27-9-2024 | 15:07
رشا صموئيل
صاحبة ملامح مصرية صميمة، وابتسامة مضيئة، ممثلة قادرة على أداء أصعب الأدوار، لمست بإحساسها العالى وجدان المشاهدين، تقدم دور الأم أو الخالة فى هدوء ولطف، ويعتبرها الكثيرون سيدة أدوارها، لها رصيد كبير من الأعمال التى تنوعت ما بين السينما والدراما التليفزيونية والمسرح.
كرمتها إدارة «المهرجان القومى للمسرح المصرى» فى دورته الـ17، تقديراً لمسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات، خاصة على صعيد مشوارها بالمسرح.
إنها الفنانة سلوى محمد على، التى التقتها «الكواكب» فى حوار خاص، فتعالوا معنا لنغوص فى عالم سلوى محمد على عبر السطور التالية...
تم تكريمك مؤخراً من قبل «المهرجان القومى للمسرح المصرى» فى دورته الـ 17 بعد مشوار حافل من الأعمال.. كيف ترين هذا التكريم؟
سعيدة وفخورة جداً بهذا التكريم، لأنه من أهم التكريمات فى العالم التى يحصل عليها الممثل؛ لأن المسرح هو الحكاية كلها؛ لأننا نكبر ونتعلم ونعرف أخطاءنا ونكتشف أنفسنا وقدراتنا فى المسرح، ولذلك أنا فخورة جداً بتكريمى على خشبة هذا الصرح العظيم، هذا غير أنى أعشق المسرح القومى، لأنه يشاور على كل أنواع المسرح المصرى فى القاهرة والجيزة والواحات وجميع المحافظات، ويمنح فرصاً كثيرة للعروض المختلفة، وأن نتعرف على بعضنا البعض كمسرحيين، ومن أشهر المسرحيات التى قدمتها «الملك لير» مع الفنان القدير دكتور يحيى الفخرانى، ومن أهم المسرحيات بالنسبة لى أيضاً «أحلام شقية» تأليف سعد الله ونوس وإخراج محمد أبو السعود وأيضاً مسرحية «عمى جاى من أمريكا»، إخراج وتأليف أحمد العطار ومسرحية «أمى أريد أن أكسب المليون»، ومسرحية «طبخ»، ومسرحية «أرنب أحمر أرنب أخضر»، وغيرها.
صرحتِ من قبل بأن الفنانة سهير البابلى.. نموذج مسرحى يحتذى به فى الالتزام والحضور.. ماذا رأيتِ فى هذا الإطار؟
أنا أعتبر نفسى محظوظة أنى عملت مع سهير البابلى، فهى نجمة كبيرة جداً وممثلة مسرح عظيمة، وتشرفت أيضاً بالتعامل مع الفنانة الكبيرة عايدة عبد العزيز، وهى أيضاً ممثلة مسرح كبيرة، ربما تكون ليست بنجومية سهير البابلى ولكن بالنسبة لى نجمة النجوم، وأعتبر نفسى محظوظة أننى عرفت سيدات المسرح المصرى عن قرب، وكنت صديقة للفنانة محسنة توفيق، وتعاملت مع الفنانة القديرة رجاء حسين، وأيضاً كان لى الحظ فى التعامل مع القديرة سميحة أيوب، التى تعرفت عليها من خلال لقاءات ثقافية وإذاعية ومن خلال المسرح بالطبع، وكلهن ممثلات عظيمات وقديرات وكلهن نماذج وقدوة سواء فنياً أو إنسانياً.
سلوى محمد على لها مدرسة فى تقديم أدوار الأم بعيداً عن مدرسة القديرة كريمة مختار.. ما تعليقك؟
أعتبر العظيمة كريمة مختار طفرة فى تقديم أدوار الأم، وهى بالفعل أكثر الأمهات تطوراً، يكفى مسلسل «يتربى فى عزو» مع دكتور يحيى الفخرانى، هذه السيدة لعبت فيه دوراً مختلفاً ورائعاً، وهى وفردوس محمد أكثر الممثلات اللاتى لعبن كل أدوار الأم بكل أشكاله.
