يرى الإعلامى طاهر أبوزيد فى الإعلام أداة تنموية محورية، ومسئولية كبرى لتشكيل وعى وفكر المواطن، فهو يؤمن بأن الإعلام لا يقتصر على نقل الأخبار أو الترفيه فقط، بل هو ركيزة أساسية فى بناء الوعى المجتمعى وتعزيز الانتماء الوطني. وفى عيد الإعلاميين يفتح الإعلامى طاهر أبوزيد لنا نافذة على رحلته الإعلامية، متحدثاً عن أبرز محطات حياته المهنية، وعن البرامج التى قدمها، والتى تحمل فى طياتها رسائل هادفة ومحتوى غنياً يسهم فى توعية الجمهور، كما يستعرض تجربته فى قراءة النشرة الإخبارية على شاشة التليفزيون المصري، مؤكداً أن كل خطوة فى مسيرته جاءت تتويجاً لحبه بالإعلام، وحرصه على تطوير أدواته ومهاراته لخدمة وطنه ومجتمعه. كيف جاءت خطوة انتقالك من الإذاعة إلى التليفزيون؟ قبل نحو عامين من تقديم برنامج التوك شو «90 دقيقة»، كانت هناك لجنة متخصصة لإجازة الكاميرا قد عرضت عليّ إجراء اختبار للحصول على هذه الإجازة، وقد شرفت بالموافقة واجتزت الاختبار بنجاح والحمد لله، فى الوقت ذاته تم التعاقد معى لتقديم برنامج «90 دقيقة»، واستمررت فى تقديمه لما يقرب من تسعة أشهر، بعد ذلك، جاءت خطوة مهمة فى مسيرتى المهنية حينما بدأت أقرأ النشرة الإخبارية على شاشة التليفزيون المصري، مما أضاف بعداً جديداً لتجربتى الإعلامية. هل تسبب انتقالك إلى التليفزيون فى ابتعادك عن الإذاعة؟ قطعاً لا.. بالعكس، عملت فى التليفزيون عبر عدة قنوات كثيرة قبل تقديم «90 دقيقة» وبرنامج النشرة، وخلال فترة عملى بالتليفزيون لم أفكر ولو للحظة فى التوقف عن العمل بالإذاعة، فالإعلام بالنسبة لى مجال متكامل وأؤمن بأهمية الاستمرار فى كل الوسائل المتاحة، لأن لكل منها خصوصية وقيمة تؤدى رسالتها على أكمل وجه. هل يمكن أن تلقى لنا نظرة سريعة على برامجك فى التليفزيون؟ بكل فخر أعتز ببرنامج «لقاء خاص»، حيث سجلت حوارات مع شخصيات بارزة ورموز مهمة، من الشخصيات الاجتماعية والثقافية، كما قدمت برنامج «ديننا ببساطة»، الذى بدأ عرضه فى شهر رمضان الكريم واستمر لفترة، وركز على تبسيط المفاهيم الدينية بأسلوب يليق بجميع فئات الجمهور، إضافة إلى ذلك، كان لى برنامج توك شو شهير بعنوان «الثامنة بتوقيت القاهرة»، استمر تقديمه من عام 2009 وحتى 2015، وبعده أطللت على المشاهدين ببرنامج «90 دقيقة». وماذا عن برامجك فى الإذاعة؟ فى الإذاعة قدمت برنامج «قول معروف» على مدار سبع سنوات متتالية، مع تجديده كل رمضان، وهو برنامج تفاعلى حمل رسائل إيجابية وتناول موضوعات متنوعة. كما قدمت برنامج «البعد الآخر» الذى يتميز بطابع سياسى تحليلي، واهتم بالقضايا الراهنة. وحالياً، أقدم برنامج «العالم فى ليلة»، الذى يركز على القضايا العربية والإقليمية. فى عيد الإعلاميين ومن خلال عملك كيف ترى الطفرة التى تحققت فى المجال الإعلامي فى الوقت الراهن؟ لا شك أن الإعلام قد حقق حالياً تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق بطبيعة المحتوى وكذلك الرسالة الإعلامية، حيث أصبح يسهم فى تشكيل الوعى والفكر للمواطن، ويهتم بتقديم المعلومة الصحيحة له، بل وبمواجهة الشائعات والتوعية بإنجازات الدولة وما يبذل من جهد لتطوير واقع الأسرة المصرية على كل المستويات، ما ساعد المواطنين على أن يجدوا كل ما يرغبون فيه على الشاشة الإعلامية والأثير الإذاعي، كما ظهرت العديد من القنوات الإعلامية المتخصصة والمميزة كالإخبارية والوثائقية وأصبح هناك وجود كبير لبرامج الأطفال والبرامج الثقافية على الخريطة الإعلامية، كل هذا يؤكد أننا نعيش فى واقع إعلامي متميز يخطو نحو الأمام ويهتم بجودة المحتوى واحترام الجمهور. برأيك.. ما الدور الذى يلعبه الإعلام فى توعية النشء وتنمية مداركه؟ أرى أن للإعلام دوراً حيوياً وأساسياً فى توعية النشء، وتنمية مداركه الفكرية والثقافية، ومن وجهة نظري، يختزل الدور الأساسى للإعلام فى التوعية وإبراز هوية كل دولة وثقافتها، ولذلك، أتوجه بالدعوة إلى جميع الزملاء والزميلات فى مجال الإعلام بأن يحرصوا الاستمرار في تطوير أنفسهم مهنياً وثقافياً بشكل مستمر كما يتم حاليا، وأن يجعلوا رسالة الإعلام هى دعم الوطن، فالوطنية هى إحدى أهم سمات الإعلامى المميز، والإعلامى الحقيقى هو من يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار، ويسعى لخدمة جمهوره بصدق وأمانة.