الأحد 13 ابريل 2025

أطفال الشاشة يكتبون مجدهم فى رمضان

علي البيلي

12-4-2025 | 13:58

عمرو محي الدين
شهد الموسم الرمضاني لعام 2025 بروزاً غير مسبوق لعدد من الأطفال الموهوبين، الذين لم يكتفوا بالمشاركة في الأعمال الدرامية، بل تمكنوا من سرقة الأضواء وأسر قلوب المشاهدين بأدائهم المبهر، وببراعتهم الفائقة وحضورهم القوي على الشاشة، تفوقوا على التوقعات وتجاوزوا حدود المنافسة التقليدية التي تقتصر عادةً على النجوم الكبار. وقد برز هؤلاء الصغار بأداء يتسم بالعفوية والتلقائية، إلى جانب قدرتهم على تجسيد شخصياتهم بعمق وإقناع، مما جعلهم محل إشادة من النقاد والجمهور على حد سواء، فلم تكن موهبتهم مجرد صدفة، بل جاءت نتيجة لاجتهاد واضح وتوجيه سليم من قبل صناع الدراما، الذين راهنوا عليهم وأحسنوا توظيف إمكانياتهم في أدوار تركت بصمة واضحة. هذا التألق غير المتوقع دفع الكثيرين إلى توقع مستقبل مشرق لهؤلاء الأطفال في عالم التمثيل، حيث باتوا مرشحين بقوة ليكونوا نجوما بارزين في السنوات القادمة، ومع استمرار الاهتمام بالمواهب الشابة في الدراما، يبدو أن الأجيال القادمة ستحمل أسماءً جديدة قادرة على إعادة تشكيل المشهد الفني بأسلوب مميز ومختلف. من بين الوجوه الجديدة التي لفتت الأنظار بقوة هذا الموسم، برز الطفل علي البيلي كاحدى أبرز المفاجآت الفنية، بعد أن تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي بأدائه اللافت والمؤثر في مسلسل «لام شمسية». فرغم صغر سنه وحداثة تجربته في التمثيل، استطاع علي أن يقدّم أداءً يفوق التوقعات، حيث جسّد شخصية طفل يعاني من صدمة نفسية بسبب تجربة التحرش الجنسي، بأسلوب درامي عميق ومؤثر لدرجة جعلت الجمهور والنقاد على حد سواء يتوقفون عنده مطولًا. تميز علي بقدرته على إيصال المشاعر المعقدة والداخلية لشخصيته، فبعيونه المليئة بالأسى، ونبرته المرتبكة، وحركاته المرتبكة أحيانا، عبر بصدق عن ألمٍ نفسي يصعب حتى على الممثلين الكبار ترجمته بهذه البساطة والعفوية. لم يكن مجرد طفل يؤدي دورا مكتوبا له، بل بدا وكأنه يعيش هذه التجربة فعلًا، ما أضفى على الشخصية واقعية صادمة، أثارت تعاطف المشاهدين، وسلّطت الضوء على معاناة كثير من الأطفال الذين يمرّون بمواقف مماثلة في الواقع. وقد أشاد عدد كبير من النقاد وصنّاع الدراما بأداء علي البيلي، مؤكدين أن موهبته المبكرة تبشر بمستقبل واعد في عالم التمثيل، وأنه استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا بارزًا في موسم درامي حافل بالأسماء الثقيلة. يذكر أن مسلسل «لام شمسية» يضم نخبة من النجوم، على رأسهم: أحمد السعدني، أمينة خليل، محمد شاهين، يسرا اللوزي، ثراء جبيل، صفاء الطوخي، ياسمينا العبد، وعلي البيلي، وهو من تأليف وإخراج يارا نعوم. تدور أحداثه في إطار اجتماعي درامي، يعالج قضايا حساسة تمس الطفولة بشكل مباشر، مثل التحرش الجنسي بالأطفال، والآثار النفسية العميقة التي تترتب على هذه التجربة، إلى جانب