12-4-2025 | 14:01
هبة رجاء
يعد الإعلام إحدى القوى الناعمة ذات الدور الحيوي في تشكيل وعي وفكر المجتمع، وبناء جيل، حيث يعدّ الإعلام اليوم أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها بناء الإنسان والمجتمع، إذ لم يعد يقتصر دوره على نقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل أصبح أداة فاعلة في تشكيل الوعي، وتوجيه السلوك، وصناعة الرأي العام. ففي عصر تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه مصادر المعرفة، بات الإعلام يلعب دوراً مركزياً في غرس القيم، وتعزيز الهوية، ونشر الثقافة والمعرفة، لذلك، فإن الإعلام المسئول والهادف هو حجر الزاوية في نهضة المجتمعات، وبناء إنسان واعٍ ومشارك في صناعة مستقبله، حول كيفية أداء الإعلام لدوره في التعبير عن المجتمع والدولة وإنجازاتها كان هذا اللقاء مع عدد من الإعلاميات.
فى البداية ترى الإعلامية د. نجلاء البيومي، أن الإعلام رسالة فهو ليس كما هو مشاع مهنة فقط، بل على العكس تماماً فهو مهنة لها هدف ورسالة واضحة، تتمثل فى الارتقاء بالأمة وتنمية الوطن، فبدون الإعلام من سينقل المعلومة للمواطن ومن سينقل تساؤلات ومشاكل المواطن للدولة لتعمل على حلها، وعلى الرغم من اختلاف أنواع البرامج إلا أن هدفها الأول والأخير هو توصيل معلومة للمواطن أو توضيح فكرة أو صورة معينة هادفة للمجتمع ترتقي به، سواء كانت برامج اجتماعية أو طبية واقتصادية وغيرها، حتى البرامج الترفيهية فهي تقدم للترفيه والتخفيف عن المشاهد وكلنا نحتاج إليها بالطبع، ولكن يجب أن تقدم بشكل يحترم المشاهد والضيف أيضاً، لذا كان اهتمام سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإعلام والفن وأهمية دورهما كطوق نجاة، ومن هنا فأنا أشكر سيادته للاهتمام بإعادة التثقيف والتوعية المنضبطة بالنسبة للمواطن، فالهدف هو بناء إنسان وليس هدمه، ودائماً ما كان التليفزيون المصري يهدف لهذا، ويقدم من خلال كافة البرامج الاحترام المطلوب للأسرة المصرية والذى يتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا ويغرس روح الانتماء والوطنية، وهنا على كل إعلامي مهني أن يتذكر أن رسالته هي نقل الحقائق والمعلومات وإنجازات الدولة للمواطن حتى يكون على علم بها بما يواجه الشائعات بالوثائق من مصادرها.
أما الإعلامية د. أماني محمود تقول: الحقيقة أننا كإعلاميين سعدنا جداً باهتمام القيادة السياسية بشكل مستمر بالإعلام والفن، فقد تعلمنا من أساتذتنا أن الإعلام إحدى أهم القوى الناعمة التى لها تأثير كبير جداً على المجتمع، وهذا التأثير ليس تأثيراً وقتياً، بل يمتد لسنوات، فهناك أجيال تتأثر بالكلمة سواء ما تعرضه البرنامج أو الدراما، دعيني ألقي مثالاً لبرامج الإعلاميين الكبار كالإعلامية ليلي رستم وغيرها الكثيرين وهم يستضيفون كبار الكتاب وحتى الفنانين حيث كان الحديث حول الأعمال الفنية، وحتى إذا تطرق الكلام عن الحياة الشخصية فكان الحوار يتم بشكل لائق يحترم الضيف وعقلية المشاهد، وهذا ما نحرص على تقديمه في برامجنا حتى هذه اللحظة، فعلينا الاستمرار جميعاً فى الارتقاء بالذوق العام وغرس أسلوب الحوار الراقي الهادف وتشكيل وعي وفكر جيل قادر على التحدي والبناء والارتقاء بوطنه نحو الأفضل.
وتقول الإعلامية دعاء حجاب إنها محظوظة بالعمل في «ماسبيرو»، فقواعده واضحة وصارمة جداً في العمل على بناء المجتمع وترسيخ قيم كالمواطنة، العمل، البناء والتنمية، وغيرها، وهناك أيضاً قنوات فضائية أخرى استطاعت أن تعمل وبنجاح بنفس الطريقة والأسلوب الهادف، وتضيف: جميع البرامج التي عملت بها أنا وزملائي بماسبيرو كان هدفها الحفاظ على الوطن بدءاً من النواة الصغيرة وهى الأسرة، وكيف تكون متماسكة، وتربية الأبناء بطريقة صحيحة على كافة المستويات صحية، نفسية... إلخ، ليس هذا فحسب فبجانب أننا كإعلاميين هدفنا وهمنا المواطن أولاً وتنشئة جيل راقٍ واعٍ وذواق لكل ما هو قيم وجميل، أيضاً لا ننسى رسالتنا بأننا لسان حال الدولة لدى المواطن وهذا واجبنا أيضاً ورسالتنا بأننا نتناول إنجازات الدولة بشكل موضوعي، نقيم ونشجع الجيد ونلفت الأنظار للاستمرار فى مثل الإنجازات على كافة الأصعدة، والهدف الأساسي من كل هذا هو بناء الإنسان المصري.
وتؤكد الإعلامية أوديت إبراهيم أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في تشكيل ووعي وانتماء المواطن للمجتمع ولوطنه، بجانب تأكيده على إيجابيات وعادات وتقاليد المجتمع المصري بكافة تفاصيله، وهذا يقدم من خلال البرامج بجانب الدراما التي تقدم على الشاشة والتي لها تأثير كبير على المشاهد، وأنه جدير بالذكر أنه بالتأكيد سيأخذ الإعلام والدراما خطى جديدة نحو الأفضل بما يخدم بناء مجتمع مصري صحيح واع مرتقي بالفكر والعقلية، ومن المؤكد أن الإعلام والدراما دائماً ما يعكسان حال الواقع، لذا أتمنى أن نصدر صورة جيدة لبلدنا للخارج حتى وإن أشرنا إلى بعض الجوانب التى تحتاج التطوير وهو أمر طبيعي، فعلى الإعلامي أن يقدم عملا يرتقي بفكر ومستوى المجتمع، ويكون تثقيفي هادف لبناء وعي لدى المواطن وتقديم نوع من أنواع المعرفة.
الإعلامية شيرين الشافعي ترى أن القوى الناعمة ليست مجرد ترفيه أو وسيلة للمتعة، بل سلاح ذو حدين، فالإعلام والفن يمكن أن يكونا قوة ناعمة تهذب النفوس، وتعزز القيم، وتصلح المجتمعات ويكونا أداة للبناء والتنوير إذا استخدما بالشكل الصحيح، أو سلاحا للهدم والتدمير، فهما ليسا مجرد وسيلة للترفيه فحسب، بل أداة للتثقيف والتغيير وهذه هي رسالتهما الأساسية، فالإعلام له رسالته المباشرة للتوعية، أما الفن فإنه يلعب دورا مهما ومؤثرا لما تكمن قدرته على التأثير الطويل الأمد من خلال الأعمال الدرامية التي تقدم للمشاهدين، وختاماً يبقى الرهان الأكبر على توظيف الفن والإعلام بوعي ومسئولية، ليكونا منارة للقيم، وجسراً يعبر بالمجتمع نحو آفاق أكثر تطوراً وعمقاً.