9-12-2024 | 12:58
ولاء الكومي
أضحك كركر..لكن فكر.. الضحك غذاء الروح وشباب الجسد ونجوم الكوميديا شموس تبدد في ظلمات الآسي والحزن..ولكل منهم طعم مميز ولون مختلف وبصمة خالدة.. ولكنهم جميعاً ينثرون البهجة والفرح لذلك تقدم الكواكب لقرائها أساطير الكوميديا الذين حفروا أسماءهم علي جدران الخلود
يعد الفنان أحمد الحداد رائد من رواد فن الكوميديا في مصر وتميز بتقديمه للكوميديا بشكل متنوع حسب أداء الشخصية التي يجسدها وبرع في تقديم دور الشاب الساذج المثير للسخرية بخفة ظل وحركات مضحكة وكان متميزاً في تقليد الأصوات حيث كانت تميمة الحظ له وتميز في تقديم شخصية المرأة والست " الرغاية"
ولد الفنان أحمد الحداد في 18 نوفمبر عام 1928 بمحافظة المنوفية بمصر وأسمه الحقيقي أحمد محمود محمد الحداد كان محباً للفنون بجميع أشكالها تخرج من مدرسة الفنون الزخرفية وعمل رساماً ، حيث تعرف وقتها علي زميلته السيدة ماجدة حامد أثناء عملهما معا وتزوجها .
وللصدف مواقف عديدة وعلامات فارقة في حياة أحمد الحداد حيث شاهده الإذاعي فهمي عمر وهو يقلد الفنانين وشخصية الصعيدي في احدي الرحلات النيلية عام 1948 وعلي الفور ضمه لبرنامج " ساعة لقلبك " الذي كان يقدم بالإذاعة المصرية، شارك الحداد في كتابة حلقات البرنامج وبرع في تقديم شخصية الست " الرغاية" وشخصية الصعيدي وأصبح فقرة دائمة في البرنامج وكان البرنامج سبباً في شهرة واسعة للحداد وكانت هذة الشخصيات ملازمة للبهجة والضحك مع نجوم كبار مثل الفنان آمين الهنيدي وفؤاد المهندس وسناء جميل وعبد المنعم مدبولي وفؤاد راتب الشهير بالخواجة بيچو ومحمد أحمد المصري الشهير بأبو لمعه وجمالات زايد ونبيلة السيد والعديد من نجوم الكوميديا
كما قدم أيضاً بالإذاعة برنامج " المسحراتي" وكان حسين السيد يكتب حلقاته.
قدم أيضاً مع دخول التليفزيون برامج فكاهية للأطفال وقدم دور الفتي الساذج ونجح من خلالها نجاحاً كبيراً .
ما لا يعرفه الكثيرون عن أحمد الحداد أنه بجانب حبه للفن كان محباً للرياضة وللكرة وكان متعصباً ،
وقد مارس رياضة الملاكمة وحصل على بطولة الملاكمة في وزن الريشة .
كان أول ظهور سينمائياً للحداد في فيلم بلبل أفندي بطولة الفنان فريد الأطرش والفنانة صباح وإسماعيل ياسين وحسن فايق عام 1948
وبعد غياب 6 سنوات عاد مرة أخري للسينما في عام 1954 حيث قامت الفنانة شادية بترشيحه للمشاركة بفيلم من إنتاجها وهو فيلم " ليلة من عمري " وبعد أن أثبت نجاحه في الفيلم رشحتة مرة أخرى لفيلمها " شاطئ الذكريات" عام 1955 الذي حقق نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت بخفة ظله وحركاته المضحكة وشكل ثنائي كوميدي مع الفنان السيد بدير ونجحوا في أن يقدموا للجمهور جرعة زائدة من الكوميديا والافيهات المضحكة بالفيلم،
ومن هنا أنطلق الحداد في عالم السينما وأشتهر بتقديم الأدوار المساعدة ومن أشهر أفلامه "دليلة وشاطئ الأسرار وهارب من الحب ودماء علي النيل و شارع الحب و نمر التلامذة و صراع في النيل و العزاب الثلاثة و الرسالة الأخيرة و ثمن الحب و الإبن المفقود و معبودة الجماهير و حلوة وشقية والمماليك وعالم مضحك جداً و صاحب الجلالة و أضواء المدينة وزوجة من باريس وشياطين إلي الأبد و نوع من النساء و العاشقة ".
من أشهر آفيهاته "الحمارة...أمحسب" و" أنا رقاصة والله العظيم رقاصة " و" الفقي لما بيسعد بيجيله 2 ميتين في ليلة واحدة " و" كملت واحلوت " و " أوعي ترجع لورا لحسن تدوسني " هو أنت يا مقصوف الرقبة يا أبن أبو شنب بيرقص" ،والعديد من الآفيهات الكوميدية المضحكة.
كما قدم العديد من المسلسلات التليفزيونية أشهرها مسلسل "علي الزيبق" و"الغضب".
الجدير بالذكر أن الإذاعي جلال معوض أشرك أحمد الحداد في برنامجه الشهير أضواء المدينة حيث كان يقدم اسكتشات فكاهية بين فقرات الحفلات الغنائية التي كانت تجوب كل المحافظات.
حرص الفنان أحمد الحداد لمدة 4 سنوات علي تويثق أعماله الفنية للجمهور في شرائط كاسيت ولكن لم يكتب لها الإنتشار.
أصيب الحداد بمرض الفشل الكلوي وكان يغسل عدة مرات في الأسبوع وبعد الغسيل يذهب للاستوديو للتصوير وأصبح متعباً في أواخر أيامه ولم يفصح لأحد عن مرضه خوفاً من ألا يطلبه أحداً للعمل فكان شغفه وحبه الشديد والعنيف للفن بمثابة مسكن وعلاج روحي له.
توفي أحمد الحداد بعد فترة تعب شديدة في 17 يونيو عام 1992، متآثراً بإصابته بالفشل الكلوي تاركاً لمحبيه تاريخاً حافلاً من الفن والإبداع الخالد في فن الكوميديا.