منذ عدة سنوات كنت مدعو لحضور عرض مسرحى فى أحد المراكز الثقافية .. وكان العرض مكتوب بشكل جيد ولكن أكثر ما شدني فيه هو تمثيل بطل العرض .. فهو يشدك بادائه الرائع فى تقديم دورة بشكل كبير لم أشعر معه بالملل أو الضجر بل على العكس كنت مستمتع به جدا لدرجة إننى لم اشعر بالوقت ولأول مرة تمنيت أن يكون الوقت أكثر من هذا حتى أستمتع بهذا الأداء الرائع . حمزة العيلى هو شاب صعيدي من محافظة المنيا عشق التمثيل لدرجة أنك تسترجع معه ذكرى اساتذتنا الكبار فى التمثيل مثل زكى طليمات و زكى رستم وغيرهم من الأساتذة التى نقف لهم اجلالا واحتراما على دورهم الكبير فى تنمية الفن المصرى فهو يستطيع أن يتقمص كل الشخصيات بشكل جيد فهو موهبة حقيقية فقد بدأ مشواره للنجومية خطوة خطوة من قصر ثقافة المنيا وقدم عدد من العروض المسرحية لكن أحلامه وطموحاته جعلته يشد الرحال إلى القاهرة لأنها مصنع تخريج المواهب الحقيقية . بدايته مع المخرج شريف عرفة جعله يقدم أدوار مؤثرة لا يمكن أن ينساها الجمهور مثل دور "الحاج كرم" في فيلم "إكس لارج" مع أحمد حلمي ورغم أن الدور جاد وليس كوميديا إلا أنه استطاع أن يقدمه بشكل كوميدي تلقائي وخفيف احببنا الدور ولم نكرهه فيه . ثم انطلق فى خطوات ثابتة يقدم أدوار مهمة قد لا تكون أدوار البطولة لكن لها تأثير كبير جدا وهذا يعود إلى موهبته الفنية وادائه الرائع فى تقديم الشخصيات فلا يمكن أن ننسى فى مسلسل " ابن حلال " حينما قدم لنا دور "مسكر" .. الغريب ان اتقانه للدور جعل الناس تعتقد حقيقي أنه من ذوي الهمم لأننا لم نشعر معه انه يصطنع الأداء . حمزة انطلق فى المسرح والسينما والدراما محققا نجاحا كبيرا بخطى ثابته لا يقوم بها إلا الفنان الحقيقي الذي يفرض موهبته على الجميع . وفى رمضان هذا العام فاجئنا حمزة بدور نادر التمساح فى مسلسل " فهد البطل " لكنه استطاع أن يجذبنا أكثر من خلال شخصية درويش فى مسلسل "النص" محققا نجاحا كبيرا كعادته . حمزة موهبة كبيرة ومدرسة فى التمثيل ونتمنى لو استفاد منه المنتجين والمخرجين بشكل أفضل لأنه مازال يمتلك موهبة كبيرة لا تنضب فى حاجة لإظهارها فى أدوار أكبر وبطولات أفضل.