل درامى، لكن رجعنا فى الديكور والملابس لمراجع كتيرة ونادرة عشان نعمل عالم مشوفنهوش قبل كده ومايكونش شبه أفلام أو مسلسلات عالمية». وتابع.. «هل ده حسن الصباح؟ مفيش كتاب اتفق على حسن الصباح لأن المغول حرقوا القلعة وكتبه وأفكاره، والموجود اجتهاد، ماركو بولو أو فلادمير بارتول أو برنارد لويس أو فرهاد دفترى، وكتير جدا. حسن الصباح كان بيعمل معجزات؟ لا طبعا!!! وده تباعا مع الحلقات هيتفهم». وواصل.. «الحشاشين مسلسل تاريخى بالعامية المصرية، الأحداث بين أتراك وفرس، لما عملوه الأتراك اتكلموا تركى ولما عملوه الأمريكان بيتكلموا إنجليزى، احنا عاملينه فى مصر والترجمة موجودة فى كل بلد، المسلسل بيتعرض فى روسيا وأمريكا وأكتر من بلد كل بلد بلغتها، هم الفايكنجز كانوا بيتكلموا انجليزى؟ ولا ويليام والاس كان بيتكلم اللكنة الأمريكية».. واستكمل بيتر طرح الأسئلة والإجابة عنها.. «ليه حسن الصباح؟ حسن الصباح شخصية فذة وغريبة ومستفزة إنك تعرف عنها، مش لازم يكون رمزا للخير علشان يتعمله مسلسل، هتلر وراسبوتين كانا فى منتهى الشر لكنهما شخصيات فذة غيّرت العالم، أو على مستوانا المصرى خط الصعيد أو سفاح إسكندرية». وأوضح.. «حاجات صغيرة أيضا، أم الخليفة رصد كانت نوبية الأصل، إسكندرية مدينة فى مصر، لأن فى مدن كتير باسم إسكندرية حوالين العالم، لزم التوضيح للترجمة لأن فيه غير مصريين بيتفرجوا على المسلسل، مجاعة القاهرة الفاطمية مثبوتة تاريخيا لكن تعددت أشكالها حسب المصادر وهى على فكرة كانت قبل وصول حسن بفترة مش بعيدة بس ديه دراما (من وحى التاريخ)، ما تسمى بمعجزات حسن الصباح مقصود تتصور بالشكل ده وده هيبان تباعا وخصوصا مشهد الراوى حلقة ٨، عم ملك شاه اتقتل بوتر القوس لان ده كان عرف وتقليد». واختتم بيتر منشوره: «مين الست إللى بتظهر لحسن الصباح؟ ده فى حلقة ٣٠ بقى لو ربنا إدانا عمر، كل سنة وأنتم طيبون وسعيد إن المسلسل خلاكم تقرأوا وتسألوا، وشوية شوية هتفهموا المسلسل، صحصحوا معانا كده يا شباب خلونا نعمل شكل جديد، وتبقى بداية ومع الوقت يتعمل أفضل وأكبر وأحسن من إللى إحنا عاملينه، ومع الوقت ننافس، سنغزو العالم». «رأى النقاد» وعبّرت مجموعة من النقاد والمختصين عن آرائهم بشأن المسلسل والحالة التى صنعها، وقال الناقد الفنى طارق الشناوى «يبقى بعد 7 حلقات مشاهدة، أننا أمام شاشة جاذبة، قدمها بيتر ميمى بقدر كبير من الألق، وسينسى الجمهور لغة الحوار فصحى أم عامية، ليتعايش مع ما هو أهم، العمق التاريخى والفكرى الذى تنضح به الشاشة». وأضاف الشناوى.. «لدينا قواعد متوارثة منذ ستينيات القرن الماضى، أن الأعمال التاريخية والدينية تُقدم بالفصحى، وهذا ليس منطقياً بالطبع، لافتاً إلى أن ريدلى سكوت قدم نابليون بالإنجليزية، رغم أن الشخصية فرنسية فى الأساس». وأشار الشناوى إلى أن المسلسل من الأعمال الضخمة فى السباق الرمضانى لعام 2024، مؤكداً أن ضخامة هذا العمل لا تقتصر فقط على ضخامة الإنتاج، وإنما ترجع إلى ضخامة الأسماء المشاركة فى العمل، مشددا على أن العمل مُكلف إنتاجياً بشكل كبير، ويبدو من تفاصيله حجم الجهد المبذول فيه، وأتمنى أن يستمتع الجمهور بكل فئاته بهذا العمل الكبير». ورأت الناقدة ماجدة موريس، أن «الفصحى صعبة لأغلب المشاهدين، وبالتالى المؤلف عبد الرحيم كمال، قرر استخدام العامية، لضمان وصولها لملايين المشاهدين»، فيما اعتبرت تلك الانتقادات الموجهة أنها «تربص بالعمل». وأرجع الناقد الفنى محمد عبد الرحمن أهمية المسلسل، وترقب الجمهور له منذ اللحظة الأولى لمجموعة من الأسباب أبرزها قصته المثيرة حيث يحاول كشف أسرار فرقة إسلامية فى التاريخ، انتشر عنها الأقاويل واختلفت المعلومات، بالإضافة إلى فريق العمل على مستوى التمثيل والإخراج والكتابة، وأخيرا الصورة الجاذبة حيث تم التصوير بأماكن لم يشاهدها الجمهور المصرى من قبل، وهو ماحدث منذ عرض أولى حلقاته.