11-10-2024 | 13:53
هيثم الهواري
اختتم مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية فعاليات دورته الـ”24” يوم الاثنين الماضى بعد أن حقق نجاحا كبيرا فى حضور جماهيرى كبير بفعاليات متنوعة وندوات علمية تقام لأول مرة .
شارك فى المهرجان هذا العام 22 فرقة مصرية وأجنبية، منها 7 فرق من: ”الجزائر، المالديف، رومانيا، إندونيسيا، فلسطين، الأردن، الهند”، و12 فرقة تابعة لهيئة قصور الثقافة، وهى: “الإسماعيلية، الوادى الجديد، العريش، الشلاتين التلقائية، الحرية السكندرية، بورسعيد، أسوان، المنيا، أسيوط، الشرقية، النيل للموسيقى والغناء الشعبى، إسماعيلية أطفال”، بالإضافة إلى فرقتى ذوى الهمم:”هيئة قناة السويس، القلوب البيضاء” التابعتين لمحافظة الإسماعيلية، وفرقة وزارة الشباب والرياضة.
بدأت الفعاليات بافتتاح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، فعاليات الدورة 24 لمهرجان الإسماعيلية الدُولى للفنون الشعبية، الذى تنظمه وزارة الثقافة، من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور: الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المهندس حازم الأشمونى، محافظ الشرقية، اللواء طارق الشاذلى، محافظ السويس، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: “يسعدنى أن أقف بينكم اليوم فى هذه المناسبة الفنية المتفردة، مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية فى نسخته 24، لنحتفى بجزء أصيل من هويتنا المصرية، وتراثنا العريق، بفنوننا الشعبية التى تعكس عمق حضارتنا وتنوعها، كما أنه فرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الفنانين من مختلف البلدان، وتعزيز أواصر التعاون الثقافى بين الشعوب”.
وأوضح وزير الثقافة، أن المهرجان يُمثل عيدًا للفنون الشعبية، تلك الفنون التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ المصرى القديم، فمشهد الراقصات الثلاث الشهير فى معابدنا المصرية القديمة يشهد على هذا التراث الفنى الغنى الذي ورثناه عن أجدادنا.
وأضاف وزير الثقافة.. “نشاهد اليوم إبداع 15 فرقة فنية مصرية، من جميع أنحاء الجمهورية، بفنونها الأصيلة، و7 فرق فنية من مختلف دول العالم، تقدم لنا لوحات فنية رائعة تعكس تنوع الثقافات، وتبادل الحضارات”.
وأشار الدكتور هَنو، إلى أن وزارة الثقافة ستظل داعمة لكل الفنون إيماناً بأهميتها فى صون تراثنا وهويتنا الوطنية.
واختتم وزير الثقافة، كلمته، قائلًا:”إنه لمن دواعى سرورى أن أقف بينكم اليوم لنحتفى بقامة كبيرة، هو الدكتور عبد المنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، ومؤسس هذا المهرجان، وبالفنانة العظيمة فريدة فهمى، التى شاركت على ومحمود رضا الحلم، لتأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، والتى ساهمت فى إثراء المشهد الفنى المصرى، مؤكدًا أن تكريمهما هو تكريم لكل من ساهم فى الحفاظ على تراثنا الفنى الأصيل، وتعريف بمسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء”.
وقال اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية: “ أضحى هذا الحدث الثقافى، إرثاً ثقافياً وتراثاً فنياً متميزًا، فهو فرصة لتلاقى الثقافات والفنون، وتعزيز قيم التفاهم والتعايش بين الشعوب، وتقوية الروابط الإنسانية التى تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، فهو نافذة تعرض من خلالها الدول المشاركة، ثقافتها وتراثها وتاريخها وهويتها وتحفظها للأجيال القادمة”.
