13-2-2025 | 13:52
عمرو محي الدين
في عالم الفن المصري، تظل بعض العائلات محط اهتمام الجمهور لما قدمته من إسهامات كبيرة في مجال التمثيل والمسرح، ومن أبرز هذه العائلات تأتي عائلة الفنان الراحل عثمان محمد علي، الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ الفن المصري، وساهم بتقديم العديد من الأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، فهو فنان قدير، تميز بالأدوار التاريخية والدينية العميقة، وكان له دور كبير في تعليم وتوجيه أبناءه في مجال الفن، فأنجب الفنانة القديرة سلوى عثمان وشقيقها هشام، اللذين تابعا مسيرته الفنية وأصبحا من الأسماء اللامعة في عالم التمثيل.
في أحد اللقاءات التلفزيونية، تطرق الفنان الراحل عثمان محمد علي إلى بدايات علاقته مع زوجته، وكشف عن تفاصيل عاطفية طريفة في مسيرته الشخصية، حيث قال: "عطلني عميد المعهد سنة لأنني قابلت زوجتي في المعهد واتجوزنا وخدنا شهر عسل 15 يوم، والعميد وقتها ممدوح أباظة شال اسمي من كشف الحضور ومشالش اسمهما وتعنت معايا فقمت بإعادة السنة الدراسية"، كان ذلك الحديث جزءًا من شخصيته الحقيقية التي ظهرت في حياته الخاصة، حيث كان يقدّر الحب والأسرار الجميلة التي تشكلت حوله، فحبه لزوجته شكل جزءًا كبيرًا من نجاحه الشخصي والفني.
لا شك أن الفنان الراحل عثمان محمد علي كان له تأثير عميق على أبنائه، فالأب الذي تربع على قلوب جمهوره، أبدع في تقديم الأدوار الدينية والتاريخية في العديد من المسلسلات البارزة مثل "عائلة الحاج متولي", "لن أعيش في جلباب أبي", "الضوء الشارد", و "أبو حنيفة النعمان" وغيرها من الأعمال التي نالت إعجاب الجمهور. وعندما سُئل عن تأثيره على أبنائه، كشف عن حبه للفن وحرصه على أن ينمّي فيهم شغف التمثيل، وقال في حديثه: "حببت سلوى وهشام في الفن وهما في صغرهما، وأنا كنت مفتش مسرح مدرسي للأطفال في الإسكندرية، وكانا مشاركين معي في المسرح، وعمري ما أجبرتهم على شيء ولا مديت يدي عليهم".
سلوى عثمان: من المسرح المدرسي إلى النجومية
الفنانة سلوى عثمان، التي تعتبر واحدة من أبرز الفنانات في السينما والتليفزيون، تحدثت في العديد من اللقاءات عن تأثير والدها عليها في مسيرتها الفنية. قالت سلوى عثمان: "كنت أشارك أنا وأخي في حفلات كان ينظمها والدي في فترة طفولتنا، فكنت أقف على المسرح منذ أن كان عمري 7 سنوات، فالبيئة المحيطة بنا كانت تؤهلنا للعمل في مجال الفن". تعلمت سلوى الكثير من والدها الراحل، خاصة في ما يتعلق بالتزامه الشديد بمواعيده، حيث كانت تلك إحدى صفاته المميزة التي نقلها إلى أبنائه، وأضافت: "تعلمت منه أنني عندما أؤدي دورًا، أؤديه بشكل حقيقي، وأضع نفسي في نفس موضع الشخصية التي أؤديها لكي تصل للجمهور".
هشام عثمان... شغف بالفن وبصمة مستمرة
أما شقيق سلوى، هشام عثمان، فقد كان له نصيبه من هذا الشغف العائلي بالفن، حيث نشأ في بيئة فنية. ورغم أن مسيرته الفنية كانت أقل بروزًا من شقيقته، إلا أن حبه للفن والتمثيل كان واضحًا منذ طفولته، حيث أبدع في العديد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية، مؤكدًا على تواصل العائلة مع عالم الفن.
إرث فني خالد
الفنان الراحل عثمان محمد علي قد ترك إرثًا فنيًا عظيمًا لم يقتصر فقط على ما قدمه من أعمال، بل امتد تأثيره أيضًا إلى عائلته، حيث أسهم في تأسيس جيل جديد من المبدعين الذين تابعوا درب الفن الذي بدأه. وعندما نتذكره اليوم، نتذكره ليس فقط كفنان عظيم، ولكن كأب ناجح وعاشق للفن، زرع في قلب أولاده حب المسرح والتزامه، ليظل اسمه محفورًا في تاريخ الفن المصري.