لم تكن الموهبة شفيعاً للكثير من الفنانين ليستطيعوا العبور من بوابة النجومية والبطولة، فظلوا طوال مشوارهم الفني في الخفاء. ربما يعرف الكثيرون ملامحهم، ولكن لا يتذكرون حتى أسماءهم، على الرغم من أنهم قد حظوا بقدر كبير من الموهبة والإتقان. تسلط «الكواكب» الضوء على نجوم لا يعرفها أحد، لنذكّر بهم الجمهور ونعرف كواليس حياتهم، واليوم نلقي الضوء على واحد من الأصوات التي رسمت ملامح الشخصية المصرية في الريف والمدينة… المطرب الشعبي الكبير محمد طه. ولد محمد طه في 17 أبريل 1922 بمحافظة المنوفية، وبدأ حياته كمُنشد في الموالد والأفراح الشعبية، قبل أن يصل صوته إلى الإذاعة المصرية، ويحظى بشعبية واسعة بلقبه الأشهر: "ملك المواويل". امتلك محمد طه خامة صوت فريدة، استطاع من خلالها أن ينقل مشاعر البسطاء وأحلامهم وأحزانهم، مستخدمًا الموال الشعبي كأداة حكي وغناء. كانت كلماته بسيطة، لكنها عميقة وصادقة، تنبع من وجدان الشعب المصري، وتحكي عنه. قدم أكثر من 500 موال من أشهرها: كعب الغزال، خدت الصبر من بابك، يا لخيتك يا قليبي، يا عزيز عيني، وغيرها، وكانت أغانيه تُبث بشكل يومي تقريبًا في الإذاعة، كما شارك في عدد من الأفلام، مقدّمًا فيها بصوته روحًا أصيلة ونغمة مميزة. ظل محمد طه قريبًا من جمهوره حتى رحيله في نوفمبر 1995، وترك وراءه إرثًا من الأغاني والمواويل التي لا تزال تُردد حتى يومنا هذا، بصوت مليء بالحياة… صوت لا يعرفه الكثيرون بالاسم، لكن لا أحد ينساه حين يسمعه.