27-12-2024 | 14:54
نانيس جنيدي
شهد الفن المصرى، لا سيما السينما المصرية، تطوراً ملحوظاً خلال عام 2024، فقد حقق الإنتاج السينمائى لهذا العام الرقم الأعلى منذ سنوات طويلة، واستمرت الطفرة التى حققتها السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة على مستوى الإنتاج وتحديداً فى عدد الأفلام التى تم عرضها فى صالات السينما على مدار العام، حيث وصل عدد الأفلام فى 2024 إلى 43 فيلماً، متخطياً ما تم عرضه فى عام 2023، بعد أن تم عرض 42 فيلماً العام الماضى.
وفى هذا الإطار تحدثت «الكواكب» مع المخرج الكبير عمر عبدالعزيز، رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية، عن التطور الذى حدث فى الفن خلال هذا العام، وعن الآليات الواجب التعامل بها لاستمرار النهوض بالفن والسينما المصرية خلال الفترة المقبلة، فتعالوا معنا إلى سطور هذا الحوار.
إذا لخصنا حال الفن خلال 2024 فى عبارات كيف تصفه وكيف تراه؟
الفن يحاول العودة إلى ما كنا فيه، وأتمنى الاستمرار وإنتاج عدد أفلام أكثر، ففى بعض الأعوام كنا نصل لإنتاج 120 فيلماً، ولابد من الاستمرار فى التنوع وأنا مؤمن بالشباب وأيضاً مؤمن بالخبرات، فأتمنى تواجد للاثنين فى العديد من الأعمال.
المنصات أيضاً نجحت فى خلق مواسم موازية طوال العام للأعمال الدرامية ولم تعد المسلسلات مقتصرة فقط على الازدحام فى الموسم الرمضانى.. كيف ترى هذه الظاهرة؟
لابد من وجود الزخم فى رمضان؛ لأن الضوء مسلط دائماً على شاشة التليفزيون فى هذا الموسم، فالأساس هو شاشة التليفزيون، ومعها المنصات والعمل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت.
بالنسبة للمهرجانات السينمائية كيف تقيم تواجد أفلامنا المصرية بالمهرجانات الدولية على مستوى الكم؟
لابد من زيادة الإنتاج السينمائى داخل مصر، فصحيح أن بعض الأعمال المصرية أصبحت تتواجد فى مهرجانات عالمية ولكننا نحتاج إلى الزيادة والتمثيل الأكبر.
كيف يرى المخرج عمر عبدالعزيز دراما رمضان 2024.. وتقييمه لها؟
أُعجبت بمسلسل «الحشاشين» بشدة، وأيضاً مسلسل «أشغال شقة»، فهو مسلسل كوميدى محترم لأن صناعه تعاملوا مع الموضوع بجدية وليس الهدف الضحك دون قضية.
هل ترصد تطوراً فى الحركة الفنية خلال 2024 سواء من ناحية الكم أو الكيف؟
الفن خلال عام 2024 يحاول النهوض بعد الركود منذ 2011، وبدأ النهوض يظهر، ولكن نحتاج الأكثر.
اشتهرت بتقديم أفلام كوميدية ولكن لها طابع الجدية ربما أشهرها «الشقة من حق الزوجة» و«هنا القاهرة».. كيف ترى الأعمال الكوميدية الآن.. وهل لها نفس الدور؟
الكوميديا فن الخلود، أن تستطيع مشاهدة الفيلم مرة واثنتين وثلاث مرات، ولكن بعض ما أراه الآن، هو بعض الأفلام التى تحاول إضحاك الناس فقط، لذا نحتاج أكثر إلى توظيف الموضوعات الحقيقية فى قوالب كوميدية.
من من نجوم الكوميديا الآن يضحك عمر عبدالعزيز؟
من يوضع فى موقف مضحك سيضحكنى، فلدينا محمد هنيدى وأحمد حلمى وهناك كوميديانات جدد مثل هشام ماجد ومحمد عبدالرحمن (توتا) ومصطفى خاطر، فهؤلاء أراهم يقدمون كوميديا حقيقية وأتمنى توظيف الكوميديا بهذه الصورة.
أيضاً كيف تقيم ظاهرة المسلسلات ذات الـ15 حلقة سواء خارج الموسم الرمضانى أو داخله بل نجد أحياناً أعمالاً تقدم فى 10 حلقات أو 5.. كيف ترى هذه الظاهرة؟
حسب الموضوع، هل يحتاج سباعية أو 15 حلقة أو 30، الأمر كله حسب احتياج الموضوع، قديماً كانت هناك السباعية مسلسل من 7 حلقات، ثم 13، ثم الـ30، ثم عادوا إلى 15 حلقة، المهم هل استطعت أن أوصل فكرتى أم لا؟ هناك مسلسلات تخطت الـ100 حلقة مثل «رأفت الهجان»، و«ليالى الحلمية» وغيرهما، ولكن الفكرة كانت تحتمل ذلك، فالقصة كلها تعود لاحتياج الدراما التى تقدمها الحدوتة المعروضة، والمهم أن تصل الرسالة دون تقصير أو تطويل دون داعٍ.
