«العشوائيات».. الشوكة التى تم كسرها والتغلب عليها أين الفن منها.. «الكواكب» تسأل والمبدعون يجيبون..
إلهام شاهين
الفن هو مرآة الواقع، هذا ما يتردد دائماً حول الأعمال الفنية، التى تنقل صورة صادقة للمجتمع، بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات، وهو ما زخرت به الأعمال الفنية فى عدد من القضايا التى تناولها الفن، وأبرزت ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات كثيرة، وتحويل كثير من الندبات إلى نقاط مضيئة يفخر بها كل مصرى، ويأتى وسط تلك الإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى القضاء على مشكلة العشوائيات، التى كانت بمثابة شوكة فى حلق المجتمع المصرى، ومع اتخاذ الدولة المصرية عدة خطوات لرفع مستوى المعيشة للأسرة المصرية، كان من تلك الخطوات تحويل المناطق العشوائية إلى مناطق حضارية تليق بحياة كريمة للمواطن المصرى.
من هنا كان لابد من وجود أعمال تتواكب مع تلك الإنجازات لتنقل هذا التطور والعلاج السريع الذى تم تنفيذه على أرض الواقع، ليبصره المشاهد على مختلف الشاشات.
عن هذه القضية يجيب مبدعو الفن فى مصر عن سؤال: لماذا لم يتناول أى عمل فنى الإنجازات التى تم تحقيقها خلال الأعوام الماضية وبخاصة القضاء على العشوائيات؟
فى البداية قال المخرج أحمد صقر: منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر، وهناك محاولات حثيثة لتحويل العشوائيات إلى مناطق حضارية، فهذه الأماكن كانت أشبه بقنابل موقوتة تؤثر على تنشئة أبنائنا بصورة صحيحة، ولاشك أن نجاح الرئيس فى القضاء على هذه العشوائيات يحتاج لتوثيق فنى خالد، وأن يلمسها المصريون بشكل فنى جيد، وليس فقط من خلال فيلم وثائقى.
وقالت الفنانة إلهام شاهين: إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى لا تعد ولا تحصى، فقد استطاع أن ينتقل بمصر من مرحلة صعبة لمرحلة الأمان التام، مع الحفاظ على كل شبر منها، ليس هذا فحسب، فلو تكلمنا عن مسألة العشوائيات وما تم فى علاج هذه القضية، فنحن بحاجة لأفلام كثيرة لتوثيق التجربة منذ بدايتها، ورصد الأماكن التى تم تطويرها، لأن سيادة الرئيس أراد أن تكون مصر الجديدة لامعة ومضيئة، إيماناً منه بأن الإنسان ابن بيئته، فقرر معالجة مشكلة العشوائيات وجعل الأطفال يكبرون ويترعرعون فى أماكن وبيئة ومدارس جيدة، حتى يظهر جيل جديد داخل بيئة أكثر رقياً، وكل هذه المعطيات تساعد فى كتابة سيناريو جيد.
وتابعت: أرى أن الدراما التليفزيونية هى الأجدر بهذه الأعمال، فتجربة وجود المكتبات المتنقلة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجاً والتى تم تدشينها من خلال مبادرة «حياة كريمة» فى حد ذاتها نقلة نوعية للثقافة، فنحن بحاجة لنقل هذه الوقائع عبر الدراما بشكل غير مباشر، وأرى أنه على كافة الجهات المعنية إقامة مسابقات حول موضوع معين، واستقبال سيناريوهات حول هذه الموضوعات وتقيمها، وأنا واثقة أن تلك المسابقات ستفرز أفلاماً ومسلسلات رائعة؛ لأننا نملك بالفعل كتاباً جيدين، فمثلما نجحوا فى تقديم أعمال عن بطولات رجال الجيش والشرطة، يستطيعون أيضاً تقديم أعمال اجتماعية بنفس المستوى.
أما الكاتب الكبير بشير الديك، فقال: هذه قضية مهمة، ونحن الجيل السابق عبَّرنا عن هذه المشكلة خلال وجودها على أرض الواقع وأظهرناها، وحينها لم يكن قد ظهرت حلول، أما الجيل الحالى فلابد أن يقف على هذا الأمر، ويبدأ فعلياً بالتعبير عن الحلول التى طبقت على أرض الواقع، كما عبرنا نحن عن صلب الأزمة فى وقتها، ورغم وجود كتاب رائعين إلا أنهم لم يعبروا عنها حتى الآن، وربما السبب هو أن الحلول مازالت حديثة وأنهم سيقدمون هذه القضية بالتأكيد فيما بعد، وهى بالتأكيد فى وجدانهم، وستظهر على السطح قريباً.
