السبت 28 يونيو 2025

إيهاب فهمى: «30 يونيو» أيقونة فى وجداني

إيهاب فهمي

28-6-2025 | 13:14

أميمة أحمد
فى لحظة فارقة من تاريخ الوطن، حين بدا أن المصير يختطف، اختار أن يخرج عن صمته، وأن يكون فى صف الوطن، لم تكن مشاركته فى ثورة 30 يونيو مجرد موقف عابر، بل كانت - كما يقول - لحظة وعى جماعى، وشهادة ولاء لتراب هذا البلد، حين تجمع الفنانون والمثقفون فى اعتصام وزارة الثقافة، فكانت الشرارة التى سبقت الانفجار الشعبى العظيم. فى هذا الحوار، يسترجع الفنان الكبير إيهاب فهمى، تلك الأيام المصيرية التى رأى فيها الشعب يتوحد خلف جيشه، ووراء زعيم جاء فى لحظة الأمل ليقود مصر إلى بر الأمان، فهو لا يخفى فخره بما تحقق، ويرى أن الفن المصرى يعيش حالياً طفرة نوعية، وأن دعم الدولة للفن كقوة ناعمة هو ما أعاد للفن المصرى وهجه الحقيقى. حديثه يمتد من الثورة إلى الاستوديو، من الميادين إلى الكواليس، حيث يفتح قلبه لـ«الكواكب» للحديث عن الأدوار التى غيرت حياته، وعن أعماله المقبلة، وعن الإخلاص للفن كما الإيمان بوطن لا يعرف الانكسار. كيف تصف أجواء ثورة 30 يونيو؟ كانت ثورة شعب حقيقية، لم تكن قضية بيت أو عمل أو حتى حياة شخصية، بل مصير وطن كان مختطفاً، وكنا نعيده لأبنائه، ولذلك أعتبر يوم 30 يونيو يوماً خالداً، وأيقونة محفورة فى وجدانى لا تزول. هل مثّلت لك الثورة تحدياً شخصياً؟ الثورة كانت معركة ضد الخوف، وضد اليأس، ومجرد تذكّر حبى لهذا البلد كان كفيلاً بأن يمحو أى تردد داخلى، كانت الثورة البداية الحقيقية للطريق الذى نحلم به جميعاً لمصر. من من الفنانين كان إلى جانبك فى الميدان؟ أتذكر جيداً وجود الفنان حسين فهمى، يسرا، الراحل عزت أبو عوف، إلهام شاهين، وغيرهم كثيرون، فى الحقيقة لم يكن هناك فنان مصرى لم يكن فى الشارع، الجميع كان يشعر بخطورة اللحظة، وكان يعرف أن عليه التواجد. فى ظل ما فرضته جماعة الإخوان من قسوة وتهديد... هل كنت واثقاً من انتصار الثورة؟ نعم، كنت واثقاً تماماً، طالما أن فى مصر جيشاً وطنياً قوياً يقف إلى جوار شعبه، فلا خوف على هذا البلد، الجيش المصرى ليس كغيره، إنه من نسيج الشعب، من ترابه، ضحى بأرواح أبنائه من أجل مصر، بل من أجل الأمة العربية بأسرها، وفى القلب منها قضية فلسطين. فى رأيك.. هل حققت ثورة 30 يونيو أهدافها كاملة؟ الكمال لله وحده، ولا أقولها على سبيل المجاز، بل عن قناعة، الثورة حققت الكثير، لكن البعض لا يرى سوى النصف الفارغ من الكوب، الإنجازات التى تحققت على الأرض ملموسة، ويكفى أن ننظر لما كنا عليه قبل الثورة لندرك حجم التحول، اليوم لدينا شبكة طرق عملاقة لا تقل عن مثيلاتها فى الدول الكبرى، الغذاء والدواء يصلان بسهولة، الحركة أسهل، وهناك العديد من المشروعات القومية العملاقة، وهذا لم يأتِ من فراغ، ما تحقق يستحق التقدير، حتى وإن كان الطريق لا يزال ممتداً. كيف تقارن الوضع الأمنى اليوم بما كان عليه قبل الثورة؟ الفرق شاسع آنذاك، كان الخوف يسيطر على الشوارع، الناس كانت تخشى مجرد الوقوف فى شرفات منازلها، النوافذ كانت تغلق بالحديد، والقلق كان يخيم على البيوت، أما اليوم فى 2025، فنحن ننعم بأمن حقيقى نعم، العالم من حولنا مضطرب، لكن مصر ثابتة، بفضل قيادة حكيمة. مع اقتراب ذكرى الثورة.. ما الذى تتمناه لمصر؟ أتمنى من قلبى أن تكون هذه الذكرى محمّلة بالخير كله لمصر، نحن على طريق الريادة، والمستقبل يحمل الكثير من الأمل، وستبقى مصر دائماً فى المقدمة، بإذن الله. وهل ترى أن الثورة ساهمت فى تطور الفن؟ بلا شك، فرغم التحديات الاقتصادية التى تواجه العالم، إلا أن الفن المصرى يعيش مرحلة ازدهار حقيقية، قدمنا أعمالاً وطنية ودرامية لم نشهد مثلها منذ عقود، خاصة فيما يخص بتصوير ورصد بطولات الجيش المصرى، ولا يمكن إنكار دور الشركة المتحدة فى هذا التحول، من خلال تنوع القنوات، واتساع رقعة الإنتاج، بما يخاطب كل الأذواق، أصبحت لدينا مواسم درامية خارج رمضان، ومسلسلات جديدة تطرح بشكل منتظم، وهذا تطور كبير لم يكن متاحاً سابقاً. وهل أثرت الثورة على نوعية القضايا التى يناقشها الفن؟ بالتأكيد، فهناك نقلة نوعية فى طريقة تناول القضايا الاجتماعية، أصبحنا نناقش ملفات لم نكن نجرؤ على الاقتراب منها سابقاً، بجرأة وصدق. هناك وعى بأهمية الفن كأداة للتنوير، وعلى رأس هذا الوعى يأتى اهتمام الرئيس السيسي نفسه بالفن، ودعمه له فى مختلف المحافل، اليوم لدينا استوديوهات على أعلى مستوى، ومواقع تصوير متطورة، وتوجه رسمى لدعم الفن كقوة ناعمة لمصر. وما جديدك فى الفترة المقبلة؟ بدأت مؤخراً تصوير مسلسل جديد بعنوان «2 قهوة»، من بطولة نخبة من الزملاء، أبرزهم الفنانة مرام على والنجم أحمد فهمى، دورى فى العمل مختلف تماماً عما قدمته من قبل، وسيكون مفاجأة كبيرة للجمهور.