الأحد 7 يوليو 2024

الجمهور والنقاد: الإنتاج الضخم.. كلمة السر فى أفلام العيد

فيلم عصابة الماكس

4-7-2024 | 14:00

موسى صبري
شهد موسم عيد الأضحى المنقضى، ازدحاماً كبيراً فى السينمات ودور العرض وإقبالاً جماهيرياً واسعاً على أفلام العيد التى ينتظرها الجمهور بشغف، ثقةً منه أن صُنَّاعها يختارون هذا الموسم لتقديم أفضل ما لديهم، فيما يعتبر الكثيرون أن السينما من أهم الفسح والأماكن المفضلة لقضاء أيام العيد. فى هذا الموسم كان نصيب الأسد من حظ فيلم «ولاد رزق 3»، الذى حقق إيرادات تخطت 200 مليون جنيه أثناء عرضه فى موسم العيد، ويأتى فى المرتبة الثانية من ناحية الإيرادات فيلم «اللعب مع العيال»، الذى تجاوزت إيراداته 30 مليون جنيه، بينما حقق فيلما «أهل الكهف» لخالد النبوى و«عصابة الماكس» لأحمد فهمى إيرادات متفوقة. «الكواكب» فى السطور التالية قامت بجولة للوقوف على آراء بعض النقاد والجمهور أيضاً.. وكيف يُقيِّمون أفلام هذا الموسم من وجهة نظرهم. فى البداية يقول الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى: فى الحقيقة أن فيلم (ولاد رزق 3) اكتسح الإيرادات فى موسم عيد الأضحى وحصد المركز الأول، وهذا أمر متوقع لأن المخرج طارق العريان قارئ جيد للسوق السينمائية، وفاهم الجمهور المصرى بصفة خاصة والجمهور العربى بصفة عامة، فقدم فى فيلمه مزيجاً من الأكشن والكوميديا الخفيفة الممزوجة بالأحداث المثيرة، والقصة المشوقة والحبكة الدرامية المصنوعة بحرفية، وهذه التوليفة هى ما نجدها فى الغالبية العظمى لأفلام طارق العريان، والتى تناسب أجواء العيد، هذا بخلاف أن الفيلم مدعم بإنتاج سخى جداً، وهذه الإمكانيات ساهمت بشكل أو بأخر فى نجاح الفيلم وخروجه بصورة وتقنيات احترافية عالية جداً ومتكلفة جداً جدا، وقد يرى البعض أن الإمكانيات المادية لا تخلق إبداعاً، وقد يكون هذا صحيحاً، ولكنها فى الوقت نفسه تخلق مناخاً صحياً لتحقيق الإبداع وتجسيد الخيال، خاصة فى نوعية أفلام الأكشن. ويضيف الشناوى: فيلم (ولاد رزق 3).. فيلم تجارى مصنوع بحرفية شديدة، كما أن توظيف النجوم فيه، كل فى دوره جاء بشكل جيد، خاصة فى حالة الصراع بين الشقيقين أو النجمين أحمد عز وعمرو يوسف، جاء فى صالح الفيلم، كما جاء فى صالح كل منهما، والإمكانيات المادية سمحت بوجود نجوم آخرين أجادوا فى أدوارهم مثل آسر ياسين وأحمد فهمى، فضلاً عن وجود نجم بحجم كريم عبدالعزيز، حتى لو ظهر كضيف شرف، وأرى أن هذا الجزء من مجموعة أفلام (ولاد رزق) الثلاثة هو أفضلها وأنجحها. ويستكمل الناقد الكبير حديثه عن فيلم آخر من أفلام العيد ويقول: أجاد الفنان محمد إمام فى فيلمه الجديد (اللعب مع العيال)، وهناك تطور ملحوظ فى أدائه ونضجه الفنى، والفنان أحمد فهمى أيضاً فى فيلم (عصابة الماكس)، فهو فنان جدير بالثقة، وقارئ جيد للجمهور، وفنان جيد على مستوى الكتابة أيضاً، وعلى عكس المتوقع وجدنا فيلم (أهل الكهف) لخالد النبوى.. على مستوى غير متوقع، رغم أنه يضم أبطالاً