السبت 22 فبراير 2025

برامج المقالب والمسابقات....مسرح رمضان المرح

برامج المقالب والمسابقات....مسرح رمضان المرح

22-2-2025 | 12:57

موسى صبرى
أصبحت برامج المقالب جزءاً من البرامج الإعلامية المرتبطة بشهر رمضان فى الوطن العربى، حيث باتت عنصراً ثابتاً فى خريطة العرض الرمضانى على مدار العقود الماضية، فمنذ انطلاق أول برامج المقالب، ارتبطت هذه النوعية من البرامج بحالة البهجة والضحك التى يبحث عنها المشاهدون خلال الشهر الكريم، حتى صارت من أبرز عوامل جذب الجمهور، وتحقيق نسب مشاهدة قياسية. بدأت هذه البرامج ببساطتها وعفويتها، معتمدةً على تصوير ردود فعل المواطنين فى الشارع، قبل أن تأخذ منحنى أكثر تطوراً، لتنتقل إلى دائرة استضافة المشاهير والفنانين، من خلال مقالب تتسم بالكوميديا والمرح. هذا التحول صاحبه تطور تقنى وإخراجى ملحوظ، أدى إلى إنتاج برامج تحمل طابعاً سينمائياً أحياناً، مما عزز من حضورها القوى فى المائدة الرمضانية، حتى صارت بعضها أشبه بالأعمال الدرامية من حيث التكلفة والإبهار. ورغم الجدل الذى يلاحق بعض هذه البرامج أحياناً، فإنها لا تزال تحظى بجماهيرية جارفة، وتجذب بعض كبار نجوم الفن والإعلام والرياضة للمشاركة فيها، مما يؤكد أن برامج المقالب أصبحت ركناً من المشهد الإعلامى الرمضانى العربى، ولا يبدو أنها ستغيب عن الشاشة فى المستقبل القريب. نستعرض رحلة برامج المقالب ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان، منذ الثمانينيات حتى اليوم، وكيف تطورت عاماً بعد عام منذ أكثر من 40 سنة، حتى وصلت إلى صورتها الحالية. البداية مع «الكاميرا الخفية» يُعتبر برنامج «الكاميرا الخفية» الذى قدمه الفنان القدير فؤاد المهندس عام 1983، هو حجر الأساس لانطلاقة برامج المقالب فى الوطن العربى، اعتمد البرنامج على عنصر المفاجأة من خلال تصوير ردود أفعال المواطنين عند تعرضهم لمواقف طريفة ومفاجئة، مما خلق مواقف كوميدية طبيعية. كان البرنامج يهدف إلى إضفاء البهجة على المشاهدين، وقد ارتبط فى أذهان الجمهور بأغنية مقدمة البرنامج الشهيرة التى غنتها الفنانة أنوشكا، والتى تقول: «اللقطات اللى هتشوفها كلها طبيعية، والأبطال أنا وأنت وهي»، حصد البرنامج نجاحاً ساحقاً واستمر لسنوات، حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ من طقوس المشاهدة الرمضانية. «مفناش زعل».. التجديد على نفس الفكرة بعد النجاح الكبير لبرنامج «الكاميرا الخفية»، حاول الفنان إسماعيل سرى إعادة إحياء نفس الفكرة من خلال برنامج «مفناش زعل»، الذى كتبه السيناريست يوسف معاطى، ورغم أن البرنامج لاقى استحسان الجمهور، إلا أنه لم يستمر لفترة طويلة، هذا لم يمنع الفنان محمود الجندى من خوض تجربة مشابهة فى عام 1996، حيث قدم برنامجاً مقارباً للفكرة، لكنه أضاف عنصراً جديداً، وهو إجراء لقاءات مباشرة مع الجمهور، وابتكار مواقف كوميدية، فضلاً عن تقديم مسابقات بسيطة للفوز بجوائز مالية، وكان محمود الجندى يتقمص شخصيات مختلفة، مستخدماً التنكر ليزيد من عنصر المفاجأة. «ادينى عقلك».. نقلة نوعية فى أواخر التسعينيات، ظهر برنامج «ادينى عقلك» الذى قدمه الثنائى مراد مكرم وحسين المملوك، حقق البرنامج نجاحاً استثنائياً، واستمر لما يقرب من 12 عاماً، اعتمد على تنفيذ مقالب فى الجمهور العادى بأسلوب أكثر جرأة وسرعة، بلغ نجاح البرنامج درجة جعلت النجم عادل إمام يستعين بهما فى أحد مشاهده بفيلمه الشهير «التجربة الدنماركية»، مما عزز من جماهيرية البرنامج. «الحقونا».. مقالب الشارع فى عام 2002، قدم الفنان طلعت زكريا برنامجاً يحمل اسم «الحقونا»، حيث كان