وتابع محافظ الإسماعيلية.. “ نشعر بالفخر حين تستضيف محافظة الإسماعيلية هذا المهرجان العريق، والذى تكمن أهميته للمدينة -ليس فيما يقدمه من عروض فنية مبهرة فحسب، بل لإسهاماته البناءة فى وضع محافظة الإسماعيلية على خريطة السياحة العالمية، فالمهرجان يُعد مرآة تعكس للعالم جمال تلك المدينة، و مقوماتها الطبيعية والسياحية، و يتيح للمشاركين من الدول العربية والأجنبية فرصة التعرف عن قرب على أهميتها سياحيا واقتصاديا”.
استعراضات
شهدت عدة مواقع بمحافظة الإسماعيلية عروض مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية فى دورته الرابعة والعشرين وعلى أنغام السمسمية استقبلت حديقة الشيخ زايد مجموعة من العروض الفنية للفرق المشاركة، وقدمت فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبى بقيادة منال إبراهيم فقراتها الغنائية المميزة منها “يا عين صل، نخل عالى، الغلة غلتنا، ع الغالى، ليلة حلوة، يا ما دقت، مصر يا غالية” بجانب عزف مقطوعة الضوء الشارد.. وقدمت فرقة الشرقية للفنون الشعبية مجموعة من الفقرات الاستعراضية منها: “حصان الشرقية، السقايين، الحوايا، فرح شرقاوى”، تدريب الفنان أحمد واصف.
وبلوحات فنية تحكى موروث الشعب الأردنى قدمت فرقة المغير راحوب استعراضها التراثى “العرس الأردنى” مقدمة طقوس الأفراح من الحنة والزفاف برقصات شعبية مميزة، والفرقة بقيادة عصام العودات، وتدريب محمد صياحين.
كما قدمت فرقة القلوب البيضاء فقرات “الصعيدى، الفرح، تراث المحافظات” تدريب كابتن سامى البرنس، واختتمت العروض بفرقة بورسعيد للفنون الشعبية بعدد من الرقصات الفلكلورية التى تميز المدينة الباسلة منها “يا طير يا رمادى، شباب البحر، الخلالة، آه يا لالى” بقيادة محمد أبو صالح.
وفى حديقة الخالدين قدمت فرقة الوادى الجديد للفنون الشعبية رقصات “الخوزام، البلح، البداية، بجانب موال شعبى واحاتى”، تدريب محمد عبد الله. وشهدت الحديقة عرضا للفرقة الفلكلورية الرومانية STEJARELUl بعروض تتميز بالقوة والأصالة والتنوع.
تلاه عرض فنى لفرقة الحرية السكندرية بقيادة الفنان نصر الدين محمد وقدمت فقرات “بنات بحرى، صيادين، حلاوة شمسنا إهداء للفنان محمود رضا، الزفة، تحيا مصر”، كما قُدم عرض فنى لفرقة أسيوط للفنون الشعبية بقيادة عمرو عبد المحسن وتضمن فقرات “العصاية، الغزل، التنورة”.
وعلى مسرح نادى الأسرة قدمت فرقة “ذوو الهمم” التابعة لهيئة قناة السويس رقصات “البمبوطية، السمسمية، التنورة، الصعيدى”، أعقبه عرض فرقة بارود الأغواطى الجزائرية ورقصات منها “خروجو الخيالية، بسم الله بدينا، الزين العربى، أصحاب البارود”، كما شهد المسرح عرضا لفرقة الشباب والرياضة بفقرات “السمسمية، الفلاحى، الحجالة، بتغنى لمين، النوبى، كل الشعوب”،.. وفى الختام قدمت فرقة حلايب للفنون الشعبية عرضا شمل رقصات من تراث الجنوب ومنها فقرات “سيرة وبى بوب والهوسيت”.
وفى نادى الدنفاه قدمت فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية رقصات عروس القناة الشهيرة ومنها: “الصيادين، بتغنى لمين يا حمام، التنورة، الضمة، البدو، سمسميتى”، تدريب الفنان عمرو عجمى.
واستقبل النادى عرضا فنيا لفرقة بوترى كنانة الإندونيسية وفقراتها التى تركز على تقديم الرقصات الإندونيسية التقليدية منها “نارى بيرينج، أسمرادانا، ماوميرى”.