شاركتِ ضمن أبطال مسلسل «الوصفة السحرية».. ما الذي شجعكِ على قبول الدور؟
عدة عوامل شجعتنى على المشاركة فى مسلسل «الوصفة السحرية»، أهمها أن العمل مكتوب بشكل جيد جداً، والدور الذى أجسده خلال الأحداث، جديد ومختلف تماماً عن أدوارى السابقة، حيث كنت دائماً أجسد دور الأم الطيبة اللطيفة، ولكن فى هذا العمل ظهرت بشكل مختلف، بجانب أن الدور أيضاً يتضمن بعض الكوميديا الطريفة، والحقيقة العمل يسلط الضوء على مشاكل المرأة أيضاً، وهو ما أحبه فى الأعمال الفنية التى تناقش تلك القضايا، فالبطلات مجموعة من السيدات من أعمار وظروف مختلفة يجتمعن بصفة مستمرة نظراً لكونهن يقطنَّ نفس المنطقة، ويبحثن عن حلول للمشاكل التى يواجهنها، والمخرج خيرى سالم من ألطف الناس الذين تعاونت معهم، فهو داخل اللوكيشن هادئ ولطيف، ومخرج يعى ما يفعله جيداً ويعرف ماذا يريد، وهو ما يجعل الأمر سهلاً فى العمل، وأنا أرى سر نجاح أى عمل فنى، هو البطولة الجماعية، فالمسلسل لم ينجح بنجم واحد، بل إن هناك فريق عمل كبيراً سواء فنانين أو عناصر وراء الكاميرا يساعدون فى هذا النجاح، وأنا شخصياً سعدت جداً بالتجمع الذى شهده نجوم هذا العمل، ومنهم شيرى عادل، بسمة داود، إسلام جمال، عمر الشناوى، كارولين عزمى، هيدى كرم، لقاء سويدان، وليد عبدالغنى، رانيا منصور، محمد أبو داود، عماد رشاد، سلوى عثمان، والعمل من تأليف «مصنع الحكايات» لمؤسسها هانى سرحان، وفكرة مى سعيد، وإشراف على الكتابة دعاء عبدالوهاب، سيناريو وحوار منة فوزى وإيرين يوسف ومى سعيد وإخراج خيرى سالم.
من هى سلوى محمد على الإنسانة؟
أنا صعيدية أصيلة، أبى من سوهاج وأمى من الأقصر، وُلدت فى قنا، وانتقلت مع أسرتى للقاهرة لنستقر فى منطقة القلعة الشعبية.. كنت أكبر أخوتى الستة، وكانت أمى تعمل مُعلمة، وكانت حازمة فى تربيتها لنا جداً، فكنا دائماً نختلف ونتشاجر، أما أبى فكان يعمل مهندساً، وكان منفتحاً لا يفرِّق بين الولد والبنت، بل يحب السينما، ويشجعنى على الاهتمام بالفنون المختلفة، ويصطحبنى للسينما فى أيام الإجازات، ارتبطت كثيراً بأبى وتمنيت الالتحاق بكلية الهندسة مثله، لكن مجموعى الصغير لم يسمح لى إلا بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ورغم أن أمى كانت ترفض عملى بالفن، إلا أن أبى كان يترك لى حرية الاختيار، بل وشجعنى بعد التخرج على سفرى إلى لندن مع أخى الذى يدرس هناك، وعشت عاماً كاملاً بالخارج، خضت خلاله تجربة العمل والاعتماد على النفس، واستفدت كثيراً من هذه التجربة.
إلى أى مدى تأثرت شخصيتكِ بجذوركِ الصعيدية؟
أعتز جداً بجذورى الصعيدية، وأشتاق لكل مكان فى قنا، شارع المحطة، ومقام سيدى عبدالرحيم القناوى، كما أعشق الملس الصعيدى، والطواجن القناوى الفخار التى تتم صناعتها باستخدام العسل الأسود، فتعطى للطعام مذاقاً رائعاً، حتى القهوة لا أشربها إلا فى كنكة فخار قناوى أيضاً، أنا أيضاً أعشق كل ما يرتبط بالعصر الفرعونى، وأشعر بسعادة كبيرة لأننى أشبه الملكة «تى» أم إخناتون.