التطرق لغياب دور الأب في حياة الأبناء، وما يخلفه هذا الغياب من فراغ عاطفي وتشتت نفسي. سليم محمد: الأداء المرح في «كامل العدد ++» من بين الطاقات الشابة التي أشرقت هذا الموسم الرمضاني، برز الطفل سليم محمد كأحد أبرز الوجوه الجديدة التي لفتت الأنظار، وذلك من خلال مشاركته المميزة في مسلسل «كامل العدد ++». فقد قدّم شخصية «عمر»، أصغر أفراد العائلة، بروح مرحة وخفة ظل عفوية، أضفت على العمل لمسة محببة ومليئة بالحيوية. تمكّن سليم، رغم صغر سنه، من تجسيد الشخصية ببساطة وصدق، فنجح في إيصال حس الطفولة وبراءتها إلى قلوب المشاهدين، ما جعله أحد أكثر الأطفال حضورًا وتأثيرًا على الشاشة خلال هذا الموسم، إتقانه للدور، وتفاعله الطبيعي مع باقي أبطال العمل، منحاه تميزًا واضحًا وسط زخم النجوم، وفتح له بابا واسعا في عالم الدراما التلفزيونية. وقد أجمعت ردود الفعل من الجمهور والنقاد على أن سليم يمتلك موهبة فطرية تؤهله ليكون أحد الأسماء الواعدة في الساحة الفنية، خاصة إذا استمر في تطوير أدائه واستثمار حضوره الطفولي المحبب. يذكر أن مسلسل «كامل العدد ++» من بطولة مجموعة كبيرة من النجوم، على رأسهم: دينا الشربيني، شريف سلامة، إسعاد يونس، حسين فهمي، إنجي المقدم، مريم الخشت، وميمي جمال، العمل من تأليف يسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوي، وينتمي إلى فئة الأعمال الاجتماعية الخفيفة (لايت)، التي تناسب المشاهدة العائلية. تدور أحداث المسلسل في إطار درامي مشوّق يحمل في طياته الكثير من المواقف الإنسانية والعائلية، حيث يتناول التحديات اليومية التي تواجه الآباء والأمهات في تربية الأبناء، خاصة في ظل تعدد الأبناء واختلاف شخصياتهم، إلى جانب مناقشة قضايا المراهقة، الهوية، والصراع بين الأجيال، بأسلوب يجمع بين الطرافة والواقعية، ما جعله قريبًا من قلوب الكثير من الأسر. مكة محمد صلاح... حضور لافت في مشاهد قليلة رغم محدودية ظهورها على الشاشة، تمكنت الطفلة مكة محمد صلاح من خطف الأنظار بقوة خلال مشاركتها في مسلسل «كامل العدد»، لتثبت أن التأثير لا يُقاس بعدد المشاهد، بل بمدى صدق الأداء وقدرة الممثل على الوصول إلى قلوب المشاهدين. منذ لحظاتها الأولى في العمل، أظهرت مكة حضورا فنيًا مميزا، حيث جسدت شخصيتها ببساطة وواقعية، ما أضفى على المشهد طابعًا عفويا وإنسانيا، وعلى الرغم من صغر سنها وقلة تجربتها، استطاعت أن تترك بصمة واضحة، جعلتها تتصدر الترند بعد عرض مشاهدها، وسط تفاعل واسع من المتابعين الذين أبدوا إعجابهم الكبير بأدائها. لم يكن الجمهور وحده من أشاد بها، بل نالت أيضًا إعجاب العديد من النقاد وصناع الدراما، الذين رأوا في أدائها الصادق والمؤثر بوادر موهبة واعدة تستحق الدعم والرعاية، وقد عبر الكثيرون عن تفاؤلهم بأن تكون هذه المشاركة هي الخطوة الأولى في مشوار فني حافل لمكة، خاصة بعد أن أثبتت قدرتها على التفاعل مع الكاميرا وتقديم مشاعر تلقائية لامست القلوب. ظهور مكة في «كامل