30-11-2024 | 14:30
خالد فؤاد
قديما وحديثا دائما ما يكون نجوم ونجمات الفن عرضة للشائعات.. ولكن هناك اختلافا جذريا وجوهريا بين شكل الشائعات التى كانت تطلق على الفنانين زمان، فهى لم تصل أبدا لتلك الدرجة من القسوة التى نشاهدها أحياناً اليوم، فلم نكن نرى على سبيل المثال شائعات موت أو قتل الفنانين التى تطلق بكثافة دون النظر لنتائجها السيئة سواء على الفنان أو جمهوره والمقربين منه.
ولم نكن نجد كذلك شائعات تؤدى لدمار الأسر أو التركيز على أشياء بعينها ينتج عنها العديد من المشكلات.
فى هذا التقرير نستعرض معا مجموعة من الشائعات التى تم إطلاقها على بعض نجوم ونجمات زمن الفن الجميل، لنرى معاً كيف كانت شائعات أهل الفن زمان؟
شائعات كوكب الشرق
كان فى مقدمة الفنانات اللاتى واجهن الكثير من الشائعات كوكب الشرق أم كلثوم ،فقد كانت فى شبابها المبكر وبحكم صوتها القوى الجميل وشهرتها الطاغية التى تحققت فى زمن قياسى حلم ملايين الرجال والشباب فكان كل منهم يحلم بالزواج منها ولطالما عانت كثيرا بسبب هذا من العديد من الشائعات والتى كانت تتناول الصحف بعضها وكأنها حقيقة، ولقد جن جنون والدها الشيخ إبراهيم من إحدى هذه الشائعات المغرضة ووصل به الأمر لاتخاذه قرار العودة بها للقرية وإجبارها على اعتزال الفن لولا تدخل بعض الشخصيات وتهدئته وإقناعه بالعدول عن القرار الذى سيحرم الملايين من صوتها الذى لم يجد الزمان بمثله .
وما كادت نيران هذه الشائعة تهدأ حتى خرجت صحيفة مصرية، لتؤكد على زواجها سرًا من أحد المستشارين الذى كان متزوجا من إحدى شقيقات أم كلثوم، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وهذه المرة لم يصمت أفراد عائلتها وأرسلوا ردا للصحيفة بالتكذيب وهددوا باللجوء للقضاء ضد الصحيفة ومروجى الشائعة.
ليلى مراد والشائعة التى قضت عليها
كما واجهت الفنانة الكبيرة ليلى مراد شائعة قاتلة أصعب من كل الشائعات التى واجهها كل نجوم الفن قديما وحديثا أيضا وكانت سببا رئيسا فى اتخاذها قرار الاعتزال فى وقت مبكر من حياتها رغم الشهرة الطاغية التى كانت تتمتع بها.
فعقب انفصالها عن الفنان الراحل أنور وجدى قررت السفر للخارج لتستريح وتبتعد عن الضغوط وملاحقتها بالأسئلة .
فقام المغرضون بإطلاق شائعة سخيفة عليها بأنها سافرت لجمع تبرعات لإحدى الدول.. ووصل الأمر بالبعض للتأكيد على أنها سافرت لهناك سرًا .
وتم نشر الشائعة بالصحف، سرعان ما عرفت بما يقال فعادت بسرعة البرق لتثبت براءتها من كل ما يقال وراحت تدافع عن نفسها بكافة السبل .
وبعد التأكد بالفعل من عدم صحة كل ما قيل عادت لحياتها إلا إنها ظلت تعانى نفسيا لوقت طويل ولم تعد كما كانت فقررت الاعتزال .
والمحزن حقا أن من أطلق الشائعة السيئة كما أكد المؤرخ الفنى الكبير حسن عمر “رئيس تحرير مجلتنا الكواكب آنذاك“ هو مطلقها أنور وجدى حيث لم يصدق قرارها بالطلاق وتصميمها عليه وشعوره بضياعها منه فقرر الانتقام منها بالاجتماع بصحفيين من لبنان وأبلغهم بهذا الكلام ليحطمها ويقضى عليها بعد تركها له وسرعان ما انتشرت الشائعة مثل النار فى الهشيم .
شائعات سيدة الشاشة العربية
كما تعرضت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، للعديد من الشائعات خلال مسيرتها الفنية الطويلة والحافلة وظلت حتى آخر يوم فى حياتها تتذكر تلك الشائعة التى أطلقت عليها وهى فى بداية نجاحها وتألقها حيث تمت مشاهدتها مع ضابط بوليس وسيم وأنيق أكثر من مرة على شواطئ مدينة الإسكندرية، وبسرعة البرق نشرت الصحف خبر وقوعها فى غرام هذا الضابط الوسيم وأصبح الموضوع حديث الوسط الفنى وعشاق السينما ليتضح فيما بعد أن هذا الضابط هو شقيقها منير حمامة.