يعتمد على مقابلة المواطنين فى الشارع والحديث معهم حول مواهبهم، مع إدخال عنصر المفاجأة فى الحوار، كانت الجائزة المالية فى البرنامج بسيطة، حوالى 100 جنيه، لكن المواقف الطريفة وطريقة تقديم طلعت زكريا جعلت البرنامج يحقق نجاحاً ملحوظاً. «زكية زكريا».. أسطورة المقالب رغم توقف برامج المقالب لعدة سنوات، أعاد الفنان إبراهيم نصر إحياءها بأسلوب مبتكر من خلال شخصية «زكية زكريا»، حيث جسد نصر شخصية سيدة ترتدى ملابس غريبة وتضع مكياجاً مبالغاً فيه، وتقوم باستفزاز الجمهور بطريقة كوميدية، لاقى البرنامج نجاحاً مدوياً، حتى إن شخصية زكية زكريا تحوَّلت إلى فيلم سينمائى بعنوان «زكية زكريا فى البرلمان»، ما رسخ مكانة البرنامج فى ذاكرة المشاهد المصرى. حسين الإمام.. بداية استضافة النجوم مع بداية عام 2003، طرأت تغييرات جذرية على طبيعة برامج المقالب، بدأ الأمر مع الفنان الراحل حسين الإمام، الذى قدم برنامج «حسين على الهوا»، حيث بدأ الاتجاه لاستضافة المشاهير والفنانين وصناعة مقالب بهم، حقق البرنامج نجاحاً كبيراً، مما دفعه لتقديم برامج أخرى مثل «حسين على الناصية» و«حسين فى الاستديو». أشرف عبدالباقى.. تجربة قصيرة خاض الفنان أشرف عبدالباقى تجربة برامج المقالب من خلال برنامج «مقلب دوت كوم»، الذى استمر لموسمين، وارتكز على فكرة قيام مجموعة من الأصدقاء بتنفيذ مقلب فى صديق لهم، ورغم أنه كان برنامجاً مرحاً، إلا أنه لم يحقق نفس نجاح البرامج الأخرى. «حيلهم بينهم».. استفزاز النجوم فى عام 2006، قدم الفنان عمرو رمزى برنامج «حيلهم بينهم»، الذى يعتبر أحد أنجح برامج المقالب. اعتمد البرنامج على استضافة الفنانين وانتقادهم بشكل لاذع، بمشاركة بعض أصدقائهم والجمهور، مما كان يثير استفزاز الضيوف، لاقى البرنامج نجاحاً جماهيرياً واسعاً، مما دفعه لتقديم أجزاء أخرى مثل «حيلهم بينهم كمان وكمان». رامز جلال.. ظاهرة المقالب استطاع الفنان رامز جلال أن يصنع لنفسه علامة تجارية خاصة فى مجال برامج المقالب، حيث قدم سلسلة طويلة بدأت ببرنامج «رامز قلب الأسد»، وتوالت برامجه مثل «رامز ثعلب الصحراء»، و«رامز عنخ آمون»، و«رامز قرش البحر»، و«رامز واكل الجو»، و«رامز بيلعب بالنار»، و«رامز تحت الأرض»، و«رامز جاب من الآخر»، تميزت برامج رامز بالتصعيد فى عنصر المغامرة، حيث وضع النجوم فى مواقف خطرة أحياناً، مما جعله محط جدل واسع بين مؤيد ومعارض. محمد فؤاد.. «فؤش فى المعسكر» بدوره، قدم الفنان محمد فؤاد برنامج «فؤش فى المعسكر»، حيث استضاف نجوماً على متن يخت، وأوهمهم بأنهم دخلوا المياه الإقليمية لإحدى الدول. لعب محمد فؤاد دور المحقق الذى يستجوب الضيوف، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً. هانى رمزى.. أسلوب مختلف من جانبه، قدم الفنان هانى رمزى عدة برامج مقالب منها «هبوط اضطراري»، و«هانى فى الأدغال»، و«هانى هزّ الحبل». اعتمدت برامجه على وضع النجوم فى مواقف مرعبة، مثل مواجهة الحيوانات المفترسة أو التحليق بطائرة توشك على السقوط. كريم كوجاك.. الجانب الإنسانى أما الفنان كريم كوجاك، فقد قدم تجربة مختلفة من خلال برنامج مقالب ذات الطابع الإنسانى، كانت فكرته ترتكز على وضع الجمهور أمام مواقف إنسانية مفاجئة، مثل طفل مفقود أو مشهد ظلم، ورصد ردود أفعالهم. فى النهاية، لا شك أن برامج المقالب أصبحت عنصراً أساسياً فى المشهد الإعلامى العربى، وشكلت جزءاً من التراث التليفزيونى، وبين مؤيد لها بدعوى إدخال البهجة، ومعارض يرى أنها تسببت أحياناً فى تخطى حدود المزاح، تظل هذه البرامج جزءاً من الذاكرة الجماعية للمشاهدين، خاصة فى شهر رمضان.