4-6-2025 | 13:43
عمرو محي الدين
فى وداع مهيب، غيّب الموت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، عن عمر ناهز الـ93 عاماً، بعد مسيرة فنية وإنسانية استثنائية امتدت لأكثر من سبعة عقود، رحلت سيدة المسرح العربى، لكن إرثها الإبداعى باقٍ، خالداً فى الذاكرة الثقافية والفنية لمصر والعالم العربى.
وُلدت سميحة أيوب فى حى شبرا بالقاهرة عام 1932، وتخرجت فى معهد التمثيل عام 1954، لكنها بدأت رحلتها الفنية قبل ذلك بكثير، منذ عام 1947، حيث بدأت خطواتها الأولى فى المسرح، قبل أن تصبح واحدة من أبرز نجماته فى تاريخ الفن العربى.
كان المسرح عشقها الأول، وقدمت من خلاله نحو 170 مسرحية من أصل 260 عملاً فنياً فى رصيدها، لتتوج بحق بلقب «سيدة المسرح العربى»، وتميزت بأداء درامى عميق وصوت قوى مؤثر، ترك بصمة واضحة فى عروض لا تُنسى، من أبرزها:
«رابعة العدوية»، «سكة السلامة»، «أغا ممنون»، «دائرة الطباشير القوقازية»، «السلطان الحائر»، «أهل الكهف»، «فيدرا» (التى قدمتها فى باريس ونالت عنها وساماً فرنسياً).
كما شغلت مناصب رفيعة فى الحركة المسرحية، فكانت مديرة المسرح الحديث (1972-1975) ثم المسرح القومى (1975-1988)، وساهمت فى دعم وتطوير المسرح المصرى والعربى، كما كانت عضواً مؤثراً فى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.
لم يقتصر عطاؤها على خشبة المسرح، بل كانت حاضرة بقوة فى السينما والتليفزيون، حيث قدّمت أدواراً مؤثرة ومتنوعة فى أفلام كلاسيكية منها:
«أرض النفاق»، «فجر الإسلام»، «بين الأطلال»، «لا تطفئ الشمس»، «شاطئ الغرام»، «أغلى من حياتى».
أما فى التليفزيون، فكان لها حضور مميز فى أعمال اجتماعية وتاريخية وسياسية، من أبرزها:
الضوء الشارد»، «أوان الورد»، «أميرة فى عابدين»، «المصراوية»، «حضرة العمدة»، «الطاووس»، «اغتيال شمس».
وكان آخر ظهور فنى لها فى فيلم «ليلة العيد» الذى أُنتج عام 2024، إلى جانب فيلم قصير عن سيرتها الذاتية بعنوان «سيدة المسرح العربى».
حظيت الراحلة بتقدير كبير من الدولة المصرية وعدد من الدول العربية والأجنبية، ومن أبرز التكريمات:
وسام بدرجة «فارس» من فرنسا بعد عرضها مسرحية «فيدرا» فى باريس.
جائزة النيل للمبدعين المصريين.
وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى.
تكريمات من تونس وعدد من الدول العربية.
إطلاق اسمها على القاعة الرئيسية بالمسرح القومى عام 2015.
عاشت سميحة أيوب حياة شخصية مليئة بالأحداث، و رغم تقدمها فى العمر، لم تتوقف سميحة أيوب عن العمل، وواصلت تقديم الأعمال حتى بعد تجاوزها سن التسعين، وبهذا، ضربت مثالاً فى الالتزام بالفن وحبه حتى اللحظة الأخيرة.