وقد ظلت فاتن حمامة بعدها عرضة للشائعات التى لا تعد ولا تحصى سواء أثناء فترة زواجها من المخرج عز الدين ذوالفقار أو أثناء زواجها من عمر الشريف حيث تم تطليقهما من قبل مروجى الشائعات أكثر من مرة قبل أن ينفصلا رسميا .
ودائما ما كانت تلتزم الصمت فلا تعلق أو تجيب وبسؤالها عن أسباب عدم الرد علقت فى إحدى لقاءاتها الإذاعية مؤكدة أنها لا تهتم بتلك الشائعات فقد اعتادت عليها وتقابلها بالابتسامة مرة وبالسخرية مرات أخرى.
شائعات العندليب الأسمر
يعد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ من أكثر مطربى جيله عرضة للشائعات بحكم الشهرة الطاغية التى حققها خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضى.. فلطالما تم تزويجه سرا من فنانات وسيدات مجتمع بل وسيدات من دول عربية مختلفة .
فلم يكن يمضى شهر واحد إلا ويفاجأ بشائعة جديدة عن ارتباطه عاطفيا بهذه أو تلك .
وكان من أكثر الفنانات اللاتى ربطته الشائعات بها الفنانة زبيدة ثروت صاحبة أجمل عيون فى السينما المصرية .
وذلك أثناء مشاركتها له بطولة فيلم “يوم من عمرى“ والذى حقق نجاحا واسعا، وعلى أثره ترددت الأحاديث حول قصة حب تجمع الثنائى، وانتهت كما قالت بشائعات حطمت قلبه لأن والد الفنانة رفض زواجها منه بسبب عمله بالفن .
ورغم عدم منطقية الشائعة لكون زبيدة ثروت تعمل بنفس المهنة إلا أنها انطلقت على نطاق واسع ليتأكد فيما بعد عدم صحتها.
وتعد القصة الأبرز فى حياة حليم والتى لم يتأكد حتى اليوم صحتها من عدمه قصة زواجه من السندريللا “سعاد حسنى“ والتى فجرها الإعلامى الراحل مفيد فوزى بعد لقائه بسعاد حسنى ومحاصرتها بالأسئلة فأكدت له على أن القصة حقيقية وقالت إن زواجهما كان سريا وراح البعض ينفى والبعض يؤكد لتصبح واحدة من أكثر القصص غرابة فى الوسط الفنى .
وعلى صعيد الخلافات والغيرة الفنية واجه عبدالحليم فى حياته بل وبعد وفاته شائعات بالجملة فى هذا الإطار.
حليم وفريد الأطرش
كانت الشائعة الأكثر إثارة تلك التى أطلقت فى الستينيات حيث نشر العديد الصحف أخبار الخلافات بين عبد الحليم وفريد الأطرش بسبب حفلات شم النسيم التى اعتاد أن يحييها فريد وراح عبد الحليم بعد سفر فريد للبنان فترة طويلة يغنيها بدلا منه مما أدى إلى الخلافات حول أحقية أى منهما فى إحياء الحفلات .
ولكن هذه الخلافات نفاها الإعلامى الكبير وجدى الحكيم حيث قال: إن هذه الخلافات لم تكن موجودة أصلًا لأن حليم وفريد كانا أعز الأصحاب طوال حياتهما.
زواج وطلاق السندريللا
وبالعودة للسندريللا سعاد حسنى نجدها من أكثر فنانات الستينيات والسبعينيات اللاتى واجهن طوفانا من الشائعات عن زواجها من هذا وطلاقها من ذاك واتخاذها قرار الاعتزال لتتزوج من هذا الثرى وهكذا رغم أنها كانت من أكثر الفنانات وضوحا فى الإعلان عن زواجها من أى شخص ترتبط به وكل أزواجها كانوا كما نعلم من داخل الوسط الفنى وغالبيتهم مخرجون لهم أسماؤهم .
الشحرورة صباح والترحيل من مصر
ورغم أن النجمة اللبنانية الراحلة صباح الشهيرة بالشحرورة كانت تتميز كما نعرف جميعا بالمرح وحب الحياة .
إلا أنها عانت كثيرا من الشائعات سواء التى ربطتها بالزواج من أثرياء ورجال أعمال فى السر .
ودائما ما كانت تنفى وتؤكد على أنها ليست فى حاجة للإخفاء فيعرف الجميع أنها أكثر الفنانات جراءة ووضوحا ومع كل زيجة جديدة كانت تعلن على الفور .
ولم تكن هذه الشائعات تضايقها مثل شائعات الترحيل من مصر التى كانت تتعرض لها بصفة مستمرة ولطالما سببت لها مشكلات وأزمات نفسية فى غاية الصعوبة .