وبفلكلور أسوان والنوبة المبهج شهد النادى عرضا لفرقة أسوان للفنون الشعبية تضمن فقرات “الأراجيد، الكف، التاتا، النجرشاد، السوق”، بقيادة شعبان حسين، كما قدمت فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية أطفال استعراضات “شقاوة شطنا، الجرادل، السمسمية”.
وشهد مسرح شاطئ الزهور بمدينة فايد عروضا فنية متنوعة، لفرقة المنيا للفنون الشعبية بقيادة الفنان سيد تونى وفقراتها الصعيدية الشهيرة، مع التراث السيناوى الذى قدمته فرقة العريش للفنون الشعبية بقيادة الفنان سامح الكاشف، واختتمت العروض بعرض فنى لفرقة راجستان للفنون الهندية التى قدمت رقصات متنوعة من الفلكلور المميز للولاية بمصاحبة الآلات الموسيقية التقليدية.
معرض للحرف
شهد المهرجان تنظيم معرض للحرف البيئية، وإقامة ندوات علمية متخصصة فى مجال الفنون الشعبية ومراحل تطورها، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتكريم عدد من رموز الفن الشعبى فى مصر الذين أثروا الفن الشعبى بالكثير من الأعمال والبصمات الفنية المميزة.
ندوات علمية
شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، ندوة بعنوان “توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات فى فرق الفنون الشعبية”.
أدار الندوة الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها الباحث نشأت نجيب، الكاتب الصحفى والشاعر محمد بغدادى، إيناس عبد العزيز مدير فرقة رضا للفنون الشعبية، عصام العودات مدير الفرقة الأردنية “المغير راحوب”.
أوضح “شومان” أن هناك فرقا بين العادات والتقاليد والمعتقدات المرتبطة بكل محافظة من محافظات مصر، وأن على مصمم الفنون الشعبية عند استلهام وتوظيف العادات الخاصة والمتعلقة بالميلاد، الزواج، الموت، الصباحية، أو الزار، أن يستخدم رمزا من الرموز المستخدمة فى تلك الطقوس والممارسات الاجتماعية.
وأشار نشأت نجيب أن المأثور هو العنصر الشعبى الفاعل والحى الذى يعيش الآن، كالسيرة الهلالية ولكن السير الأخرى التى وضعت بالكتب تكون تراثا، موضحا أن التراث والمأثور مكونا الثقافة الشعبية.
وأضاف أن المبدع يأخذ من السياق الشعبى، ولابد أن يكون على وعى بتوظيف ذلك بشكل علمى وجيد يتناسب مع المضمون الشعبى الأصيل، والمبدع الجماهيرى يترجم ذلك بشكل رمزى بلغة الإشارة والحركة لتقديمه كفن شعبى قريب من الناس فهو ابن العادات والتقاليد والمعتقدات والممارسات الشعبية.
وتطرق فى حديثه إلى العادات والممارسات الاجتماعية والشعبية المرتبطة بدورة الحياة، متناولا مراسم “الموت”، حيث أوضح أن “الندب” به فن حركى وفن قولى ويتم استلهام ذلك من الواقع وتوظيفه والتعبير عنه من خلال الأداء الحركى الراقص.
من جهته تناول عصام العودات عناصر العادات والتقاليد والممارسات الشعبية، موضحا أن الأردن لا تختلف كثيرا فى عاداتها عن مصر، وأوضح العادات والتقاليد فى مراسم الزواج بالأردن كنموذح لأحد العروض الفنية التى تقدمها الفرقة بالمهرجان، مشيرا أن الموروث الشعبى قد يختلف من منطقة الجنوب عن الشمال ولكن به عناصر وجوانب مشتركة.
و اختتم حديثه مؤكدا أن التراث هو حياة وهوية شعب يصعب جمعه فى فقرة فنية ولكن نأخذ جزءا من الكل ليعبر عن العادات والتقاليد.