حدثينا عن زواجكِ من المخرج محسن حلمى؟
بعد عودتى من الخارج عُينت فى مسرح الطليعة، وتعرفت على زوجى المخرج الراحل محسن حلمى، وشعرت بأنه يشبهنى كثيراً، فنحن الاثنان لا نحب القيود ونفعل ما نؤمن به، فانجذبنا لبعضنا بسرعة، وقررنا الارتباط، ووسط دهشة الجميع، تزوجنا دون دبلتين، وأقمنا حفل الزفاف فى حديقة القلعة، أما أمى فرحبت بزواجى دون اعتراض، لمجرد أن تستريح من همى وتطمئن عليّ بعد أن فقدت الأمل فى زواجى بسبب عملى بالفن وزواج شقيقتى الأصغر منى، أفتقد زوجى كثيراً بعد رحيله منذ خمس سنوات، فقد كان إنساناً رائعاً، وطيباً ومتواضعاً، ورغم أننا ربينا ابنتينا على حب الفن إلا أنهما رفضا العمل به، فدرستا البيزنس، وسافرت مى لدراسة إدارة الثقافة فى ألمانيا، لكنها لم تعد، بل فضّلت العمل والاستقرار هناك.. أما مريم فاستكملت دراستها بإسبانيا لكنها عادت لمصر لتعمل فى مجال التسويق.
مسلسل للأطفال هو بداية الشهرة الحقيقية للفنانة سلوى محمد على.. ما تعليقك؟
بعد الزواج أنجبت توأمى «مى ومريم»، وتفرغت لهما، واتفقنا أنا وزوجى على تربيتهما على الحس الفنى، فكانتا منذ طفولتهما تمارسان الموسيقى والرسم والباليه، وبعد خمس سنوات عدت للعمل المسرحى وانشغلت كثيراً بالمسرح الذى أعشقه، لكنه لم يحقق لى شهرة جماهيرية، كما انشغلت أيضاً بالتعليق الصوتى فى الإذاعة وفى الأعمال المدبلجة وبعض القنوات الخاصة، أما الشهرة الحقيقية فعرفتها مع سن الأربعين من خلال دور الخالة خيرية فى مسلسل الأطفال «عالم سمسم»، ثم توالت الأدوار من خلال مسلسلات وأفلام مثل «الحارة»، فيلم «البطل»، «رجل ضد القانون»، مسلسلات «ذات»، «سجن النسا»، «لأعلى سعر»، «بـ 100 وش»، وغيرها من الأعمال بين السينما والتليفزيون.
ما الهواية الأقرب لقلب الفنانة سلوى محمد على؟
أعشق القراءة، خاصة فى مجالَى الأدب والفلسفة، وأؤمن كثيراً بقول أرسطو إن أهم عناصر العملية الفنية هم المؤلف أو الملحن أو الرسام أو الشاعر، فهؤلاء هم المبدعون من الدرجة الأولى، أما المؤدى سواء الممثل أم المغنى أم العازف فهم مبدعون من الدرجة الثانية وأحب الحرية والانطلاق بعيداً عن قيود الشهرة، وأحب المشى فى الشارع، والخروج للأسواق، وشراء الخضار والفاكهة بنفسى، كما أننى أعشق البساطة فى كل شيء، ولا أنفق أموالاً ضخمة على الملابس، ولا أحب المجوهرات، بل أفضل الملابس المصرية والجلابية الشرقى، وإكسسوارات الفضة الشرقية.
أحدث أعمال الفنانة سلوى محمد على مشاركتها فى مسلسل «بين السطور»، بالتعاون مع النجمة صبا مبارك.. حدثينا عنه؟
مسلسل «بين السطور» دارت أحداثه حول صبا مبارك «هند سالم»، الإعلامية الشهيرة، التى تنقلب حياتها رأساً على عقب، إثر تورطها فى قضية كبيرة تكشف الكثير عن ماضيها والذى يحمل قصة حب قديمة، و«بين السطور» هو النسخة المصرية للمسلسل الكورى «Misty»، وقامت بالمعالجة الدرامية والإشراف على الكتابة السيناريست نجلاء الحدينى، وهو من إخراج وائل فرج، وشارك صبا مبارك البطولة مجموعة من النجوم المميزين منهم أحمد فهمى، محمد علاء، وليد فواز، ناردين فرج، باسل الزارو، على الطيب، ودنيا المصرى وكل منهم قدم دوراً مميزاً فى الشخصية التى يقدمها، حيث الإطار العام للعمل كان على مستوى عالٍ من الكتابة الاحترافية والإثارة فى القصة وتطور الأحداث، وكنت سعيدة لعملى وسط هذه الكوكبة التى خرجت إلى الجمهور بعمل مميز لاقى نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً.