الجمعة 30 مايو 2025

فى ذكرى ميلادها.. سيدة الشاشة التى حولت الفن إلى رسالة خالدة

فاتن حمامة

28-5-2025 | 13:43

عمرو محي الدين
فى يوم 27 مايو من عام 1931، وُلدت فتاة مصرية أصبحت لاحقاً أيقونة خالدة فى تاريخ السينما العربية. إنها سيدة الشاشة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التى أشعلت أول شرارة شغفها بالفن بعد مشاهدتها فيلم «بنت الباشا المدير» وهى فى الخامسة من عمرها، ولم تكن حينها تعلم أنها ستُصبح سيدة الشاشة العربية وصاحبة البصمة الأعمق فى وجدان السينما. نشأت فاتن فى أسرة تُقدر الفن، وكان والداها أول من دعم موهبتها. وفى عام 1940، فازت بلقب أجمل طفلة، فلفتت نظر المخرج محمد كريم، وقدمها فى أول أدوارها بفيلم «يوم سعيد» إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، مقابل أجر رمزى قدره عشرة جنيهات، لكنها كانت بداية مشوار فنى استثنائى. على مدى عقود، جسدت فاتن حمامة أدواراً متطورة تعكس رحلة المرأة المصرية، من الفتاة البريئة إلى السيدة الواعية المدافعة عن حقوقها، في أدوار مثل آمنة فى «دعاء الكروان» ودُرية فى «أريد حلاً» و لم تكن هذه الأدوارمجرد تمثيل، بل مواقف فنية هزت الواقع وأثارت نقاشات مجتمعية. تعاونت فاتن مع كبار مخرجى السينما المصرية: يوسف شاهين، هنرى بركات، صلاح أبو سيف، كمال الشيخ، حسن الإمام، وعز الدين ذو الفقار، الذى كان أيضاً زوجها الأول، وأسسا معاً شركة إنتاج ناجحة، كما قدمت مع عمر الشريف، زوجها الثانى، عدداً من أنجح أفلام السينما الرومانسية. نقلت فاتن روايات أدبية إلى الشاشة بحس إنسانى راقٍ، مثل «لا أنام»، «الحرام»، فحولت النصوص إلى مشاعر تنبض بالحياة، ورفعت من قيمة السينما كوسيلة للتغيير الاجتماعى. لمع نجمها فى الدراما أيضاً من خلال أعمال مثل «ضمير أبلة حكمت»، «وجه القمر»، لتظل رمزاً للمرأة القوية والواعية. شاركت فى مهرجانات كبرى مثل كان وفينيسيا وموسكو، وكانت أول فنانة مصرية تُختار ضمن لجان تحكيم دولية، حضورها لم يكن فنياً فقط، بل تمثيلاً واعياً لثقافة وهوية نسائية متميزة. رحلت الفنانة الكبيرة فاتن حمامة فى 17 يناير 2015، وسط حزن رسمى وشعبى، حيث أُعلنت حالة حداد ، واليوم تبقى أعمالها شاهدة على موهبة استثنائية، وابتسامتها حاضرة على الشاشة كأنها تهمس بأن الفن يمكن أن يغير العالم. لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة، بل سيدة الفن والرسالة، ووجهاً لا يغيب عن ذاكرة الشاشة العربية.