18-1-2025 | 13:51
شيماء محمود
فى لقاء خاص مع الفنان، د. أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، استعرض حصاد عام 2024 للفن المصرى بمختلف مجالاته، مشيراً إلى الإنجازات البارزة التى حققها الفنانون المصريون، وخلال الحوار، سلَّط زكى الضوء على الجهود المبذولة لدعم المواهب الشابة، مؤكداً دور النقابة المحورى فى تمهيد الطريق لجيل جديد من الفنانين المبدعين، وإتاحة الفرص لهم للإسهام فى نهضة القطاع الفنى.
وتحدث زكى عن تأثير المنصات الرقمية على المشهد الفنى، وكيف يمكن للفن المصرى أن يستفيد منها.
أبدى زكى كذلك رؤيته حول أهمية المهرجانات الفنية كوسيلة لتعزيز مكانة الفن المصرى، مشيداً بالدور الذى تلعبه تلك المهرجانات فى إبراز القيمة الثقافية والإبداعية للأعمال الفنية، سواء من خلال تكريم الرواد أو تسليط الضوء على المواهب الصاعدة، كما أكد أهمية العمل الجماعى لتعزيز الحضور المصرى على الساحة الفنية الدولية، مشدداً على أن الفن سيظل دائماً إحدى أهم أدوات مصر للتواصل والتأثير على المستوى العالمى.
وختاماً، دعا إلى التكاتف بين جميع العاملين فى القطاع لتحقيق المزيد من النجاحات والمحافظة على مكانة مصر الرائدة كمنارة للإبداع الفنى والثقافى.
كيف تقيم مستوى الإنتاج الفنى فى السينما والمسرح والتليفزيون لعام 2024؟
الإنتاج الفنى شهد نمواً ملحوظاً رغم التحديات التى تواجهه، نحن اليوم أمام واقع جديد، بفضل انتشار القنوات الفضائية والمنصات الرقمية التى وفرت تنوعاً كبيراً فى المحتوى وزادت من حدة المنافسة، ويعزى هذا التطور إلى الدور البارز الذى لعبته الشركة المتحدة بمنهجيتها المميزة فى دعم هذا القطاع، مما يدعو إلى الفخر أن الأعمال المصرية تحقق نجاحات لافتة على المستوى العربى، مع تألق واضح للممثلين والمبدعين المصريين على مختلف المنصات.
ما أبرز الإنجازات أو المشروعات التى لفتت انتباهك خلال العام؟
ما لفت انتباهى هو ظهور جيل جديد من الشباب فى مختلف المجالات الإبداعية، ليس فقط كممثلين، بل أيضاً كمصممى أزياء، مهندسى ديكور، ومديرى تصوير. هذا التجديد كان ضرورياً للساحة الفنية، حيث يثرى العمل جنباً إلى جنب مع الرواد الذين يواصلون تقديم خبراتهم القيمة.
كيف لعبت النقابة دوراً فى دعم الفنانين خلال 2024؟
النقابة بذلت جهوداً كبيرة لتقديم دعم شامل يلبى احتياجات الفنانين بمختلف فئاتهم، حيث أطلقت مبادرات عدة، ومن أبرز هذه المبادرات كان تنظيم مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصرى فى دورته السابعة، كما وفرت النقابة مجموعة من الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والدعم الاجتماعى.
وكيف ترى نجاح مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصرى؟
كان هذا المهرجان بمثابة خطوة استثنائية نحو دعم الحركة الفنية والإبداعية، ومن خلاله تم تسليط الضوء على جيل جديد من الشباب، وإتاحة الفرص لهم للتعبير عن قدراتهم وإطلاق العنان لمواهبهم فى مختلف المجالات الفنية، لم يقتصر الأمر على مجرد الاحتفاء بالمواهب الصاعدة، بل ركز المهرجان على تقديم دعم حقيقى وملموس لهؤلاء الشباب، من خلال إبراز إبداعاتهم وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة فى المشهد الفنى.
هل هناك أخبار عن استمرار دورات المهرجانات؟
أتطلع إلى أن تستمر مهرجانات النقابة بنفس الزخم والقوة التى حققتها فى الأعوام الماضية، لأنها تمثل ركيزة أساسية فى دعم الحركة الفنية وتعزيز مكانة الفن المصرى على المستويين المحلى والدولى، فهذه المهرجانات بمثابة منصات تجمع بين تكريم رواد الفن، وتسليط الضوء على المواهب الصاعدة، وتجمع بين فنانين، نقاد، وجمهور شغوف بالفن، كما أنها تسهم بشكل مباشر فى إبراز القيمة الحقيقية للفن المصرى كقوة ناعمة لها دور كبير فى تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز الصورة الإيجابية لمصر عالمياً.
