20-4-2024 | 13:22
موسي صبري
بين أهداف علمية وتربوية ودينية وأخلاقية ووطنية، وكذلك عاطفية وترفيهية، تعددت الموضوعات التى تناقشها مسلسلات الكارتون، التى تقدم للأطفال، فيجد فيها الطفل ما يشبع رغباته، خاصة أنها من أحب الفنون التى تستطيع أن تجذبه، بما تحويه من عناصر الإثارة والتشويق والخيال والألوان المبهرة، فزادت نسبة مشاهدتها من قبل الأطفال، وأصبحت بمثابة وعاء يستطيع من خلاله القائمون عليها تقديم المحتوى المراد تقديمه عبر هذه الوسيلة، فتزايدت نسبة المشاهدة لهذه النوعية من المسلسلات الخاصة بقضايا الأسرة والطفل، وساهم ظهورها وما تقدمه فى المطالبة بالمزيد منها فى الأعوام المقبلة، ينطبق هذا على عدد متميز من أعمال الأطفال التى بدأت تظهر على الشاشة مؤخراً كـ «يحيي وكنوز» و«نورة» وغيرهم .
«الكواكب» فتحت هذا الملف فى هذا التحقيق مع المتخصصين والمبدعين للحديث عن هذه النوعية الناجحة من أعمال الأطفال.
تقول الفنانة لبنى ونس إحدى بطلات مسلسل «نورة»: مسلسل (نورة) ممتع جداً للأطفال، وتستهوينى هذه النوعية من المسلسلات الخاصة بالأطفال رغم صعوبة تجسيدها فى الأداء الحركى والانفعالات، لكن كله يهون من أجل أطفالنا، والحمد لله أن المسلسل حقق نجاحاً كبيراً فى رمضان الماضى؛ لأنه يرصد مشاكل التربية التى تواجه الآباء والأمهات مع أبنائهم، وكيفية التنشئة الصحيحة، وتحديد أفكارهم وأحلامهم.
وتضيف: المسلسل يوجه رسالة هادفة ومهمة من خلال الطفلة (نورة)، التى تبحث عن أهدافها، وتحقيق حلمها، ويساعدها والدها فى ذلك، وفى التغلب على الخوف والفشل، فهذه الأعمال تحقق نسبة مشاهدة عالية للأطفال والكبار معاً؛ لأن الآباء والأمهات يتعلمون منها كيف يربون أبناءهم.
وتقول الفنانة مروة عبدالمنعم: سبق أن قدمت العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية للأطفال منذ سنوات عديدة، وأهمها مسرحية (ربانزول)، التى أتمنى عرضها فى مسلسل تليفزيونى؛ لأنها حققت مشاهدة عالية فى المسرح أثناء عرضها؛ لأنها تهتم بقضايا الطفل وتوعية النشء.
وتضيف مروة: أتمنى أن يهتم المنتجون فى الفترة القريبة المقبلة بتقديم المزيد من أعمال الأطفال، التى تهتم بقضايا الأسرة والطفل، ودور الأم والأب تجاه الطفل، فالدراما التليفزيونية حالياً أفضل معلم للأطفال، وقد بدأت أعمال الأطفال فى العودة إلي دورها بجدارة كما شاهدنا مسلسل «نورة» شهر رمضان الماضى ولكننا نحتاج إلى زيادة هذه الأعمال طوال العام.
د. صفوت العالم. أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يقول: مسلسلات الأطفال منذ ظهورها فى الإعلام تتمتع بتأثير مباشر على الأسرة المصرية، ففى كل الوسائل الإعلامية وعلى المنصات أصبحت هناك أعمال تخص الأطفال والتربية والنشء، وتهتم بقضايا الأسرة، والإعلام بدوره يساعد على ظهورها، وأطالب جميع القنوات بالاهتمام بعرض هذه الأعمال طوال العام وليس فقط فى شهر رمضان خاصة بعد أن عدنا لتقديم العديد من أعمال الأطفال الناجحة ك «يحيي وكنوز».
ويقول المخرج عامر صلاح مخرج مسلسل « نورة»: كان لديّ تحدٍ كبير فى إخراج هذا المسلسل، حيث أردنا توصيل رسالة هادفة من خلاله للأباء والأمهات وكذلك الأطفال، والحمد الله نجحنا في هذا حيث تابعه الجميع وتفاعلوا معه.
ويضيف صلاح: طرح المسلسل بعض القضايا الخاصة بالأسرة، كما حثَّ العمل على ربط الطفل بالهوية المصرية معاً، وكانت الصورة مبهرة، خاصة صناعة الأنيميشن الذى ساعد على نجاح العمل، فكل العناصر توافرت فى تقديم هذه القضايا.
أما الناقدة ماجدة موريس، فتقول: مسلسلات الكارتون كانت منتشرة فى أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وتحظى بشعبية كبيرة مع الأطفال؛ لأنها تخاطب وجدانهم وتثير مشاعرهم وتلفت انتباهم، ورغم قلتها فى السنوات الماضية إلا أنه يوجد اتجاه نحو تقديم الأكثر مع تواجد منصات مختلفة، وتعدد القنوات الفضائية، غير أن مسلسل مثل «يحيى وكنوز» استمر فترة طويلة محافظاً على جماهيريته مع الأطفال.
وتضيف: لابد من اهتمام الفنانين بتقديم مسلسلات الكارتون أكثر من ذلك؛ لأنها تهم الطفل، فالفنان يبنى جماهيريته مع الأطفال أولاً، ويقوم بدور فعال مع المجتمع من ناحية مساعدة الأم والأب فى التنشئة، وتعديل سلوك الطفل وشعوره الجميل نحو الأسرة.
أما الناقد طارق الشناوى فيقول: مسلسلات الكارتون تمثل أهمية كبيرة لكل بيت مصرى وعربى، من ناحية اهتمام الأطفال بنوعية الدراما التى تجذبهم منذ الوهلة الأولى فى الأسلوب البسيط، الذى تقدم به هذه المسلسلات، كما أن هذه المسلسلات تساعد الأطفال فى تنمية الحواس والذهن والفكر، كما تساعد الأمهات فى البيوت على انشغال أطفالهن بمَشاهدة المفيد ؛ وبخاصة بسبب اهتمامهن بالتزاماتهن المنزلية طوال شهر رمضان.
ويضيف الشناوى: أعتقد أن مسلسل (يحيى وكنوز) هو امتداد لكل المسلسلات التى قُدّمت فى السنوات الماضية، وتحظى بنسبة مشاهدة عالية، فالنجوم الكبار قدموا مسلسلات كارتون مثل تامر حسنى وأحمد حلمى وغيرهما؛ لأن لتلك المسلسلات شعبية كبيرة عند الأطفال، فهى تعمل على تحسين السلوك عند الأطفال، خاصة أنها تحتوى على موضوعات هادفة تربط الطفل بالأسرة باستمرار.