العدد» ليس مجرد تجربة عابرة، بل مؤشر واضح على أن جيلًا جديدًا من الموهوبين بدأ يفرض حضوره في الدراما المصرية، ليمنحها دماءً جديدة وطاقات نابضة بالحيوية والعفوية. كريم الحرز.. موهبة صغيرة بشخصية كبيرة فى «أشغال شقة جدا» سطع نجم الطفل كريم الحرز ضمن قائمة الوجوه الصاعدة التي كشفت عنها الدراما الرمضانية لهذا العام، وذلك من خلال مشاركته المميزة في مسلسل «أشغال شقة جدًا»، وعلى الرغم من صغر سنه، تمكن كريم من تقديم أداء قوي ومؤثر، حيث جسّد شخصية الطفل المشاغب والمسيطر داخل صفه الدراسي، بأسلوب فني عفوي وحضور ملفت جعله من أكثر الشخصيات لفتا للانتباه داخل العمل. قدم كريم دور التلميذ الذي لا يهاب أحدا، ويفرض حضوره وهيبته بين أقرانه داخل المدرسة، ما جعله عنصرًا محوريا ساهم في تطور الأحداث، خاصة مع تداخل شخصيته بالكوميديا المواقف اليومية التي يتعرض لها أبطال المسلسل. وقد نال كريم إشادات كبيرة من المشاهدين والنقاد، الذين اعتبروا أن قدرته على تأدية هذا الدور المعقّد، في هذا العمر الصغير، تنبئ بمستقبل مشرق ينتظره في عالم التمثيل إذا استمر على هذا المنوال. مسلسل «أشغال شقة جدًا» من بطولة هشام ماجد، مصطفى غريب، أسماء جلال، شيرين، سلوى محمد علي، محمد عبدالعظيم، وأحمد عبدالوهاب، ومن تأليف خالد دياب وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب، تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي، حيث يناقش العمل بطريقة ساخرة معاناة زوجين في البحث عن خادمة مناسبة للمنزل، وسط العديد من المفارقات والمشكلات التي تنشأ في محيط الأسرة والعمل والعلاقات الإنسانية. مازن خالد عيد.. بطل «ولاد الشمس» الصغير الذي أذهل الجمهور في واحد من أكثر مشاهد الموسم الرمضاني إثارة وتعاطفًا، تألق الطفل مازن خالد عيد، البالغ من العمر ثماني سنوات، في مسلسل «ولاد الشمس»، ليخطف الأضواء بلباقته وأدائه المليء بالحيوية، جسّد مازن أحد أبناء دار الأيتام، وظهر في مشهد مؤثر أثناء زيارة لجنة من الوزارة، حيث تحدث مع إحدى الأخصائيات بأسلوب راقٍ ومرح، أظهر فيه ذكاءه العاطفي وكوميديته الطفولية اللافتة. المشهد الذي جمعه بشخصية «مفتاح» التي يؤديها طه دسوقي، كان كافيا لجعل اسمه يتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجمهور بشكل كبير مع عفويته وخفة دمه، معتبرين إياه من ألمع الوجوه الشابة المنتظرة في الساحة الفنية، مازن لم يكن مجرد طفل يؤدي دورًا مكتوبا، بل أظهر نضجا في الأداء وقدرة على التعبير جعلت منه نقطة مضيئة في عمل مليء بالقضايا المعقدة. مسلسل «ولاد الشمس» ضم كوكبة من النجوم أبرزهم: أحمد مالك، طه دسوقي، محمود حميدة، معتز هشام، مريم الجندي، فرح يوسف، جلا هشام، وغيرهم، وهو من تأليف مهاب طارق وإخراج شادي عبد السلام، يتناول العمل قضية الأطفال داخل دور الأيتام، وما يتعرضون له أحياناً من استغلال وقسوة، من خلال سرد واقعي يعكس الظلم الخفي الذي يعيش فيه هؤلاء الصغار أحياناً.