الإثنين 29 ابريل 2024

سماح أبو بكر عزت: «نورة» يناقش قضايا ومشكلات الفتيات

سماح أبوبكر عزت

13-4-2024 | 15:09

شيماء محمود

واحدة من أبرز الأسماء المتميزة فى مجال أدب الأطفال فقد قدمت العديد من المؤلفات القيمة فى مجال قصص الأطفال ، تجاوز عددها 40 كتابًا تنوعت ما بين القصص والكتب التاريخية،  وأقامت العديد من ورش الكتابة للأطفال فى مصر والخارج ، وحظيت بالتكريم والعديد من الجوائز داخل مصر وخارجها، هذا ليس بغريب على مبدعة منحتها طفولتها صفات استثنائية، فهى ابنة الفنان أبو بكر عزت، والكاتبة كوثر هيكل، تشبعت من حكايات جدتها، فأصبحت حكاءة من الدرجة الأولى، عشقت الأطفال ووجدت فى نفسها مهارات أمومة مبكرة فاختارت من أدب الطفل جسرًا لخدمتهم وتنميتهم، فكانت مكافأتها أن تصبح سفيرة لمبادرة «حياة كريمة».
ومع كل هذه النجاحات قامت بالإشراف على المحتوي لمسلسل الكارتون «نورة» فى  شهر رمضان الماضى الذى قدمت من خلاله وجبة توعوية خفيفة ليهضمها كل من الصغار والكبار، وحازت على ثقتهم وحبهم، إنها الكاتبة والإعلامية سماح أبو بكر عزت.. التقتها «الكواكب» وكان هذا الحوار..

 

أولا أريد أن  تحدثينا عن تجربتك كمشرف على المحتوى الدرامى لمسلسل الكارتون «نورة»؟
العمل بالنسبة لى تجربة مختلفة حيث إننى أعمل مع المجلس القومى للمرأة وهو من إنتاج المجلس بالتعاون مع الشركة المتحدة وعدة جهات أخرى كرعاة للبرنامج، فالعمل هو مشروع منفذ بالفعل يحمل نفس الاسم  وهو موجه خصيصا لتوعية الفتيات فى كافة محافظات مصر.
ويعتبر أهم ما فى هذا المشروع أنه يعالج مشكلات الفتيات ويناقش طريقة تفكيرهن.. ويعتبر هذا أول عمل مقدم لهذه السن خاصة مرحلة المراهقة والبحث عن الذات.. ويؤكد على دور كل فرد فى الأسرة فى هذا، لذلك هو مسلسل موجه للأسرة المصرية بشكل عام، وقد تعرض المسلسل للعديد من القضايا من بينها المشكلات التى قد تنتج عن السوشيال ميديا وكذلك تصحيح المفاهيم حول بعض الأمراض مثل مرض البهاق واللوكيميا وأزمات التنمر فى هذه السن ، ومشكلات عدم التواصل بين الأهل، والمشكلات التى قد تنتج من الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا.


المتابع لأعمالك يجد أنها كلها ترتكز على هذه القضايا كونك حريصة على أن تكون أعمالك معايشة ومعاصرة للأحداث الجارية ، مثل قصة «قنال لا تعرف المحال» أو قصة «حياة وكريمة»؟
بالفعل كثيرا ما أشعر أنه  لابد أن يكون هناك دور توثيقى للمنجزات التى يقوم بها المصريون، فعلى سبيل المثال قصة «قنال لا تعرف المحال» تناولت حادثة جنوح سفينة الحاويات «إيفرجيفن» وهى حادثة لابد من تسليط الضوء عليها وتوثيق دور المصريين فى حل هذه الأزمة ولذلك أردت توصيلها بشكل مبسط للأطفال عن طريق قصة معتمدة على معلومات موثقة ولكن ببعد إنسانى.


