لأول مرة منذ سنوات طويلة أشاهد فرقتى رضا والقومية التابعتان للبيت الفنى للفنون الشعبية يقدمان استعراضات جديدة عما عهدناه من الاستعراضات الشعبية التراثية التى قدمها الراحل محمود رضا فى فرقة رضا وكبار مصممى الاستعراضات فى الفرقة القومية وأصبحت علامة مميزة فى تاريخ الفن الشعبى والاستعراضى المصرى واثارت اعجاب العالم كله، ومازالت تقدم على خشبة مسرح البالون وغيرها من المسارح العالمية حتى الآن . أضف إلى هذا أن الفرقتين شاركتا في تقديم استعراضات مشتركة جديدة قدمت على مسرح البالون من خلال احتفالية البيت الفنى للفنون الشعبية وحازت على اعجاب الجماهير التي امتليء بها المسرح والذي يتجاوز عدد كراسيه 850 كرسي فهو من أكبر مسارح الدولة عددا ومساحة. حينما أقيمت الاحتفالية كنت خارج مصر لكن الفنان تامر عبد المنعم رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية أرسل لى فيديو الاحتفالية التى أثارت اعجابى وانبهارى وجعلتنى استمتع كثيرا بهذه الاحتفالية والتى اذيعت على القنوات الفضائية ، فهناك استعراضات وملابس وأغاني جديدة قدمتها الفرق كل على حده بشكل فنى جميل إضافة إلى الاستعراضات المشتركة ..حتى شكل الديكور وإخراج الاحتفالية كان مختلف. الاحتفالية لم تختص بفرقتى رضا والقومية فقط لكن شارك فيها أيضا جميع فرق البيت الفنى للفنون الشعبية، حتى السيرك القومى شارك بعض لاعبيه بفقرات مختلفة خلال الاستعراضات التى قدمت فى الاحتفالية . فمنذ تولى الفنان تامر عبد المنعم منصبه رئيسا للبيت الفنى للفنون الشعبية وهو يضع نصب عينيه خططا لتطوير فرق البيت الفني وتقديم استعراضات وأفكار جديدة اعتمد فيها على إنتاج عروض مبهرة تتوافق مع هوية البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا و استثمارا ماليا كثيرا . فقد اقام حفلات غنائية للفنان على الحجار فى احتفالات نصر أكتوبر، وكان بمشاركة فرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة أنغام الشباب، وكذلك حفل الفنان إيهاب توفيق مع استعراضات فرق البيت الفنى والتى حققت نجاحا جماهيريا كبيرا علق من خلالها لافتة كامل العدد على شباك التذاكر فى مسرح البالون رغم كبر المسرح، أضف إلى هذا أن خطته لتطوير البيت الفنى تتضمن الكثير سيتم تنفيذه خلال الفترة المقبلة. لكن ما يعجبنى فى تامر عبد المنعم وهو ممثل ومخرج شاطر أنه درس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية جيدا ووضع يده على المشاكل الحقيقية وبدأ يعمل على تحقيق الهدف الأساسى من إنشاء البيت الفنى، وهو الحفاظ على الموروث الشعبى والهوية الفنية المصرية وبدأ فى معالجة المشاكل فمثلا خطتة لتطوير السيرك القومى أحد أهم المعالم الفنية فى مصر تعتمد على تطوير مدرسة السيرك وتخريج أجيال جديدة وإرسال لاعبى السيرك فى بعثات خارجية وايفاد مدربين عالميين من الخارج كما كان يحدث قديما لتطوير الفقرات والألعاب التى تقدم منذ سنوات طويلة لتقديم ألعاب و فقرات جديدة تتناسب مع التطور الحاصل فى السيرك العالمي . وكذلك باقى الفرق الفنية التابعة للبيت الفنى والتى يصل عددها الى خمس فرق بخلاف السيرك القومى وهى فرقة رضا للفنون الشعبية والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرقة تحت 18 وفرقة أنغام الشباب والفرقة الغنائية الاستعراضية، وسيتم عمل كل فرقة حسب الهدف الذي أنشئت من أجله وتقديم عروض فنية تتوافق مع هدف البيت الفنى، وهى عروض استعراضية وغنائية وشعبية يقوم بها نجوم كبار لجذب الجمهور مرة أخرى للمسرح، وتظل لافته كامل العدد موجودة على شباك تذاكر مسرح البالون . وهذا الأمر لن يقتصر على مواقع ومسارح القاهرة فقط لكن أيضا فى جميع المواقع التابعة له مثل مسرح محمد عبد الوهاب فى الإسكندرية العاصمة الثانية، وثانى أكبر المدن المصرية، فالمسرح يستطيع أن يعمل طوال العام وليس أشهر الصيف فقط، وكذلك سيرك 15 مايو وسيرك جمصة و يخطط لتقديم العروض الفنية المختلفة فى باقى المحافظات. خططه لم تتوقف عند هذا فقط فهناك خطة لوضع البيت الفنى فى مكانه عالمية ببرنامج عالمى كما يحدث في المسارح الاستعراضية العالمية والاستفادة من تقديم هذه الفنون فى المراكز الثقافية المصرية فى الخارج وأيضا المسارح العالمية وفتح شباك تذاكر فيها، وتقديم فنوننا الشعبية المختلفة فى كل أنحاء العالم كما تفعل بعض الفرق الأجنبية حينما تقدم أعمالها فى مصر . خطة تطوير البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية لا تتوقف عند تطوير الفرق الفنية وعروضها ولكن أيضا تشمل رفع كفاء مسرح البالون وتطوير المسرح ليكون فيه عنصر جاذب وتطويرالبنية التحتية لمسرح البالون والسيرك القومى ومدخلهما بشكل جاذب ومضىء يليق بمكانتهما التاريخية والفنية وعمل صيانة شاملة لجميع المواقع وإعادة توظيف الطاقات البشرية الموجوده . وخلال الفترة المقبلة يستعد مسرح البالون لعروض " الملك وأنا " لداليا البحيرى وفريد النقراشى من إخراج محسن رزق وأيضا إعادة عرض " عامل قلق " لسامح حسين والذى حقق إيرادات كبيرة ويقدم خلال إجازة نصف العام، وإعادة تقديم عرض" نستولوجيا " على مسرح البالون وستقدم فرق بورسعيد والإسكندرية للفنون الشعبية بقصور الثقافة عروضا مع فرقتى رضا والقومية وهو فكر جديد يسعى لتطوير الفنون الشعبية المصرية مع الاحتفاظ بالتراث الفنى الضخم الذى لدينا. الفنون الشعبية هى الفنون المرتبطة بالشعب والمعبرة عن فئاته المختلفة وهى جزء أصيل من ثقافتنا وتراثنا وهى هويتنا الحقيقية التى يجب علينا المحافظة عليها وتطويرها واكتشاف المخزون الشعبي الضخم الذى مازال لم يقدم بعد وتقديمه وأعتقد أن الفترة المقبلة فى ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالفنون والثقافة المصرية، ستحظى بدعم كبير يحافظ عليها لتعود بصورة أكبر إلى الضوء كباقى الفنون المصرية .