وممثلين كانوا قادرين على إحداث الفارق. بينما تقول الناقدة الفنية الكبيرة ماجدة موريس: تابعت فيلم (أهل الكهف)، فهو فيلم به كل العناصر الفنية المتكاملة من تصوير وأداء تمثيلى وإخراج ومونتاج مبهر، وكنت أتمنى أن يعرض خارج موسم عيد الأضحى لأنه يناسب أكثر موسم الصيف أو الشتاء وليس موسم أعياد. وتضيف: هو عبارة عن نص أدبى لتوفيق الحكيم، ويحاكى الإنسان منذ قديم الأزل، ويقدم رسالة أن الإنسان هو الإنسان فى مختلف الأزمنة وأن أمور حياته لم تتغير كثيراً حول معيشته وأسلوب تفكيره، وأعجبنى أيضاً شكل الملابس والديكور بالفيلم. ويقول الناقد السينمائى عصام زكريا: عنصر الإنتاج فى فيلم (ولاد رزق 3) ساهم بشكل كبير فى عملية الإبداع كأحد العناصر المهمة فى الفيلم، وساهم بظهور الفيلم بشكل جيد، فهو عمل مدروس من جميع النواحى الإنتاجية والإخراجية وحتى على مستوى الكتابة، فالجميع ابدع فى الحقيقة، لكن يظل الاعتراف انه لولا عامل الإنتاج ما كان ليظهر بهذا الشكل وهذا المستوى، وقد أصبح لأفلام الاكشن دور بارز ومهم بالنسبة للجمهور، وكلما تطورت فى أساليب عرضها تقنياً وإنتاجياً وإخراجياً وصارت أكثر روعة، وجدت إقبالاً مضاعفاً من الجمهور عليها، ومن ثم أصبحت ذات ترتيب عالٍ يتصدر أولويات المشاهدة، وكذلك الإيرادات بالطبع. وإذا كانت السطور السابقة قد أوضحت لنا آراء بعض النقاد والمتخصصين فى تقييم صناعة السينما وتحديداً أفلام موسم عيد الأضحى الماضى، فإننا ننتقل عبر السطور التالية للتعرف على آراء الجمهور الذين هم بالضرورة المعنيون الأوائل بتلقى المنتج السينمائى الذى نتحدث عنه، ونبحث حول الآراء بصدده. يقول هانى محمد أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس: فى الحقيقة تابعت فيلم (ولاد رزق 3)، وهو فيلم فى مضمونه جيد الصنع، ويحمل قصةً وأداءً تمثيلياً رائعاً، ولكنى أتحفظ على بعض الأجزاء وبعض المفردات فى حواره، والتى كانت متواجدة أيضاً بالجزأين الأول والثانى. ويضيف: كان وجود آسر ياسين فى الفيلم إضافة كبيرة، وكذلك الإمكانيات المادية الضخمة فى الإنتاج، التى ساهمت بشكل أو بآخر فى ظهور الفيلم بشكل أفضل. ويقول المحاسب نائل مدكور: شاهدت فيلم (اللعب مع العيال)، من بطولة محمد إمام، وأنا من أشد المعجبين به، فهو ممثل رائع وكوميديان هايل، وأعجبتنى شخصيته فى الفيلم والدور الذى يلعبه، وفكرة العمل وكيف يمكن أن يحكى التاريخ بالفن، وأشيد بمخرج العمل المخرج الكبير شريف عرفة، وبتصوير البيئة الصحراوية بهذا الشكل، الذى جعلنا نتطلع على نمط مختلف من الحياة فى الصحراء من خلال مدرس التاريخ الذى قدم دوره محمد إمام. وتقول نانسى رزق.. ربة منزل: شاهدت فيلم (أهل الكهف) لأننى أعشق الفنان خالد النبوى، والفيلم قصته رائعة وتحمل رسالة مهمة، والشخصيات مثل محمد ممدوح وغادة عادل ومحمد فراج كانت جميلة، أبدعوا فى أدورهم جداً، فهو فيلم مختلف، ويحمل إبداعاً كبيراً ومتعة فنية بطعم خاص جداً، مما جعلنى أستمتع بالفيلم وأبطاله.