الجمعة 19 يوليو 2024

لبلبة: تحديت نفسي فى «عصابة الماكس»

لبلبة

19-7-2024 | 14:25

ولاء جمال
على الرغم من تاريخها الفنى الكبير، ووقوفها أمام أكبر القامات الفنية، إلا أن الفنانة لبلبة استطاعت كالعادة تغيير جلدها، فنجحت فى تقديم دور مختلف من خلال فيلم «عصابة الماكس» مع مجموعة من فنانى الجيل الجديد، لراقصة معتزلة ذات طلة مبهجة داخل الأحداث، لكها تخفى سراً وألماً نفسياً داخلياً لا يبدو على مظهرها، لتقدم لنا بمشاعرها الثرية وجبة منوعة من التراجيدى والكوميدى والاستعراضى.. ولمَ لا؟ وهى المتنوعة التى ملأتها السنوات ثراءً يغترف منه الشباب الآن. عن تجربتها مع «عصابة الماكس»، وكيف كانت الأجواء فى الكواليس، والتحديات التى واجهتهم أثناء التصوير، وسبب رفضها العمل فى البداية ثم الموافقة عليه، وغيرها من التفاصيل كان لنا هذا اللقاء مع النجمة الكبيرة لبلبة. فى البداية.. كيف كان انطباعكِ الأول عندما قرأتِ سيناريو فيلم «عصابة الماكس»؟ فى البداية بعد قراءة السيناريو أًعجبت به جداً ولم أعترض عليه، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنى اعتذرت عن عدم المشاركة بالفيلم، فقد وجدت أنه سيكون فيلماً متعباً جداً؛ بسبب كثرة السفر خلال التصوير، خاصة أن التصوير به كان فى أربعة بلاد، فهذا بالنسبة لى أمر متعب وشاق جداً، بالإضافة إلى أنى مرتبطة بتصوير فيلم آخر مع النجمين محمد هنيدى ومنى زكى، ووجدت أن هناك صعوبة فى الجمع بينهما فى وقت واحد، فآثرت الاعتذار بكل أسف على الرغم من أنى كنت معجبة بالسيناريو، وأبلغت صنّاع العمل بالأسباب التى تمنعنى عن المشاركة به. وكيف كانت نقطة التحول والعدول عن قرار الاعتذار؟ تلقيت اتصالاً من بطل الفيلم أحمد فهمى، الذى تحدث معى نحو ساعة ونصف الساعة، بما لديه من أسلوب رائع فى كلامه، فهو يملك القدرة على الإقناع، وأنا أحبه لأنه متجدد ويقدم أدواراً مختلفة، ومن هنا كانت الموافقة وبدأنا العمل. ما تفاصيل المكالمة بينكما وكيف أقنعكِ بالمشاركة بالفيلم؟ فى البداية سألنى عن رأيى فى السيناريو والدور، فأكدت له أنى معجبة بهما، وشرحت له أسبابى الحقيقية للاعتذار، لكنه ظل يقنعنى واستطاع أن يتسلل إليّ من خلال إنسانية الدور، خاصة أن الشخصة لأم تذهب إلى دار المسنين، بعد أن خذلتها ابنتها وفضّلت زوجها عليها، فلجأت الأم إلى هذه الدار بكامل إرادتها وبأموالها الخاصة. هل كنتِ تعرفين أحمد فهمى قبل هذا الفيلم؟ لم تكن بيننا معرفة مسبقة، سوى أنى رأيته مرة فى أحد المهرجانات دون أن نتحدث، ثم كانت المرة الثانية فى الشركة المنتجة حين عرضوا عليّ السيناريو فى حضوره. بعيداً عن كلام فهمى.. ما أكثر ما جذبكِ للدور؟ أنا أحب شغلى جداً، وأعشق السينما، وأحب أن أتحدى نفسى عندما يكون الدور مختلفاً، وهذا الدور أنا لم أقدمه من قبل، هذا من حيث المضمون، أما من حيث الشكل، فهى سيدة ترتدى ملابس من الريش وألواناً زاهية وكثيرة، حتى إن مدير دار المسنين يقول لها يا فنانتنا يا عظيمة، وهنا لا أنسى الإستايلست منى التونسى، فهى موهوبة وشاطرة جداً، واستطاعت توفير الملابس الخاصة بالشخصية بشكل فى منتهى الروعة، وبشكل غير متناسق مع بعضها، الشال له لون، والجزمة بلون ثانٍ والحلق بشكل مميز، حتى الباروكة خاصة بالسيدة التى اعتزلت الرقص. هل كانت لكِ تدخلات فى اختيار الملابس أو طريقة تقديم الدور بشكل عام؟ أنا بطبعى شخصية مطيعة جداً فى عملى، وألتزم بكل شىء، فما دمت موافقة على العمل أحترم المخرج فى كل صغيرة وكبيرة، لا فرق فى ذلك عندى بين مخرج كبير أو صغير، بل أحترم الجميع وأنفذ توجيهات المخرج ولا أخالفها، فلا أتدخل فى عمل أحد سواء المخرج أو مصمم الملابس أو غيرهما، ولى تجربة سابقة فى فيلم «جنة الشياطين» مع الفنان محمود حميدة والمخرج أسامة فوزى، وكان فى بداية مشواره الإخراجى، حيث كان ثانى فيلم له، ولم أقل يوماً إنه مخرج جديد أو أعترض على شىء من توجيهاته، بل التزمت بكل ما قاله بشكل تام، وكنا نستيقظ جميعاً الساعة الثالثة فجراً من أجل مباشرة عملنا. كيف كانت كواليس «عصابة الماكس» وعلاقتك بأبطاله خاصة أن معظمهم من الشباب؟ طول عمرى أعمل مع شباب، وفى هذا الفيلم كان بيننا كم كبير من الحب، وكنت أقول لهم «إحنا طالعين رحلة يا جماعة ننبسط.. ونمثل»، فقد كانت الكواليس فى منتهى الروعة والضحك، على الرغم من الصعوبات التى واجهتنا فى التصوير سواء ونحن داخل الأتوبيس، وفى الصحراء فى طريق الفيوم الكيلو87، والكرفانات فى مكان آخر، هذا غير الإسكندرية وسهل حشيش، فما بين مكان وآخر مئات الكيلو مترات . تم تصوير الفيلم فى أماكن كثيرة وهو ما استدعى كثيراً من الرحلات والسفريات.. كيف تعاملتِ مع كل هذه الصعوبات فى الصحراء والحر الشديد والتنقل مسافات طويلة؟ أنا سيدة رياضية، ثم أننى أقوى نفسى بنفسى، كما أننى غير مدللة فى الشغل، فلا أعترض على سيارة لا تعجبنى أو كرسى غير نظيف، فأنا لا أعرف أن أقول هذه الأشياء، لأنى ممثلة محترفة، أعطى العمل حقه، ومن أول دقيقة قلت للجميع إن الفيلم صعب ولابد أن نتجاوز أى عقبة تقابلنا، فكنا نستيقظ مبكراً ونواصل العمل لمدة تصل إلى 22 ساعة فى اليوم، كما أننا كنا نشاهد فى الصحراء الثعابين والثعالب، لكننا كنا كفريق كرة ولابد أن يلعب الجميع جيداً حتى نستطيع تحقيق الانتصار والنجاح، واتفقنا على ذلك وأصبح الفريق كله على قلب رجل واحد. وكيف كانت علاقتك فى الكواليس مع الطفل الصغير وسط كل هذا؟ كان يحبنى جداً، وفى أحد الأيام جاء لى فوجدنى، فأعطيته شيكولاتة، فأصبح يأتى لى كل يوم ولا يسألنى عنها، بل يقول لى: «إزيك.. أنا جاى عشان أبوسك، وأقولك صباح الخير»، فأعطى له الشيكولاتة، وأصبحت هذه عادتنا اليومية. حدثينا عن أهم ما اكتشفتِه فى هؤلاء الشباب؟ أحببتهم كلهم، ووجدت العمل معهم ممتعاً جداً، وجدت أوس أوس «شربات الشرباتات»، وكنت فى الكواليس أسأله القطة بتعمل إزاى فيبدأ بتقليدها. أما حاتم صلاح فهو ممثل موهوب جداً، على الرغم من أنه بدأ حياته مساعد مخرج فى «صاحب السعادة»، أما روبى فكنت أرى فى عينيها الحب والسعادة أثناء العمل، وكانت تؤكد لى ذلك وتقول لى إنها سعيدة بالعمل معى ومشاهدتى وتعلمها من أدائى، خاصة أنى كنت ألبس الشخصية بمعنى أننى كنت أحياناً أشعر خارج التصوير بأننى «نجوى» وأتكلم بطريقتها. بوجه عام.. هل تجدين معاناة فى العمل مع الشباب أم لا؟ طوال عمرى أعمل مع الشباب، ولا أجد أى مشكلة فى ذلك، ففى فيلم «جنة الشياطين» كان معى 5 وجوه جديدة من الشباب، هم صفوة وكارولين خليل وسرى النجار وصلاح فهمى، وفى فيلم «فرحان ملازم آدم» كانت ياسمين عبدالعزير وفتحى عبد الوهاب وجهين شابين فى بداياتهما.. وكذلك فى فيلم «النعامة والطاوس»، الذى كان أول فيلم لبسمة وكانت وجهاً جديداً، بمشاركة مصطفى شعبان. كيف كان استعدادك للمشهد التراجيدى وسردك لحكايتك ومأساتك لهم؟ هذا المشهد أنا أحسسته جداً، فكيف يمكن تصور أن ابنتى الوحيدة التى تعبت من أجلها حتى أربيها وأعلمها وتتخرج فى الجامعة، بل إنى اعتزلت الرقص من أجلها حتى لا يعايرها أحد بأمها الراقصة، ثم بعد ذلك تحب شاباً وتتزوجه وتفضله على أمها، فالموضوع أنى انضممت إلى العصابة بإرادتى لأشعر - حتى ولو بالكذب - أن لى عائلة، فالدور إنسانى وعميق وليس سطحياً، وهى لم تكن تريد أن تحكى معاناتها للعصابة، ولكن عندما تقربوا من بعض جداً بدأت تحكى لهم الحكاية وتستعيد ذكرياتها الأليمة. ظهرتِ بالفيلم بوزن زائد إلى حد ما وهو على عكس الواقع أمامى.. هل كان ذلك مكياجاً من متطلبات الدور.. أم انكِ بالفعل اكتسبتِ وزناً زائداً ثم تخلصتِ منه بعد الفيلم؟ بالفعل كنت أظهر أحياناً بوزن زائد؛ لأننى كنت أرتدى الفستان والشال والإيشارب، وفوق كل ذلك العباءة القطيفة، لذلك ظهرت سمينة قليلاً، لكننى فى الحقيقة غير ذلك.