حصلت كتاباتك علي اهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، حدثينا عن لقائك معه؟
بالفعل شرفُت بمقابلة السيد الرئيس، وأشرف أن أكون أول كاتبة للأطفال يتم استدعاؤها لمناقشة وطرح أفكار جديدة لتقديمها للطفل، جاء ذلك بعد حديثى فى أحد البرامج عن مشروعات قصصى التى نفذتها فيما قبل، وقد لمست خلال اللقاء أن الرئيس السيسى مهتم بشكل كبير بالطفل وتنميته، لذلك ما أسفر عنه هذا اللقاء أننى شرفت بأن أكون سفيرة لمبادرة «حياة كريمة» لشئون الطفل وأعد بهذا كاتبة الأطفال الوحيدة التى شرفت بهذه المكانة، وعليه ذهبت لعدة قرى بهدف لقاء الأطفال من بينها:«الأبعدية وكوم البركة فى البحيرة وقرية سدس الأمراء فى بنى سويف وقرية نهطاى فى الغربية  والظواهرية فى الشرقية »، وأقوم بتجارب حكى مباشرة معهم وأصنع قصصا مرتبطة بالمكان وتوزع كلها على الأطفال مجانا.


نلاحظ دائما أن اختيارات أسماء قصصك تحمل رمزية كبيرة اتجاه فكرة القصة مثل مجموعة قصص صلاح وأمنية، فما تعليقك؟
هذه المجموعة أيضا لها مكانة خاصة لى حيث إن المعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة تواصل معى لتقديم أهداف التنمية المستدامة الـ 17 عن طريق قصص للأطفال، وأن يتفاعل معها الطفل أيضا من خلال أنشطة يستطيع ممارستها عن طريق 17 قصة، والأطفال تجاوبت جدا مع الأفكار والأنشطة، ولاحظنا تأثيرها على سلوك الأطفال، أما التسمية هى دائما تأتى من واقع الفكرة بين الأمنية فى حياة أفضل وأهداف الإصلاح التى نسعى إليها. 


ليس غريبا أن تتوج أعمالك بجوائز عدة ، لكن أريد أن أعرف واقعها عليك؟
أنا أكتب للطفل أولا ولكن أن يقدر العمل بجائزة هذا شئ يشرفنى ، وأشرف بدعوتى للمشاركة فى مهرجانات ولقاءات دولية، ولكننى أيضا حريصة على زيارة  المدارس فى مصر والخارج  بخلاف القرى ، لأنها  إضافة كبيرة لى كونها مخزونا كبيرا لمعرفة ما يشغل الأطفال ، لأننى أرى رد فعل الأطفال مباشرة، وهذه الجائزة الأكبر بالنسبة لى.


معنى هذا أن  تفاعلك مع الأطفال من الممكن ان يصنع فكرة قصة أو يغيّر مسارها؟
نعم بالفعل حدث ذلك كثيرا بناء عن تفاعل الأطفال مع أثناء الحكى هذا يجعلنى أحيانا أغيّر فى تسلسل الأحداث أو النهاية.
وهناك أيضا كثير من القصص كتبتها نتيجة مشاهدتى للأطفال وملاحظتى لمشكلات يحكونها لى.


وماذا عن طفولتك كونك بنت أسرة  تضم مبدعين لاشك أن كان هناك تأثير على طفولتك؟
النشأة الأولى مهمة جدا ، ولها تأثير كبير فى بناء الشخصية ، ولعل معيشتى أول 5 سنوات فى بيت جدتى كان لها بليغ الأثر لأنها كانت حكاءة من الدرجة الأولى وتأثرت بها كثيرا ، وتأثرى بوالدىّ  من حيث حب القراءة كضلع أساسى من أضلاع البيت ، ومع ذلك  كنت أريد دائما إثبات ذاتى بعيدا عن نجاحات والدىّ ، واعتمدت على نفسى ، ومجال الكتابة لا وساطة فيه لأن الجمهور هو المحكم ، وقد تطرقت لزاوية تختلف عنهما فلم أفكر أبدًا أن أحيد عن مجالى وأن أكتب مثلا دراما تليفزيونية بل بالعكس ، أنا أعتبر نفسى أمارس هوايتى المفضلة التى أستمتع بممارستها .


وأخيرا نريد أن  نعرف  أحدث مشروعاتك التى تعملين عليها حاليا؟
صدر لى مؤخرا بآخر دورة من معرض الكتاب  قصة «المزرعة الصينية» وهى مغامرة مدهشة ومعركة مهمة كان لها تأثير كبير فى مسار حرب أكتوبر وقصة المزرعة الصينية هدفها أن تزرع زهور الأمل والانتماء فى نفوس الأطفال على مر الأجيال.