وبدورها أكدت إيناس عبد العزيز أن موضوع الاستلهام موضوع شائك وله شقان، الأول: هو الحفاظ على التراث والثانى: الإبداع الذى يتم من خلاله إضافة وابتكار شيء جديد يضيف إلى نشر التراث الشعبى دون إخلال ويساهم فى نجاحه.
وأعطت مثالا بفرقة رضا للفنون الشعبية والنجاحات التى حققتها عبر مدار السنوات الماضية وحتى الآن، كنموذج وتجربة واقعية استطاعت استلهام وتوظيف العادات والتقاليد والممارسات الشعبية فى عروضها الفنية والاستعراضية التى جابت بها كل دول العالم.
وشهدت الندوة تكريم د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافى، والفنان فوزى الجمل مطرب السمسمية وأحد مؤسسى فرقة الصامدين والباحث نشأت نجيب.
كما شهد قصر ثقافة الإسماعيلية ثانى الندوات العلمية المتخصصة للمهرجان وأدارها الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها د. محمد أمين عبد الصمد، الباحث فى الأنثروبولوجيا الثقافية، الشاعر والباحث مدحت منير، الشاعر عبده المصرى.
أوضح “شومان” ما يتعلق بفنون القول من فن الكف، الواو، المربع، السيرة الهلالية، الشتاوة والمجرودة، كما تحدث عن الفرق التلقائية، موضحا أن الفرق بها مجموعة من المغنيين الشعبيين، لهذا نحن بحاجة إلى إعادة النظر فى تغيير اسم التلقائية، وأضاف أن فنون القول تتضمن السرد، الشعر، النثر، وينتج عن ذلك رقصات مختلفة تترجم فن القول.
وتساءل لماذا يلجأ مدرب أو مخرج الفرقة إلى الاستغاثة بمؤلف لكتابة أغنيات عن مناسبة اجتماعية أو دينية مع أن البيئة مليئة بالنصوص الأصلية ذات السياق الجماهيرى؟.
وتناول الشاعر مدحت منير الفن الشعبى والأغنيات الشعبية فى منطقة القناة فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، موضحا أن المثقفين استلهموا الأغنيات الشعبية من الواقع، مستشهدا بفرقة الصحبجية وأغنيات الضمة.
وتحدث الشاعر عبده المصرى عن فنون القول وارتباطها بالحركة الراقصة، موضحا أن التراث المصرى زاخر بذلك، كما تحدث عن الفنان على إسماعيل ودوره فى فرقة رضا الذى أضافه بهاء للتراث الشعبى واستلهام القول إلى رقصات تعبر عن القول بحرفية عالية.
وأوضح “المصرى” أن الغناء الشعبى المصاحب للرقص به أزمة حقيقية، لأن الغناء الشعبى غير مرتبط بالحركة بشكل مدروس، وهذا يتطلب تثقيف فنان الفرق الشعبية بقواعد القول والحركة معا.
وفى تعقيب له أوضح د. محمد أمين عبد الصمد الفرق بين السياق الشعبى والجماهيرى فى فن القول والغناء الشعبى، موضحا أن فن القول استطاع الجمع بين التاريخ الاجتماعى والسياسى.
كما تحدث عن دور الفنان زكريا الحجاوى فى مجال الفن الشعبى، موضحا أن الفن الشعبى فى أصله يختلف عن الفن الذى تقدمه فرق الفنون الشعبية وفرق التلقائية، فكل محافظة بمصر تحمل ثقافة مختلفة وفنا مختلفا.
وقد شهدت الفعاليات غناء مجموعة من الأغنيات والنصوص الفلكلورية من أعضاء الفرق المشاركة بالندوة منها “الوادى الجديد، النيل للموسيقى والغناء الشعبى”.
كما شهدت الندوة تكريم الفنان محمد حجاج مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية، الشاعر مدحت منير، اسم الفنان الراحل حسن سعد مطرب شعبى وعازف على آلة السمسمية بفرقة الصامدين، وذلك بحضور الفنان ماهر كمال مدير المهرجان، د. شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافى، تغريد كامل مدير عام التسويق.