الأحد 24 نوفمبر 2024

محمد التاجى لـ الكواكب: كل شخصية أقدمها أصدقها وأحبها وأتعايش معها

محمد التاجي

27-9-2024 | 14:38

أميمة أحمد
فنان كبير، من أهم فنانى مصر والوطن العربى، نشأ فى بيت محب للفن، وعمل مع أهم النجوم عبر أكثر من جيل، قدم أعمالاً مختلفة وأدواراً مميزة، معروف بصراحته الشديدة وحديثه التلقائى، هو الفنان القدير محمد التاجى، الذى التقته «الكواكب»، على خلفية النجاح الكبير الذى حققه فى الموسم الرمضانى لعام، 2024 من خلال عملين مميزين هما «العتاولة» و«جودر»، وقد لعب فيهما دورين مهمين، لا سيما دوره الشهير «فوزى» فى مسلسل «العتاولة»، الذى أثار جدلاً كبيراً. فى حديثنا معه تعرفنا على حكايات وأسرار صرح بها لأول مرة عن جده الفنان الكبير عبدالوارث عسر، وعن ذكرياته مع النجوم نور الشريف وفاتن حمامة وغيرهما، كذلك تعرفنا على مشاريعه وأعماله المستقبلية.. فتعالوا معنا إلى هذا الحوار الشيق. فى البداية.. إذا توقفنا عند دورك المميز والذى أثار جدلاً كبيراً فى مسلسل «العتاولة».. كيف تتحدث عن هذا الدور؟ دور «فوزى» فى مسلسل «العتاولة»، والد مى كساب وحما نجم العمل أحمد السقا، هو دور رجل متصابى يجرى وراء الفتيات الصغيرات ويحب إحداهن وهى صديقة لابنته، وكنت أتوقع أن تصدم هذه الشخصية الناس، لا سيما أنها مكتوبة ومرسومة بتفاصيل للشكل وملامح الشخصية، وحتى الملابس وأسلوب الكلام غير مألوفة عمّا قدمته من قبل، وتعكس نمطاً من الشخصيات غير المحببة فى مجتمعنا الشرقى الأصيل، ولذلك كنت متوقعاً رد الفعل الذى بلغ حد الهجوم. هل ترددت فى قبول الدور خاصة أنه مختلف عن أى عمل قدمته من قبل؟ على العكس تماماً، أولاً كنت سعيداً بالعمل ككل وبنجومه، وبالعمل مع النجم الكبير أحمد السقا، خاصة بعد فترة غياب من العمل بيننا، وقد جمعتنا أجواء جميلة أثناء التصوير، أما الشخصية فقد أحببتها وربما استفزتنى، بل وربما وافقت عليها بسبب هذا الاختلاف، فالفنان الحقيقى يجيد تقديم جميع الأدوار حتى المختلفة عنه تماماً، والتى قد لا يتوقع البعض أنه يستطيع أن يقدمها، لأنها لا تشبهه على الإطلاق وهذا هو الممثل الحقيقى، ومن البداية وافقت عليه بسبب هذا الاختلاف ولم أشعر بالخوف، والحمدلله حقق نجاحاً كبيراً جعل الجمهور يتحدث عنه حتى الآن كانت هناك بعض الانتقادات للشخصية.. كيف تابعتها؟ جميع شخصيات العمل قدمت أدواراً مختلفة عنها وجديدة على الجمهور، منها من أحبها الجمهور ومنها من كرهها، ولكن بالنسبة لدور فوزى وردود الفعل تجاهه، كنت متوقعاً لها من قبل العرض، وتابعتها بالفعل.. والمشكلة أن بعض الناس لا يفرقون بين شخصية الممثل داخل العمل وشخصيته الحقيقية، وهذا اللبس أحياناً هو ما يساء فهمه ويؤدى إلى الانتقاد للنجم، وكأنه هو الشخصية التى يلعبها، والفارق بين هذا وذلك كبير جداً، فرأيتها بالفعل والأمر مع بعض الناس وصل أنهم تدخلوا فى شئونى، ومنهم من قال إننى قمت بهذا الدور بسبب المال، وشخصية فوزى شخصية موجودة فعلاً فى المجتمع وأعرف شخصاً مشهوراً جداً يفعل أفعال فوزى وكان هو مرجعى، أما عن الانتقادات فأنا لم أفعل شيئاً مخلاً مثلما قالوا، هذه هى الشخصية، شخص متصابى يحب فتاة من عمر ابنته، ولكنه يلقى جزاءه فى النهاية، وبشكل عام الأدوار المغايرة هى التى تصنع النقلات المهمة فى حياة النجوم وليس بالضرورة أن يظل الفنان يقدم ما اعتاده الناس وإلا وقف محلك سر ومله جمهوره. هل ستشارك فى «العتاولة 2»؟ إلى الآن لم أتعاقد عليه، ومن كثرة ما أسئل هذا السؤال.. أصبحت أقول للسائل اسأل المنتج، ربما الخط الدرامى للمسلسل كله تغير، ففى آخر حلقة ماتت فريدة سيف النصر وكذلك باسم سمرة، ولذلك من المؤكد أن هناك تغييرات فى الجزء الجديد، ولا أعلم حتى الآن مصير شخصية «فوزى». قدمت أيضاً خلال الموسم الرمضانى شخصية الوزير «قمر الزمان» فى مسلسل «جودر» وكنت متعايشاً مع القصة والشخصية بشكل كبير.. حدثنا عنها؟ كل عمل بالنسبة لى سواء «جودر» أو غيره.. أعيش معه وأصدق حكايته وقصته وأحداثه، و«جودر» كان من الأعمال التى أحببتها جداً، وذلك يعود أيضاً لوجود مخرج ناجح وسيناريو قوي. كيف كانت الكواليس مع الفنان «ياسر جلال» بطل العمل؟ ياسر جلال من أهم الممثلين فى مصر، وكانت الكواليس معه رائعة، وأكثر ما يميز ياسر هو حبه لغيره، ففى أحد المشاهد التى كنت أقوم بها تفاجأت من ردة فعله عندما أعجبه تمثيلى للمشهد، فظل يقول لى «إيه ده، إنت بتعمل تمثيل من ورانا، إزاى المشهد كده»، على عكس كثير من الممثلين حين يجدون غيرهم متألقاً فى مشهد ما من الممكن أن يتدخلوا ويحذفوه، وكلما كان البطل ناجحاً وموهوباً موهبة حقيقية وواثقاً من نفسه، تكون أجواء العمل والكواليس معه ممتعة. هل ستشارك فى الجزء الثانى من «جودر»؟ «جودر» من الأساس كان مسلسلاً مكوناً من 30 حلقة، وقمنا بتصويره كله، ولكن الشركة المنتجة هى التى قررت عرضه على جزأين، ولذلك أنا موجود فى الجزء الثانى الذى قمنا بتصويره بالفعل. هناك أكثر من عمل قدم عن قصة «ألف ليلة وليلة»، ولكن ليس جميعهم حقق نجاحاً.. برأيك لماذا حقق «جودر» كل هذا النجاح؟ أهم ما يميز «جودر» كان السيناريو، فحقيقى كان مكتوباً بكل احترافية، إلى جانب أن المسلسل به العديد من النجوم؛ ياسر جلال وياسمين رئيس ونور اللبنانية ووفاء عامر وأيتن عامر وتارا عماد وجيهان الشماشرجى، وغيرهم من النجوم، والإخراج طبعاً كان مميزاً جداً للمخرج إسلام خيرى، لاسيما أن أجواء التصوير كانت بين التاريخية والخيالية، واعتمدت على العديد من تقنيات الجرافيك ومشاهد القصور فى عصور غير زماننا الحالى، وبملابس فى زمان وحقب سابقة، وكل هذا الجهد جاء مختلفاً بمذاق قدم بشكل احترافى جداً أبهر الجمهور، وساهم تكاتف كل هذه العوامل معاً فى نجاح العمل وتميزه. فى عودة للماضى.. نعلم أنك كنت تساعد جدك الفنان الكبير عبدالوارث عسر رحمة الله عليه فى أواخر أيامه فى قراءة السيناريوهات.. فهل هذا هو سبب حبك للفن؟ لا.. أنا كنت أساعده من باب أنه جدى ولم أكن أعلم وقتها أنى أحب التمثيل، وللعلم عندما قولت إننى أريد أن أصبح ممثلاً كان أول شخص رفض ذلك، ومع الوقت علمت أنه كان غير واثق من موهبتى فرفض أن يساعدنى. عملت مع كبار النجوم منهم نور الشريف وأحمد زكى وفاتن حمامة.. ماذا تعلمت منهم؟ تعلمت الكثير والكثير، فمثلاً أحمد زكى يجيد التقمص الشديد للشخصية التى يلعبها، أما نور الشريف فكان حاسماً جداً ولا يترك شيئاً للصدفة أو للظروف، بل كان يحسب كل خطواته بدقة كبيرة، أما فاتن حمامة فكانت هى الأم والمعلمة، وكانت تمنح نصائح لكل مَن يوجد لوكيشن التصوير. إذا اقتربنا من حياتك الشخصية.. حدثنا عن أبنائك؟ أبنائى هم كل حياتى، ابنتى الكبيرة هى أعتبرها أمى، والثانية هى «الدلع كله» أما ابنى فدائماً ما نختلف فى وجهات النظر ولكنه يعود مسرعاً ليعلم أننى والده وأننى أكثر شخص أخاف عليه، وأهتم بما فيه صالحه. نعلم جيداً مدى حرصك عليهم.. فهل قدمت لابنتك النصائح قبل زواجها؟ أنا من قدمت لها الوصايا العشر، وكان أولها أن تحترم الزوجة زوجها وألا تفشى أسراره أبداً، حتى إننى لم أتدخل ولن أتدخل فى أى مشكلة تخصها، والله يهدى سرها دائماً ويسعدها، فهذا أكثر شىء يسعدنى فى الحياة. فى الختام.. ما مشاريع محمد التاجى الفنية المستقبلية؟ أقوم حالياً بقراءة أكثر من عمل، ولكنى لم أستقر بعد على اختيار محدد لأى منها، وأتمنى أن أوفق فى اختيار أعمال وأدوار تضعنى دائماً عند حسن ظن جمهورى بى.