الإثنين 28 يوليو 2025

من ماما زمنها جاية.. إلى الأن أغانى الأطفال ..تربية.. وترفيه.. وتعليم

صفاء ابو السعود

14-6-2025 | 15:39

محمود الرفاعي
لطالما كانت أغنيات الأطفال فى الوطن العربى وسيلة فعالة لتربية الأجيال، فهى تجمع بين الترفيه والتعليم، وتخاطب وجدان الطفل قبل عقله.. ومنذ القدم وحتى يومنا هذا، تطورت هذه الأغنيات لتواكب تغيرات المجتمع والوسائل التكنولوجية، مما يجعلها مرآة للتحولات الثقافية التى شهدها العالم العربى، هذا بجانب قدراتها على التعبير عن الطفل. فى بداياتها كانت أغنيات الأطفال جزءًا من التراث الشفهى الذى تتناقله الأمهات والجدات عبر الأجيال.. لم تكن هناك كتابة ولا تسجيلات، بل كانت تغنى فى البيوت، خلال اللعب، أو فى لحظات النوم، أو أثناء مشاركة الأطفال فى الأنشطة اليومية.. استخدمت الأهازيج الشعبية لغة بسيطة وإيقاعات مكررة تُمكّن الطفل من الحفظ بسهولة.. كما كانت تعكس بيئة الطفل الاجتماعية والطبيعية، فترتبط بالمواسم أو بالأحداث اليومية الصغيرة.. منها أغنيات مثل «نام نام» وغيرها من الأغنيات التي انتشرت فى كثير من البلدان العربية بصيغ ولهجات مختلفة، ما يؤكد عمق هذا التقليد الشعبى وانتشاره الواسع، رغم اختلاف البيئات والثقافات المحلية.. وقد أدت هذه الأغنيات أدوارا متعددة، من الترفيه إلى التهذيب، مرورا بالتعليم الأولى والوجدانى. التحول عبر التليفزيون وبداية التخصص مع دخول التليفزيون إلى البيوت العربية، بدأت مرحلة جديدة فى تاريخ أغنيات الأطفال، حيث ظهرت برامج تربوية متخصصة للأطفال تحمل فى طياتها أغنيات مدروسة من حيث الكلمات والألحان، وتسعى لتعليم الطفل بطريقة جذابة، كانت فترة الستينيات والسبعينيات حاسمة فى هذا التطور، حيث بدأ إنتاج أغنيات للأطفال ضمن البرامج. اللافت فى هذه المرحلة أن الأغنيات أصبحت مرتبطة بالشخصيات الكرتونية أو مقدمين محبوبين، مما أضفى عليها طابعا شخصيا وساعد في ترسيخها فى ذاكرة الأطفال.. كما ظهرت فرق موسيقية متخصصة بأغنيات الأطفال، وبدأت المدارس والمراكز التربوية باستخدامها كأدوات تعليمية، ومن أبرز هذه الأغنيات والتى مازالنا نستمع إليها حتي الأن تأتى: ماما زمانها جاية الأكثر انتشارا بين الأطفال، وخاصة فى فترة الستينيات، وتعتبر أول الأغانى المصورة فى التلفزيون المصرى، غناها ولحنها الفنان محمد فوزى عام1965، ذهب الليل وطلع الفجر من أشهر أغانى الأطفال حتى يومنا هذا، غناها ولحنها محمد فوزى، وكتب كلماتها الفنان حسين السيد فى الخمسينيات من القرن العشرين، وكانت الأغنية من فيلم “معجزة السماء” عام 1955. يا ولاد يا ولاد كانت هذه الأغنية تتر برنامج “غنوة وحدوتة”، وهو برنامج إذاعى كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة فضيلة توفيق «أبله فضيلة» منذ عام 1959، وقامت أبلة عطيات عبد الخالق صديقة أبله فضيلة والمدرسة فى معهد الموسيقى بكتابة الأغنية وغناها مجموعة من الأطفال. أنا أبريق الشاى الأغنية للفنان الراحل سيد الملاح، ولحنها العبقرى صلاح جاهين، وقام بإخراجها فهمى عبد الحميد الذى أخرج العديد من أغانى الأطفال التى حصدت جوائز كثيرة فى المهرجانات الدولية. ألف به تعلم الكثير من الأطفال الحروف الأبجدية من هذه الأغنية، ومازالت موجودة ضمن الوسائل التعليمية للأطفال، ورغم شهرة هذه الأغنية وانتشارها إلا أن الكثيرون لا يعرفون اسم المطرب الذى غناها ولحنها وهو الفنان محمد ضياء الدين، وقامت بإخراجها هدى عامر، وتم تصويرها فيديو كليب من الرسوم المتحركة. فى حقبة الثمانينيات ازداد تطور أغنية الطفل وأصبحت تنتج بصورة منفصلة عن البرامج، بل وقدمت فى صورة أوبرتات وبرزت أسماء عدة معروفة ومشهورة لتهتم بتقديم هذه الأغنية كان من هذا... أوبريت «اللعبة» قدمته الفنانة الاستعراضية الكبيرة نيللى، على شاشة التليفزيون المصرى عام 1985، وألفه صلاح جاهين. البنات البنات اشتهرت هذه الأغنية فى فتره الثمانينات، وغنتها السندريللا سعاد حسنى وقامت بتأليفها الكاتبه سناء البيسى ولحنها كمال الطويل فى المسلسل التلفزيونى «هو وهى». جدو على غناها الفنان محمد ثروت عام 1985، حيث قدم العديد من الأغانى للأطفال، ومنها «حبيبة بابا رشا» و«منى يا منى»، وحازت هذه الأغانى على إعجاب الأطفال. أهلا بالعيد عرفها الجميع باسم «العيد فرحة»، وهى من الأغانى التى تتردد فى كل الأعياد، وقدمتها الفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود، وكتب كلماتها عبد الوهاب محمد ولحنها جمال سلامة، و قدمت أيضا العديد من أغانى الأطفال ومنها “يلا نقضى إجازة سعيدة”. أما نانسى عجرم، فقد شكّلت حالة فنية خاصة فى هذا السياق، إذ أصدرت فى عام 2007 ألبوماً مخصصًا للأطفال بعنوان «شخبط شخابيط»، وضمّ أغنيات شهيرة مثل «شاطر»، و«يا بنات»، و«شخبط شخابيط»، والتى لاقت رواجا واسعا بين الأطفال والأهالى على حد سواء.. وقد نجحت نانسى فى الجمع بين الموسيقى الحديثة والكلمة الطفولية، مع الحفاظ على الطابع البرئ والبسيط للأغنية. تعد هذه التجارب الفنية من المبادرات المهمة التى أكدت إمكانية توظيف النجومية الفنية فى خدمة الطفولة، ومنحت الأغنيات الطفولية بعدا أكثر جاذبية وانتشارا، كما ساهمت فى جعل هذا النوع من الأغنيات مقبولًا من كل أفراد الأسرة، وليس مقتصرا فقط على الطفل.