الثلاثاء 3 يونيو 2025

فى عيد الإعلاميين بشهادة الخبراء: الإعلام يشهد حراك إيجابى وتطور ملحوظ

مسعد فودة

31-5-2025 | 09:30

موسى صبري
مع حلول عيد الإعلاميين، نقف وقفة فخر وتأمل أمام ما تحقق من إنجازات غير مسبوقة فى المشهد الإعلامى المصرى، حيث شهدت السنوات الأخيرة طفرة نوعية فى المحتوى، والتقنيات، وضعت الإعلام المصرى على خريطة التأثير عربياً وإقليمياً من جديد، حيث أصبحت الرسالة الإعلامية أكثر احترافاً وفاعلية فى خدمة قضايا الوطن والمواطن، لكن الطفرة لا تكتمل إلا بالاستمرارية. وفى يوم الإعلاميين، نوجه التحية لكل من حمل الكلمة بمسئولية، وجعل من صوته نافذة للحق، ومن رسالته أداة للبناء لا الهدم. فى التحقيق التالى تفتح «الكواكب» صفحاتها لعدد من المتخصصين لإيضاح رؤاهم حول ما تم إنجازه، وما ينشدونه فى الفترة المقبلة لإعلام يكمل رسالته في خدمة الوطن. فى البداية أكدت الأستاذة الدكتورة سوزان القلينى، أستاذة الإعلام بجامعة عين شمس وعميدة كلية الآداب سابقاً، أن المشهد الإعلامى فى مصر يشهد حالة من الحراك الإيجابى والتطور الملحوظ، خاصة فى ظل التوجه الواضح نحو الإعلام المتخصص، الذى بات ضرورة فى عصر تتسم فيه الساحة بالمنافسة الشديدة وتنوع المنصات. وأوضحت أن ظهور قنوات إخبارية متخصصة يوفّر للمشاهد خدمة احترافية وموثوقة، وهو أمر بالغ الأهمية فى ظل «طوفان المعلومات» الذى يشهده العالم حالياً، كما وصفت الاستعداد لإطلاق قناة خاصة بالطفل من خلال الهيئة الوطنية للإعلام بأنه «خطوة استراتيجية ذكية»، تخاطب فئة مهمة من المجتمع، وتوفر لهم محتوى آمناً، ترفيهياً وتعليمياً فى آنٍ واحد، وهو ما يمثل استثماراً مباشراً فى وعى الأجيال القادمة. قناة وثائقية.. وتأهيل رقمى للإعلاميين وأضافت القلينى أن تدشين القناة الوثائقية يعد نقلة نوعية حقيقية، لأنها تقدم رصداً متميزاً لتاريخنا وهويتنا بأسلوب حديث وجذاب، وأشارت إلى أن تطوير الإعلام لا يقتصر على إطلاق القنوات فقط، بل يجب الاستمرار فى تأهيل الكوادر الإعلامية بأدوات العصر الحديث، عبر التدريب على التقنيات الرقمية، والذكاء الاصطناعى، وإنتاج المحتوى الموجه للمنصات الرقمية. طفرة نوعية.. وتطور ملف الطفل تؤكد الأستاذة الدكتورة منى الحديدى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً، أن الإعلام والتليفزيون المصرى شهدا طفرة كبيرة فى تناول الموضوعات الإعلامية، مواكبين التطور الحاصل فى الإعلام الحكومى والخاص. وأشارت إلى التطور الملحوظ فى تقديم الخدمات الإخبارية، وضبط البرامج الرياضية، وفرض حظر على الإعلانات فى إذاعة القرآن الكريم، إضافة إلى اعتماد المراسلين على نقل الأخبار من المصادر الحقيقية والمباشرة للأحداث، مما يعكس واقعاً إعلامياً أكثر دقة واحترافية. وترى أن هذه الخطوات ضرورة ملحة مع التطورات السياسية والاجتماعية التى يشهدها المجتمع المصرى مؤخراً، وضرورة مواكبة الإعلام للتقنيات والمؤثرات التكنولوجية