في مثل هذا اليوم، 27 أبريل 1930، وُلدت الفنانة القديرة سناء جميل، واحدة من أعمدة الفن المصري، وأحد أبرز الأصوات النسائية التي جسدت قضايا المجتمع والمرأة بجرأة وصدق لا مثيل لهما. وُلدت سناء جميل باسم ثريا يوسف عطا الله، ونشأت وسط بيئة محافظة، إلا أن حبها للفن دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، متحدية كل القيود الاجتماعية التي كانت تفرض على المرأة آنذاك. مسيرتها الفنية تميزت بالتنوع والقوة، فاستطاعت أن تجسد ببراعة شخصيات المرأة المكافحة، المغلوبة على أمرها حينًا، والمتمردة الصلبة حينًا آخر. من أهم أدوارها: في فيلم "بداية ونهاية" مع المخرج صلاح أبو سيف، قدمت شخصية "نفيسة"، الفتاة التي سقطت ضحية الفقر والظروف الاجتماعية القاسية، في أداء يُعد من أروع ما قُدم في تاريخ السينما المصرية. كما تألقت في فيلم "الزوجة الثانية"، وجسدت ببراعة نموذج المرأة الريفية الصلبة التي تصارع الظلم. في التلفزيون، لمع نجمها في أعمال مثل "الراية البيضا" و"سواق الهانم"، مؤكدة قدرتها الفائقة على الغوص في أعماق الشخصيات. كانت سناء جميل تمتاز بصوتها الحاد وأدائها التلقائي، وهو ما جعلها قادرة على أداء أدوار معقدة ببساطة آسرة. لم تركض وراء الأضواء، ولم تلهث خلف الشهرة، بل كانت تؤمن أن قيمة الفنان فيما يقدمه من فن حقيقي يعيش بعده. رحلت سناء جميل عن عالمنا في ديسمبر 2002، لكن بقيت ذكراها حية بأعمالها الخالدة، وشخصيتها القوية الملهمة لكل فنانة تؤمن بأن للفن رسالة لا تموت.