22-8-2024 | 13:58
خالد فراد
قبل نحو 15 عاما من الآن قررنا فى مجلتنا العريقة “الكواكب” عمل موضوع عن الفنانة الراحلة ناهد شريف فى ذكراها .
وأذكر جيدا أننى قمت بالاتصال بالفنان الكبير الراحل كمال الشناوى ليحدثنا عن فترة زواجه منها ورغم تقدم العمر به، إلا أننى فوجئت به يتحدث عنها وكأنه عاد للخلف سنوات طويلة، حيث راح وعلى الرغم من أن زواجه منها كان فى حقبة الستينيات من القرن الماضى ولم يستمر طويلا على خلاف بقية زيجاته الأخرى وجدته يتحدث عنها بشكل رائع ويصفها كما قال بالإنسانة الجميلة والفنانة المميزة التى اختلفت عن كل الفنانات الأخريات سواء من فنانات جيلها أو الأجيال الأخرى.
وقد قادنى هذا للاسترسال معه فى بقية زيجاته الأخرى ابتداء بأولى زوجاته السيدة عفاف شاكر شقيقة الفنانة الكبيرة الراحلة شادية ومرورا بالممثلة هاجر حمدى التى أحبها بجنون ووقع الانفصال بينهما أكثر من مرة والسيدة زيزى الدجوى أم ابنه علاء..وانتهاء بالسيدة السورية سمر آخر زوجاته.
فقد وجدته وكما عاهدناه على الشاشة يتحدث بشكل أكثر من رائع عنهن جميعا فقد لفت نظرى بشدة حينما سألته عن الأسباب التى أدت لوقوع الانفصال بينه وبينهن تباعا بتحميل نفسه المسئولية فكان يردد أنهن جميعا سيدات فضليات ورائعات وعدم استمرار أى زيجة يتحمل هو مسئوليتها.
هكذا تحدث رحمة الله عليه برقته المعهودة فلم يكن الشكل الذى يظهر به على الشاشة خاصة فى الأفلام الرومانسية فى الثنائيات الناجحة مع جميلات السينما في الخمسينيات والستينيات تختلف كثيرا عن طبيعته فى الحياة .
حكايته مع الفاتنة كاميليا
وفى هذا الحديث تطرقت معه لقصة رفضه تقبيل الفاتنة كاميليا فى فيلم “شارع البهلوان” كما رواها مخرج الواقعية صلاح أبوسيف .
فوجدته يؤكد القصة ويقول : نعم القصة حقيقية فقد كنا نصور خلال شهر رمضان ووجدت أن هذا لايجوز فنحن نعيش فى مجتمع محافظ وأنا نشأت على الحلال والحرام كما ربانى والدى كما أننى كنت صائما .
ولكن وأمام إصرار صلاح أبوسيف اضطررت لتنفيذها بعد الإفطار ولم تكن كاميليا تعرف سبب تأخير المشهد وحينما علمت زعلت بشدة، والغريب أننى ورغم أننى قمت بأدائها وانا لست راضيا فوجئت بالنقاد يصنفون القبلة فيما بعد كواحدة من أفضل وأهم القبلات فى تاريخ السينما ولا أعرف كيف حدث هذا حتى اليوم .
هكذا كان فناننا الكبير الراحل كمال الشناوى الذى نحتفل هذه الأيام بذكرى رحيله الثالثة عشرة عن عالمنا حيث ودعناه فى يوم 22 أغسطس من عام 2011 وحتى اليوم ورغم مرور كل هذه الأعوام لم يستطع أن يملأ فراغه أحد، فكما كان أيقونة للرومانسية والأناقة بأدائه المميز في شبابه ؛ نجح فى الحفاظ على مكانته وتميزه حينما تقدم به العمر فقد استطاع أن يخطف قلوب الملايين فى كل مراحل عمره وترك بصمة لا تمحى فى تاريخ السينما .
فهو لم يكن مجرد نجم أو فنان مثل بقية الفنانين والنجوم الآخرين، بل كان كما وصفه كبار النقاد صديقاً للجمهور استطاع بأدائه الحقيقى أن يصل إلى قلوب المشاهدين، طيلة سنوات مشواره الفنى، فكما اجتذب جمهور الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى أحبه كل أبناء الأجيال التالية حتى التسعينيات والسنوات العشر الأول فى الألفية الجديدة حتى توقف عن العمل فى السنوات القليلة الأخيرة لتقدم العمر حتى ودع عالمنا .