الحديثة. وأضافت الحديدى أن ملف الطفل أصبح يحظى بمكانة خاصة فى الإعلام المصرى. وأكدت أنه تم الإعلان عن إدراج قناة مخصصة للطفل، لتمنح الأطفال مساحة إعلامية مهمة وسط التنافس الشديد الذى يشهده الإعلام المرئى والمسموع فى مصر. تحولات جوهرية.. وتخصصات دقيقة أكدت الأستاذة الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، أن المشهد الإعلامى فى مصر شهد خلال السنوات الأخيرة تحولات مهمة، تمثلت فى طفرة تقنية ورقمية واضحة فى الإعلام. وقالت إن الرقمنة أسهمت فى تطوير الإعلام المرئى والمسموع، مشيدة باعتماد الإعلاميين على موضوعات جادة وهادفة بعيداً عن التراشق أو الإثارة المفتعلة. دور متنامٍ للمجلس الأعلى للإعلام وأشارت عبد المجيد إلى أن المجلس الأعلى للإعلام بات يلعب دوراً محورياً فى ضبط المشهد الإعلامى، لا سيما من خلال تنسيقه مع جهات عدة متخصصة، لضبط الواقع الإعلامى. كما أشادت بخطوة المجلس نحو إطلاق برامج ثقافية وأخرى موجهة للأطفال، مؤكدة أن هذه التوجهات تمثل رؤية مستقبلية واضحة المعالم تسعى إلى بناء مجتمع أكثر وعياً. الإعلام درع الدولة فى مواجهة التحديات تقول الأستاذة الدكتورة نجوى كامل، أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: الإعلام المصرى، سواء الخاص أو الحكومى، يشكل دعماً قوياً للدولة خاصة فى ظل التوترات الإقليمية الحالية، فهو بمثابة درع واقية، كما يؤدى دوراً فعالاً فى توعية الشعب، وهذا أمر إيجابى للغاية يعزز الأمن القومى المصرى ويزيد من الإنتماء والولاء لدى المواطن. وتضيف: المشهد الإعلامى أصبح أكثر استقراراً مع تغييرات جذرية فى تناول الموضوعات وأهميتها، وما يُلاحظ إيجابياً هو وجود قنوات مثل «القاهرة الأخبارية»، التى تقدم أخباراً بمصداقية وأمانة، إضافة إلى قناة «الوثائقية» التى حققت نقلة نوعية وطفرة فى الإعلام المصرى وغيرهما، كل هذه التطورات ساهمت فى خلق طفرة ممتازة فى الإعلام المصرى، وأتمنى استمرار هذا المسار بعيداً عن المبالغة الإعلامية، للحفاظ على مشهد إعلامى متوازن وراقٍ. نقابة الإعلاميين.. رقابة مهنية وتدريب مستمر أما الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، فقد أشار إلى إنشاء كيانات ولجان داخل النقابة ساهمت فى المساعدة فى ضبط المشهد الإعلامى إكمالاً لما تقوم به الهيئات والمجالس الإعلامية المتخصصة فى هذا الإطار، ومن هذه الكيانات «المرصد الإعلامي» الذى يتابع مهنية المضمون الإعلامى، و«مركز مكافحة الشائعات»، الذى يضمن جودة ومصداقية الرسالة الإعلامية. كما أكد سعدة أن النقابة وضعت «ميثاق شرف إعلامي» و«مدونة سلوك مهنى»، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية لرفع كفاءة الإعلاميين، مشيراً إلى أن كل هذه التطورات تركت بصمة واضحة على جودة المحتوى الإعلامى المقدم حاليا، وهو ما يكمل ويؤكد جهود الهيئات والمجالس الإعلامية المعنية بهذا الأمر والتى تقوم بهذا الدور على أكمل وجه.