22-11-2024 | 02:42
ولاء الكومي
أضحك كركر.. لكن فكر .. الضحك غذاء الروح وشباب الجسد ونجوم الكوميديا شموس تبدد ظلمات الآسي والحزن، ولكل منهم طعم مميز ولون مختلف وبصمة خالدة.. ولكنهم جميعاً ينثرون البهجة والفرح لذلك تقدم الكواكب لقرائها أساطير الكوميديا الذين حفروا أسماءهم على جدران الخلود.
يعد الفنان محمود شكوكو رائد من رواد الكوميديا وفن المونولوج في مصر وكان من أشهر الفنانين تلقائية وحضور وإجتهاد وعزف منفرداً في مجال المونولوج، وذاع صيته في جميع الأوساط الفنية علي مستوي الوطن العربي.
ولد الفنان محمود شكوكو في مايو عام 1912، بحي الجمالية واسمه الحقيقي محمود إبراهيم إسماعيل موسي واسم شكوكو جزء من اسم محمود وقد ادرجت في شهادة ميلاده وأصبح أسمه محمود شكوكو.
بدء حياته الفنية بالغناء في الملاهي والافراح ليلاً، وكان يعمل نهاراً بورشة نجارة مع والده الذي ورث المهنة أباً عن جد، وكان والده يعنفه دائماً وبشدة لرغبته في أن يكون شكوكو نجاراً مثله، بدء شكوكو في بداية مشواره الفني بتقليد الفنانين في الغناء منهم محمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولكنه لم ينجح إلي أن أدرك أنه ليس مطرباً والأفضل له أن يتجه إلي فن المونولوج، اشتهر محمود شكوكو يوماً بعد يوم في مجال التمثيل وفن المونولوج وتميز بارتدائه “الجلباب البلدي” و”الطاقيه الطويلة” إلي أن اعجب به أحد النحاتين وقام بصناعة تمثال له بتلك الملابس وعرضه للبيع ومن هنا اشتهرت تماثيل شكوكو وعروسة شكوكو وانتشرت الفكرة وتم تنفيذها في أكتر من محافظة في مصر، ومن أشهر المنولوجات الكوميدية والنقدية التي قدمها الفنان محمود شكوكو هي “حمودة فايت يا بنت الجيران” و“يا واد يا حدقه” و “ جرحوني وقفلوا الاجزاخانات” و “ فستان الحلوة “ و “ يا جارحه قلبي بقزازة “
تعرف الفنان محمود شكوكو علي الفنان علي الكسار الذي أعجب به كثيراً واختاره ليقدم منولوجات بين فواصل المسرحيات وأعجب الجمهور به كثيراً آنذاك ومن خلال فرقة علي الكسار تعرف شكوكو علي عدد كبير من المؤلفين والمحلنين، حيث كان تواجده مع الكسار بمثابة تميمة الحظ له، بعدها فتحت الإذاعة المصرية أبوابها له بفضل الاذاعي المقلب في ذلك الوقت ب “كروان الإذاعة” محمد فتحي ولحسن حظ شكوكو كانت الإذاعة ستنقل حفلاً علي الهواء مباشرة من أحد الأندية بمناسبة شم النسيم فاختاره محمد فتحي ليشارك في الحفل كي يسمعه الجمهور من خلال الراديو في كل أنحاء مصر وبعد أن أنتهي من فقرته ومونولوجاته الفكاهيه المضحكة هتف الجمهور “عايزين شكوكو..عايزين شكوكو” فخرج إليهم الإذاعي محمد فتحي ليوعدهم بعودة شكوكو مرة أخري بعد إنتهاء فقرة المطرب التي كانت فقرته تليه، وبالفعل قام فتحي بإعادة شكوكو مرة أخري ليغني ويلقي المنولوجات للجمهور مرة أخرى وكانت هذه المرة الأولي والأخيرة التي يظهر فيها مغني أو مونولجست مرتين علي المسرح ويغني في الإذاعة في نفس اليوم.
كون شكوكو فرقة استعراضية بإسمه عام 1946 ضم فيها الفنانة تحية كاريوكا وعبد العزيز محمود و سميحة توفيق وكانت الفرقة تقدم عروضها علي مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة.
يعتبر الفنان محمود شكوكو هو أول من قدم مسرح العرائس وكان شغوفاً بفن العرائس وقرر أن يتجه إلي فن العرائس خصوصاً وأنه نجاراً ماهراً فقام بتصنيع العرائس الخشبية وقدم مسرحيات للعرائس مثل “ الكونت دي مونت شكوكو” و” السندباد البلدي“ وكانت من بطولة يوسف شعبان و حمدي أحمد و السيد راضي ومن تلحين سيد مكاوي ومحمود الشريف ومن إخراج صلاح السقا، والتصق اسم شكوكو بشخصية الآراجوز التي أكسبته شهرة واسعة في هذا النوع من الفن.
شكل شكوكو دوراً عظيماً في إحياء فن الآراجوز وقدم أشهر أغنية للاراجوز وهي “علي الآراجوز يا سلام سلم“ وكان يعاونه أشهر فناني العرائس في مصر الفنان علي محمود، وكتب له معظم اسكتشات الآراجوز محمود الكمشوشي وطاف هو وشكوكو بعرائس الآراجوز الخشبية العديد من البلدان الأوربية وأمريكا.
قام محمود شكوكو بتقديم العديد من الأفلام السينمائية تمثيلاً وغناءاً ومن أشهرها “الدنيا بخير“ و“اكسبريس الحب “” بلدي وخفه“ و”أنا بنت ناس“ و“أوعي المحفظة “ و“السر في بير“ و“المعلم بلبل“ و“خضره والسندباد القبلي” و“شباك حبيبي“ و“تاكسي حنطور” و“أحب البلدي“ و“ظلموني الحبايب” و “ أم رتيبة” و “ عنبر” و“خدعني أبي “ و” مليون جنية “ وغيرها من الأفلام الخالدة حتي الآن، كما قام ببطولة فيلم “عنتر ولبلب“ مع الفنان سراج منير والفنان عبد الوارث عسر ، ارتبط أسم الفنان محمود شكوكو بالفنان إسماعيل ياسين في فترة من الفترات آنذاك لتقديمهم العديد من المنولوجات والأعمال الناجحة سوياً في ذلك الوقت.
كانت آخر أفلامه فيلم “ شلة الأنس “ من بطولة نور الشريف وهدي سلطان وعماد حمدي و عزت العلايلي ونيللي ومجموعة كبيرة من النجوم ومن إخراج يحيي العلمي.
توفي الفنان محمود شكوكو في 21 فبراير عام 1985 بعد رحلة عطاء فنية زاخرة وإسعاد لملايين الجماهير في مصر والوطن العربي.