وقال الناقد الفنى طارق الشناوى: الدراما حتى الآن لم تستطع إيصال الحقيقة للشعب عما حدث من تطوير فى العشوائيات، فضلاً عن أن ما تم تقديمه فى السينما عن تلك الأحياء فى مصر بمثابة نسبة ضئيلة للغاية، ولا تعكس الواقع المخيف الذى كان موجود فى العشوائيات قبل تطويرها، وهو ما يجب أن ينتبه إليه كل القائمين على الصناعة، خاصة أن الصورة التى تقدم عن العشوائيات منذ سنوات صورة تقليدية مازالت تغفل الحقيقة والتطوير الذى تم حالياً، وحان الوقت أن نبدأ فى تقديم عمل قوى يحمل كل الحقائق والإنجازات التى نعيشها لأننا لم نعد نقتنع بصورة العشوائيات التى لم تتغير منذ سنوات طويلة على الشاشات.
وقال المخرج محمد عبد العزيز: لا أحد ينكر إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كافة المجالات ومنها تطوير العشوائيات وتحويلها لمناطق حضارية، وكذلك التوسع فى مشاريع الإسكان الاجتماعى، وبالطبع لابد من تناول كل ذلك فى أعمال فنية تبرزها كما أبرزت أزمة العشوائيات فى عدة أعمال سابقة فى وقتها، فأنا أرى أن السينما المصرية تحتاج للاتجاه لقضايا مهمة بعيداً عن الأفكار السطحية، نبرز من خلالها جمال بلدنا، ولا شك أن تناول تحويل العشوائيات إلى مناطق حضارية أمر مهم لابد من تناوله فنياً.
وتابع قائلاً: لابد من حدوث تطور وتقدم، وظهور أدباء يكتبون عن أفكار مختلفة، تبرز إنجازات الوطن، وللأسف على الرغم من التقدم التقنى فإننا لا نجد ما يعرض إنجازات رئيسنا، وهناك أسماء كبيرة تستطيع تبنى مثل تلك القضايا وإظهارها وإبرازها بشكل فنى رائع يرسخ ما تم على أرض الواقع بعقول المشاهدين، نحن لدينا ثروة قومية من الكتاب لابد من الاستفادة منها لإظهار جمال بلدنا فى أعمال فنية، وإيضاح إنجازات السيد الرئيس فى شتى المجالات، لا سيما علاج أزمة العشوائيات.
وأضاف الفنان محمود فارس، قائلاً: لا شك أن رئيسنا العظيم عبد الفتاح السيسى بذل قصارى جهده فى علاج شتى الأزمات وبوجه خاص مشكلة العشوائيات، وقدمت الدولة حلولاً عظيمة لحل هذه المشكلة، وكان من المفترض أن يقدم الأستاذ حسنى صالح مسلسلاً يتحدث عن حى الأسمرات، وعن علاج أزمة العشوائيات، وتلك الفكرة أعجبتنى بشدة، ولا أعلم إلى أين وصل هذا المشروع العظيم.
وتابع قائلاً: لدينا مشكلة حقيقية فى الأعمال الاجتماعية فعلى الرغم من حب الناس لها، إلا أن المنتجين قد يرون أن الفكرة غير مشوقة أحياناً، ربما هذا السبب على الرغم من أنى أرى أن هذه العشوائيات تحوَّلت إلى (كمباوندات) بالفعل يستطيع أى شخص من أى مستوى اجتماعى العيش فيها، ولكن بعض الحكايات أصبحت مسطحة، فلابد من تناول قضايا مهمة، تتحدث عن الخطوات المتسارعة التى تقطعها الدولة فى طريق التنمية والرخاء، فقديماً وقت بناء السد العالى تم تقديم مئات الأعمال التى تناولت بناء السد، وأظهرت مدينتى الأقصر وأسوان وغيرهما من المناطق الرائعة فى مصر، فهذه الإنجازات قدمت على الشاشة المشاريع القومية التى كانت تتم حينها، لذا فنحن الآن بحاجة لإنتاج أعمال فنية تظهر الإنجازات التى تمت على أرض الواقع، ومنها بلا شك تحويل العشوائيات إلى أماكن آدمية تليق بالمصريين.