المولد والنشأة ومحطة البداية
مالا يعرفه الكثير أن الفنان الكبير الراحل ولد فى السودان وانتقل إلى مصر وهو طفل مع عائلته، ودرس الفنون الجميلة وبدأ مشواره الفنى كممثل فى أواخر الأربعينيات، وسرعان ما لفت الأنظار نحوه بأدائه المميز المختلف .
حيث قدم مجموعة من الأدوار المتنوعة مابين الكوميديا والتراجيدى والتاريخى أيضا، مما أظهر قدرته على تجسيد الشخصيات المختلفة وحقق نجاحا كبيرا وشهرة ليصبح واحدا من أبرز نجوم السينما المصرية،وكما برز فى تجسيد الأدوار الرومانسية الجميلة فى حقبة الخمسينيات مع شادية وفاتن حمامة وماجدة وهند رستم ومريم فخر الدين ونادية لطفى والكثير من نجمات هذه الحقبة، قام بتغيير جلده فى منتصف الستينيات حيث شاهدناه فى أدوار مخالفة تماما لما اعتاده الجمهور عليه مثل دوره فى رائعة “اللص والكلاب“ ليطوّر أداءه بشكل سريع .
دنجوان ووزير
حصل الفنان الكبير الراحل على عدة ألقاب لعل من أبرزها دنجوان السينما فى خمسينيات القرن الماضى بعد سلسلة الأفلام الرومانسية الجميلة التى قام ببطولتها، ولقب بوزير السينما فى حقبتى الثمانينيات والتسعينيات بعد براعته فى تقديم شخصية الوزير فى بعض الأفلام والمسلسلات الشهيرة.
ومالا يعرفه الكثير أنه منذ ظهوره الأول عام 1948، لم يبتعد عن الظهور على الشاشة الكبيرة إلا لعام واحد فقط هو عام 1972..كما خاض الشناوى تجربة الإخراج فى فيلم “تنابلة السلطان” عام 1965..وكما لمع اسمه فى السينما خلال حقبتى الخمسينيات والستينيات اصبح أحد نجوم التليفزيون بعد تألقه فى المسلسل التليفزيونى “زينب والعرش” مع سهير رمزى حيث أبهر الجميع بأدائه تماما كما أبهر الجميع بقدرته على تغيير جلده وشخصيته من خلال مجموعة من الأفلام السينمائية الهامة والتى بدأها بفيلم “الكرنك” لتتصاعد قدراته التمثيلية فى سلسلة الأفلام التالية “العوامة 70” و”الحناكيش” و”الوحل” و”عزبة الصفيح”..وكان دوره فى فيلم “ضربة معلم” عام 1987 للمخرج عاطف الطيب، علامة فارقة فى مشواره الفنى ..ثم أطل علينا بأداء مختلف تماما فى فيلم “العجوز والبلطجى” عام 1989.
وتضاعفت شعبيته بشكل كبير بعد دوره فى الفيلم الرائع “الإرهاب والكباب” عام 1992 حيث قام بأداء الدور بإتقان شديد.
ولايمكن أن تنسى الجماهير من كبار السن والأطفال أيضا أداءه العظيم فى المسلسل الشهير “هند والدكتور نعمان” الذى حقق نجاحا فاق كافة التوقعات عند عرضه على شاشة التليفزيون قبل ثلاثين عاما من الآن ولايزال حتى اليوم يجتذب الجماهير كلما أعيد عرضه .
مواقف هامة فى حياته
وقد ظل الفنان الكبير الراحل يتذكر مجموعة من المواقف التى مر بها فى حياته .
ولعل من أبرز هذه المواقف خلافه الشهير مع الفنان الكبير الراحل أنور وجدى، حينما قام أحد الأشخاص بإيصال كلام غير حقيقى له أى للشناوى كما قال بنفسه فيما بعد يتعلق بأن أنور وجدى قال كلاما سيئا عنه.
ودون أن يتحقق قام كمال الشناوى بتوجيه انتقادات شخصية لأنور وجدى حول وزنه ومظهره وأنه أى أنور وجدى لم يعد يصلح لدور الفتى الأول بسبب الكرش الذى ظهر عليه؛ وتصاعدت الأزمة حتى التقيا مصادفة وراح أنور وجدى يحدثه عن أيام الحرمان والجوع التى مر بها فبكى كمال الشناوى واحتضنه وندم بشدة على كل كلمة قالها فى حقه .