من تحرص على انتظار متابعة أعماله خلال رمضان أو بشكل عام من نجوم المسلسلات التليفزيونية؟
الموضوع هو ما يأخذنى وليس الشخص، بمعنى أن ما يعجبنى هو الفكرة، فمثلاً أُعجبت العام قبل الماضى بمسلسل منى زكى «تحت الوصاية»، الموضوع هو ما يأخذنى ويجذبنى، وأنا أتابع أول يوم رمضان أشاهد كل الأعمال، وأركز على شىء بعينه، ووجدت العام الماضى أن مسلسل «الحشاشين»، كان مختلفاً وبه فكرة ممتازة، لكن لا أستطيع متابعة كافة الأعمال لأن رمضان شهر الصيام والتعبد.
تتردد كثيراً عبارة أن صناعة السينما تواجه مشكلة.. هل خرجنا من هذه المشكلة.. ولو هناك تحسن كيف جاء.. ولو أننا ما زلنا قابعين فى نفس النقطة كيف ننطلق وما هى آليات الحلول؟
لابد من التنوع، فعلى مدار تاريخ السينما كانت هناك أفلام «A» و«B» و«C» حسب تكاليف الإنتاج، حتى أفلام الـ«C»،أخرجت نجوماً، مثلاً فيلم «رجب فوق صفيح ساخن» كان فيلم «C»، وأخرج عادل أمام، الذى أصبح نجم النجوم، أيضاً فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، الذى أخرج جيلاً من النجوم رغم أنه فيلم «C»، ولابد من إظهار الإنتاج على الشاشة فى عناصر الفيلم جميعها.
بوصفك رئيساً للاتحاد العام للنقابات الفنية الثلاث.. ما المشكلات والتحديات التى تواجه كل نقابة على حدة؟
النقباء الثلاثة، د. أشرف زكى، ود. مسعد فودة، والفنان مصطفى كامل، نحن جميعاً فى الاتحاد، وبالطبع نقابة الموسيقيين دخلها جيد وعظيم، حتى من الجانب الصحى. أيضاً نقابة الممثلين ترفع المعاشات، أما نقابة السينمائيين فهى أحياناً تواجه بعض التحديات.
أصبحت أفلام الأكشن مسيطرة على السينما وأكثر ما يحقق إيرادات.. كيف تفسر ميل الجمهور لهذا النوع من الأفلام؟
كما قلت، هذا التنوع مطلوب، كما أن تقديم كافة الألوان مطلوب أيضاً، أما ميل الجمهور للأكشن فهو اتجاه وصيحة ربما تحاكى الأفلام الأجنبية، أو تعكس نوعاً جديداً من ذوق الشباب، ولكن ما ينبهر به الجمهور اليوم ربما يمل منه سريعاً فى الغد.
بعد توقف «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» العام الماضى استئناف دوراته هذا العام.. كيف ترى هذه الدورة من المهرجان؟
المهرجان فى تحسن ويعرض أعمالاً مهمة، وما يهمنى فى أى مهرجان هو إقبال الجمهور، وقد شرفنا المهرجان جداً هذا العام، واستطاع أن يجذب قطاعاً كبيراً من الجمهور، وقدم عشرات الأفلام المتميزة من كافة أنحاء العالم لترضى جميع الثقافات.
كيف تتحدث عن وجود «فلسطين» بقوة فى «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» هذا العام فى حفلَى الافتتاح والختام.. وكذلك الأفلام كانت مهيمنة بشدة على عروض المهرجان فى الأفلام الطويلة والقصيرة وما إلى ذلك؟
أراه موقفاً عظيماً جداً، فقد شاهدت أفلاماً قصيرة فلسطينية مهمة جداً، وفلسطين تحاول أن تنتج أعمالاً مهمة، فلسطين فى القلب، هذا شىء طبيعى ناحيتهم، فما بالك وهم ينتجون أعمالاً مهمة تسافر مهرجانات.
انتشر الاتجاه لإقامة مهرجانات سينمائية فى المحافظات، فسمعنا مؤخراً عن الدورة الأولى لـ«مهرجان الفيوم السينمائى» فضلاً عن النية لإقامة مهرجان للسينما فى بورسعيد.. فكيف ترى هذا الاتجاه؟
نحن فى لجنة المهرجانات تحدَّثنا مع وزير الثقافة فى أن المحافظات تحتاج لهذا أكثر على غرار القاهرة والإسكندرية، ووفقنا هذا العام فى إقامة مهرجان الفيوم، وأتمنى أن أرى مهرجانات فى المنيا وأسيوط وكل محافظات مصر، فنحن فخورون بـ«مهرجان أسوان للمرأة» و«مهرجان الأقصر للسينما»؛ لأن الإقبال عليهما عظيم، ولابد من الذهاب إلى هذه المحافظات، فأهالى المحافظات متشوقون للسينما أكثر من جمهور القاهرة.