الإثنين 25 نوفمبر 2024

مدينة الفنون والثقافة.. منارة بالعاصمة الإدارية

مدينة الفنون والثقافة

29-6-2024 | 14:54

عمرو محي الدين
تعد مدينة الفنون والثقافة فى العاصمة الإدارية الجديدة هى إحدى المشروعات القومية العملاقة التى ترسخ قيمة الفن ودوره المحورى فى بناء الإنسان حيث أنشئت لتكون منارة ثقافية وتنويرية ومنبرا إبداعيا بطراز عالمى على أرض مصر. تضم المدينة عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها. وقد نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، سلسلة من الفيديوهات عبر منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت لقاءات من داخل مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، لرصد أحدث التطورات بالمدينة والوقوف على الخدمات الفنية والثقافية التي يتم تجهيزها على قدم وساق للزائرين المصريين والأجانب. وقد كشف مدير متحف عواصم مصر بمدينة الفنون والثقافة من خلال هذه الفيديوهات أن المتحف يروي تاريخ العواصم المصرية عبر العصور المختلفة؛ حيث يتكون من قاعة رئيسة تُعرض فيها آثار لعدد من عواصم مصر القديمة والحديثة، من ضمنها “منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، القاهرة الخديوية”، بالإضافة إلى عرض مجموعة من المقتنيات المختلفة التي تمثل أنماط الحياة في كل حقبة تاريخية خاصة بكل عاصمة على حدة مثل أدوات الزينة، وأدوات الحرب والقتال، ونظام الحكم والمكاتبات المختلفة. وكل جناح داخل المتحف يحمل اسم عاصمة سنجد بداخله آثار تمثل هذه العاصمة، بالإضافة إلى مجسمات تشير إلى طبيعة العمارة السكنية والمباني الدينية بها وأشهر معالمها، لتضيف لمسة إبداعية جديدة، تجذب الزائرين. كما كشف مسؤول دار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة داخل العاصمة الإدارية، عن تشييدها بلمسات جمالية مبهرة، وهي الأكبر في الشرق الأوسط وتضم قاعة سعتها 3500 مقعد أي 3 أضعاف المسرح الكبير لدار الأوبرا الموجودة بوسط القاهرة والتي لا تتسع إلا لـ 850 كرسيًّا، كما أنها تتميز بوجود أحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية. أما عن مكتبة العاصمة الإدارية، فقد أشارت الفيديوهات إلى أن المكتبة تستخدم الإضاءة الطبيعية بدلًا من الاعتماد كليًّا على الكهرباء، وتضم صالونًا ثقافيًّا لاستضافة الندوات والفعاليات الأدبية المختلفة، بالإضافة إلى النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر، الذي كتبه الفرنسيون أثناء فترة الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. هذا بجانب وجود 70 ألف عنوان كتاب مطبوع داخل المكتبة، كما تضم مكتبة للطفل ملحقة بمنطقة ألعاب ترفيهية للصغار، بالإضافة إلى أنها توفر عضويات مجانية وأخرى مدفوعة وفق خدمات معينة، لا سيما أنها مزودة بخدمات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وبأحدث الأجهزة الكاتمة للصوت لتوفير الراحة والهدوء لروادها. وتشمل المكتبة 8 قاعات رئيسة تحمل أسماء أهم الكتّاب والشخصيات المصرية، مثل: ثروت عكاشة، وطه حسين، وأحمد شوقي، ونجيب محفوظ، وأحمد زويل، وعباس العقاد، وهدى شعراوي، ويونان لبيب رزق. استعادة دور مصر الريادى قالت الدكتورة رانيا يحيى عميد المعهد العالى للنقد الفنى: مدينة الفنون صرح ثقافى وفنى عظيم جدا وكل ما يقام فى العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة كالعلمين والجلالة يعد نهضة عمرانية كبيرة جدا، ونحن الآن فى مرحلة “بناء الإنسان” كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، فبناء الإنسان هو بناء وعى وفهم وإدراك وذوق، وستكون مدينة الفنون مَعلمًا من المعالم الهامة التى يمكن أن نروّج للسياحة من خلالها بكل أشكال الفنون المختلفة، ونستطيع أن تكون هناك مسابقات ومهرجانات عالمية مثل كبرى المهرجانات فى العالم. إضافة للشكل الحضارى المصرى قال د.مصطفى جرانة العميد السابق لمعهد الكونسرفتوار: أرى أن مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية شكل غير تقليدى بها جزء للسينما وجزء لفنون النحت وجزء للدراسة الموسيقية ومسارح صغيرة غير المسرح الكبير، ومتحف ومكتبة، فقد نجحت فى تجميع عناصر فنية عديدة، فالمتحف قيمة حضارية كبيرة والمكتبة قيمة ثقافية هامة جدا وكذلك الدورات التدريبية التى سيتم الحصول عليها هناك فى الفنون الموسيقية وغيرها متنوعة، بالإضافة إلى الشكل الجميل الذى أسست به، فهى إضافة للشكل الحضارى المصرى. فنون تشكيلية قال الفنان التشكيلى محمد عبد الناصر: نُحيى القيادة السياسية اهتمامها بإنشاء مدينة للفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة لأنها ستشكل طفرة كبيرة فى مسيرة الفنون بشكل عام بما تحتويه من قاعات ومسارح تستطيع أن تستقبل جميع محبى الفنون. تكرس معنى الانتماء قال الفنان التشكيلى والعازف والروائى حسين نوح: لقد أهملنا الثقافة والتنوير لفترات طويلة قبل تولي الرئيس السيسى على اعتبار أنها لم تكن من الأولويات، إلى أن اختلف الأمر مع توليه وبدأ الاهتمام ببناء الإنسان المصرى ومن هنا شهدنا تطور كبير في كافة المجالات الفنية والثقافية ومن هنا جاءت هذه المدينة بما تحويه من استعدادات كبيرة لتقديم كافة أنواع الفنون وإرضاء الأذواق بما يساعد على تنمية روح الانتماء والولاء لدى أبناءنا.