بعد النجاح الكبير الذى حققته النسخة الأولى لمعرض «قصة مدينتين»، والتى استضافها متحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا فى يونيو الماضى، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية فى اليونان، تستضيف مدينة الإسكندرية فى الفترة من 15 أكتوبر إلى 4 نوفمبر النسخة الثانية من «قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية»، التى تنظمها احدى المؤسسات الثقافية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. ويهدف معرض «قصة مدينتين» إلى تعزيز العلاقات بين مصر واليونان من خلال خلق حوار مرئى يستكشف النسيج الفنى والثقافى الغنى للتراث المشترك بين البلدين، ومن خلال عرض أعمال الفنانين المعاصرين اليونانيين والمصريين والتى تستلهم الإرث الفنى للشعبين يمكن تقديم فهم أعمق للروابط التى تجمع بين الحضارتين، واستمرارها حتى اليوم. وتقول نادين عبد الغفار، مؤسسة هذه المؤسسة الثقافية: «نعمل دائماً من خلال فعالياتنا على خلق جسر بين الفنون القديمة والمعاصرة، ويعد معرض (قصة مدينتين) احتفاءً بتاريخ وحاضر مدينتى الإسكندرية وأثينا. وطوال الوقت كانتا ترتبطان بعلاقات ثقافية وتاريخية قوية، وهو ما نحاول إبرازه من خلال أعمال الفنانين التى تتجاوز الحدود الجغرافية والزمن وتوضح التأثير الثقافى المتبادل للحضارتين وظهوره فى الأعمال الفنية المعاصرة». وقال عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان: «يعتبر المعرض شهادة على العلاقات الدائمة التى تربط مصر واليونان؛ فهما حضارتان قديمتان شكَّل تاريخهما الثرى وإرثهما الثقافى العالم؛ فالأكروبوليس كان رمزا لميلاد الديمقراطية والفلسفة والفن، وحتى اليوم تتردد فيه أصداء كلمات العلماء والفنانين والقادة لتلهمنا قيم المعرفة والجمال والسعى إلى التميز، كذلك مصر أسرت خيال العالم بأهراماتها الملهمة وأبو الهول وعظمة معابدها القديمة ومساهمتها التى لا مثيل لها فى الرياضيات وعلم الفلك والطب وحكمة النصوص المصرية القديمة التى تركت بصمة مؤثرة على التاريخ». وأشار دكتور نيكولا ستامبوليدس، مدير متحف الأكروبوليس إلى أن جسر العلاقات بين مصر واليونان يعود إلى أبعد من فترة حكم الإسكندر الأكبر؛ فمنذ الألفية الثانية قبل الميلاد والاتصالات قوية بين الإمبراطوريات الأولى للفراعنة والحضارة اليونانية، وكانت رحلات الفراعنة تتردد على جزيرة اليونان لجمع الأعشاب الطبية والعطرية من جزيرة اليونان التى احتوت على 252 عشباً مختلفاً وذلك مقابل الذهب والفضة التى لم تكن موجودة فى الغرب؛ لذلك فنحن عندما ننظر للأعمال الفنية والآثار التى نحبها لابد وأن تكون نظرتنا أكثر عمقاً، وننظر على ما مثلته من علاقات بين الناس، وهى القضية الأكثر أهمية. يشارك فى معرض «قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية» عدد من الفنانين الدوليين منهم: عمر طوسون، سعيد بدر، إزميرالدا كوزماتوبولوس، جان بوغوسيان، أنطونيلا ليونى، الشيخ راشد الخليفة، إميليو فيررو، حازم المستكاوى، خالد زكى، أرتور ليشر، ميتشا كاتوى وكريم الحيوان. ولأول مرة، يشارك الفنان حسن رجب بفيديو معد بتقنية الذكاء الاصطناعى حول الروابط التاريخية والثقافية بين اليونان والإسكندرية، وتعرض الأعمال الفنية داخل مبنى مكتبة الإسكندرية وأيضاً بالساحة الخارجية للمكتبة.