17-1-2025 | 18:21
دائما ما يراهن الرئيس عبد الفتاح السيسى على وعى المصريين ومدى إدراكهم للمخاطر الخارجية والشائعات التى تستهدف هدم الإنجازات التى تقوم بها الدولة، فأعز ما يملك الإنسان هو عقله، وهذا العقل يحتاج للعناية والمراجعة والتطوير من حين إلى آخر.
معركة الوعي هي واحدة من أهم القضايا التى تواجه المجتمعات عبر العصور حيث ترتبط بقدرة الأفراد والجماعات على إدراك الحقائق وفهم التحديات والتمييز بين الحقيقة والتضليل فى ظل التقدم التكنولوجي ووسائل الإتصال الحديثة.
كل ما حولنا مرتبط بدرجة ما من الوعي وعلى قدر اكتسابنا لهذا الوعي يتحقق التقدم والأمان والاستقرار، خاصة وأننا نعيش مرحلة استخدام الأساليب النفسية لفرض السيطرة على العقول وتشويه الوعي الجمعي للعبث بمكونات هويتنا ،وإعادة بناء الهوية الفكرية والثقافية للشعوب، وكأنها تعني التحولات الجذرية فى القيم والمفاهيم التى تحكم المجتمعات.
والفوز فى معركة الوعي يتطلب منا التوعية فى هذا النوع من الأساليب النفسية التى تستخدم للسيطرة على الفكر، ومن بين هذه الأساليب نجد التكرار المفرط للأفكار وغرس مشاعر الخوف أو الشعور بالذنب، واستخدام الدعاية الموجهة، وتعزيز الشعور بالدونية من خلال المقارنة المستمرة ، والتلاعب باللغة لإعادة تشكيل المفاهيم وغيرها من الأساليب النفسية التى لم تنتهي، وزيادة الوعي بهذه الأساليب تمكن الفرد من تحليل المعلومات بموضوعية والتمييز بين الحقائق والأوهام، كما تساعده على تطوير قدرة التفكير النقدي مما يحميه من الوقوع فى فخاخ السيطرة الفكرية، وفى تقديري نحن الشعب شركاء فى صناعة هذا الوعي بالمشاركة المجتمعية بمعنى تشجيع مشاركة الأفراد فى المجتمع واتخاذ أدوار فعالة فى نشر الوعي، وإن دورنا أن نكون مؤثرين لحماية أنفسنا من التأثيرات السلبية واتخاذ القرار بناء على وعي وإدراك.
ونتمنى أن تحظى الأجيال القادمة بشئ من الوعي عبر تشجيع الفنون والآداب اللذين يعبرا عن الهوية، و تعزيز مهارات التفكير المنطقي لدى الأفراد لتمكينهم من تحليل المعلومات، وتعليم كيفيه التفريق بين الحقائق والآراء وبين الدعاية والمعلومات الصحيحة، وتوجيه الأفراد لاستخدام مصادر موثوقة ومتعدده للتحقق من صحه المعلومات مع التوعية بأن السيطرة على الفكر وتشويه العقول تتعارض مع القيم الأساسية للإنسانية، والتوجيه بضرورة إدخال موضوعات عن الدعاية والسيطرة الفكرية والأساليب النفسية في المناهج التعليمية، لتوضيح كيفية استغلال الخوف والكراهية أو الانقسامات الاجتماعية كأدوات للتحكم، وذلك لتدريب الأفراد على مواجهتها، مع توفير منصات لتفكيك الأفكار المشوهة، وتدريب الأفراد على قراءة الرسائل الإعلامية بوعي بما في ذلك فهم الرسائل الضمنية والمغلوطة لبعض وسائل الإعلام.
واستمرار التعاون مع خبراء في مجالات علم النفس والإعلام والدين كما يحدث الأن لصناعة منهجية فعالة واستخدام للقيم الدينية كوسيلة لإبراز خطورة التلاعب بالأفكار ومدى تعارضه مع المبادئ الأخلاقية.
والتوعية المطلوبة تحتاج إلى استمرار تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية والاعلامية والدينية بجانب الأفراد أنفسهم لمواجهه هذه الظاهرة التي تهدد سلامة المجتمع، والرسالة الإنسانية هي أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفراداً أو مؤسساتٍ، لنشر الوعي والفكر المستنير .