كيف ترى تأثير المهرجانات الفنية على تسويق الأعمال المصرية؟
تلعب المهرجانات الفنية، دوراً محورياً فى تعزيز مكانة الفن المصرى وإضافة زخم كبير إلى المشهد الإبداعى. فهذه الفعاليات ليست مجرد مناسبات احتفالية، بل إنها تسهم فى تسليط الضوء على المواهب المصرية وإبراز التنوع الثقافى والفنى الذى تزخر به البلاد، أما على المستوى الدولى، فهى تمثل جسوراً للتواصل مع مختلف الثقافات والفنون حول العالم، مما يمنح الفنانين المصريين فرصة فريدة للاحتكاك بزملائهم من مختلف الدول، وتوسيع آفاقهم المهنية والإبداعية، كما أن تلك المهرجانات تحفز الصناع على تقديم أفضل ما لديهم، سواء من خلال المنافسة على الجوائز أو السعى لتحقيق إعجاب الجمهور والنقاد، وهذا الدافع نحو الإبداع والجودة يسهم بشكل مباشر فى رفع مستوى الإنتاج الفنى وتعزيز صورة الفن المصرى كقوة ناعمة تعبر عن هوية الوطن وتاريخه.
كيف ترى حالة المسرح فى مصر حالياً؟
المسرح المصرى كان وسيظل رائداً فى الساحة الفنية، ولكن من الضرورى أن نعمل على الاستمرار فى تعزيز حضوره وإعادته إلى واجهة الاهتمام الجماهيرى بالشكل الذى يليق بتاريخه العريق كما يتم الآن، وآمل أن يستمر فى تقديم أعمال استثنائية تبرز مواهبه الفريدة.
وماذا عن السينما؟
السينما المصرية على الرغم من الجهود المبذولة للمضى بها قدماً وتعزيز الإنتاج السينمائى، فإن عدد الأفلام التى أُنتجت فى عام 2024 كان محدوداً نسبياً، وأتمنى أن نرى عودة إلى العصر الذهبى الذى شهد تقديم أعمال خالدة، هذه العودة تتطلب تشجيع المواهب الصاعدة بصورة أكبر كما يتم حالياً، وابتكار أفكار جديدة تثرى المحتوى إكمالاً لما يبذل من جهود فى هذا الإطار الآن.
كيف ترى تأثير المنصات الرقمية على الدراما التليفزيونية؟
المنصات الرقمية أصبحت اليوم ركيزة أساسية فى صناعة المحتوى، حيث أسهمت بشكل كبير فى إحداث نقلة نوعية فى المشهد الفنى والإبداعى، هذه المنصات لم تكتفِ فقط بتوسيع دائرة المشاهدة وإتاحة المحتوى لجمهور أوسع على مستوى العالم، بل أضافت أيضاً طابعاً تنافسياً قوياً بين المنتجين والمبدعين، هذا التنافس يدفع الجميع إلى تقديم أعمال ذات جودة عالية وأفكار مبتكرة تسعى إلى كسب إعجاب المشاهدين ورضاهم.
وتكمن الميزة الأكبر لهذه المنصات فى التنوع الهائل الذى توفره؛ فقد أصبح المشاهد قادراً على الوصول إلى محتوى يتناسب مع اهتماماته، كما أنها تتيح للمواهب الجديدة فرصاً للظهور والتألق، وفى النهاية فإن المستفيد الأكبر من هذا التطور هو المشاهد.
ما الخطط المستقبلية للنقابة؟
نحن الآن نعمل على مجموعة من المشاريع التى تهدف إلى تعزيز القطاع الفنى ودعم المبدعين، من أبرز هذه المشاريع إنتاج 5 أفلام جديدة، نهدف من خلالها إلى منح الفرصة للفنانين الذين لم يحصلوا على نصيبهم العادل من الظهور والإبداع.
إضافةً إلى ذلك، نعمل على تطوير تطبيق إلكترونى وموقع رسمى للنقابة، بهدف تعزيز التواصل بين العاملين فى هذا المجال.
كما نقترب من تحقيق إنجاز مهم يتمثل فى افتتاح «مسرح الإسكندرية» قريباً، وهو حدث نعتبره محطة فارقة لإعادة إحياء النشاط المسرحى فى واحدة من أعرق المدن الثقافية فى مصر، نطمح لأن يصبح هذا المسرح منبراً للمواهب الصاعدة ومصدر إشعاع ثقافى وفنى يعزز مكانة الإسكندرية كمركز للفنون والإبداع.
أخيراً.. ما الرسالة التى توجهها للسينمائيين؟
رسالتى إلى كل السينمائيين واضحة ومباشرة: «يا أيها السينمائيون.. اتحدوا»، الفن المصرى يحتاج إلى تكاتف جميع عناصره من مخرجين ومنتجين وكتاب وممثلين وتقنيين للعمل معاً بروح الفريق الواحد.
الاتحاد لا يعنى فقط العمل على مشاريع مشتركة، بل يتضمن أيضاً تبادل الخبرات، ودعم المواهب الشابة، وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات التى قد تعيق تطور الصناعة.
الفن المصرى يمتلك إرثاً غنياً وشهرة عالمية بنيت عبر عقود طويلة من الإبداع والتميز، والحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه يحتاج إلى جهود جماعية ووعى بأهمية التعاون، عندما نتحد كصناعة واحدة، نضمن أن يبقى الفن المصرى حاضراً بقوة، وقادراً على مواصلة دوره الرائد كمصدر إشعاع ثقافى وحضارى.